الإثنين 12/مايو/2025

العراق وفلسطين والمبادرات العربية

العراق وفلسطين والمبادرات العربية

 

صحيفة الشرق القطرية 17/10/2006

 

تشن على الشعب الفلسطيني بشكل يومي حروب شتى بعضها داخلية يقودها “لوردات” السلطة أصحاب اليد الممدودة لتلقف كل المعونات التي تقدم للشعب الفلسطيني، وأصحاب الأفواه المفتوحة أمام ميكروفونات التلفزة العالمية لتثبيط همم المجاهدين، أصحاب الصدور المفتوحة للتباهي بحيوية بعضهم لعل إحداهن تقع في غرامه، هؤلاء يشنون على الشعب الفلسطيني الصابر المجاهد حرباً إعلامية مضللة ومزورة للحقائق بهدف الوقيعة بين الشعب وخياره الديمقراطي عندما قرر عبر صناديق الاقتراع الحر اختار حركة حماس لقيادة مسيرته النضالية، حرب تجويع عن طريق حرمان موظفي السلطة من استلام مرتباتهم ودعوتهم لإضراب دام خمسة وأربعين يوماً وما انفك ساري المفعول عن طريق التحريض ضد السلطة التنفيذية، والمعلوم لدى كافة الشعب الفلسطيني إن أكثر من 85% من الموظفين كلهم من كوادر فتح وأنصارها، والسؤال لماذا لا يصرف رئيس السلطة محمود عباس مرتباتهم كما كان يفعل ياسر عرفات رحمه الله وهو شخصياً محاصر داخل المقاطعة والشعب محاصر كله داخل أراضي السلطة المزعومة؟ أين أموال وعائدات منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يصرف منها الشهيد ياسر عرفات على أفراد سلطته؟.

حرب مسلحة تشنها قوى فلسطينية منظمة ومدعومة من قبل “إسرائيل” وبعض الأنظمة العربية والهدف إعطاء المواطن الذي انتخب حركة حماس لتقود مسيرته لسنوات أربع قادمة الانطباع بان هذه الحركة ليست قادرة على ضبط الأمن ولا قادرة على تيسير سبل الحياة اليومية وتوفير لقمة العيش للمواطنين.

أما الحرب من الخارج فهي أيضاً متنوعة، حرب مسلحة تشنها “إسرائيل” على عامة الفلسطينيين لا فرق عندها بين الفصائل المتناحرة والمتسابقة على رضا أمريكا و”إسرائيل”، كل فلسطيني عندها هو عدو بما في ذلك العملاء المتعاونين مع أجهزتها الأمنية، حرب مبادرات عربية وأجنبية كلها تطلب من حركة حماس التخلي عن المقاومة المسلحة وحتى المقاومة الفكرية والتنظيمية والاعتراف بشرعية الاحتلال لفلسطين والاعتراف بكل التنازلات التي قدمها الحكام العرب ل”إسرائيل”. وكذلك تنازلات حركة فتح التي قادة العمل الفلسطيني لقرابة الأربعين عاماً دون أن تقدم إنجازاً واحداً للشعب الفلسطيني، ودون أن يطلب من “إسرائيل” تنفيذ كل الاتفاقات التي وقعتها معها السلطة الفلسطينية والاعتراف بالمبادرات العربية ذات الصلة، قد ينتشي أحد “لوردات” فتح ويقول: لقد قدمنا الكثير للعمل الفلسطيني ووجودنا في غزة ومعنا سلاحنا هو إنجاز وطني كبير. والرد على مثل هذا القول لا يحتاج إلى عناء، إنكم وسلاحكم رهائن لدى الجيش الصهيوني، فسلاحكم لم يردع الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية للضفة الغربية والقطاع، ولم يتصد للطائرات التي تقصف بيوت الآمنين ومخيمات اللاجئين، وجمهوريتكم في “الفاكهاني” فشلت لأنها لم تحم أبناء المخيمات هناك، وجمهوريتكم في عمان فشلت ولا داعي لنكء الجراح، وماذا عن جمهوريتكم في منطقة “الحمامات” في تونس فحدث ولا حرج. نؤكد لكم أن جمهوريتكم في غزة والضفة ستلقى ذات المصير ما لم تعودوا لرشدكم وتتعاونوا مع إخوانكم الشرفاء من جميع القوى الوطنية الفلسطينية من أجل دحر المعتدين المحتلين لبلادكم.

(2)

يا حكام العرب العراق يتقسم بين اللصوص والعملاء والخونة أمام أعينكم وأنتم صامتون وكأن الأمر لا يعنيكم، برلمان اللصوص أقر التقسيم بتاريخ 11 أكتوبر، والأمم المتحدة في سابقة تاريخية تقبل بتمثيل وفد كردي لإقليم كردستاني العراق في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووزيرة خارجية أمريكا تزور كردستان العراق بعد زيارة للعاصمة العراقية بغداد وتقبل برفع العلم الأمريكي إلى جانب علم الانفصاليين وتقبل أن تقف إلى جوار البرزانى كرئيس لذلك الجزء من العراق، في الوقت الذي تحدثنا فيه الإدارة الأمريكية عن حرصها على وحدة العراق وسيادته واستقلاله.

يا حكام العرب رئيس أركان حرب القوات المسلحة البريطانية يدعو حكومة بلاده للانسحاب من العراق والرأي العام البريطاني يؤازره في طلبه، وتوني بلير يودع منصبه مهزوماً في العراق وأفغانستان، وعصابة الستة في واشنطن التي تدير الإرهاب العالمي تعيش في مأزق لم يسبق له سابقة إلا إزاحة الرئيس نيكسون. أمريكا قد تفاجئكم وتعلن انسحابها من العراق تدريجياً وفي وقت قصير جداً لتسلم المهمة في الشأن العراقي إلى إيران نظير تفاهمات في شان مستقبل المنطقة لصالح الطرفين إيران وأمريكا وأنتم الخاسرون.

يا حكام العرب الشعب العراقي يتعرض للإبادة الجماعية تحت أسماعكم وأبصاركم مات منه ما يقارب المليونين إبان الحصار الظالم عليه المفروض من قبل أمريكا وشاركتم في تلك الجريمة عن سبق إصرار لأكثر من ثلاثة عشر عاماً واليوم وفي ظل الديمقراطية التي تبشرنا بها أمريكا قتلت القوات الأمريكية والبريطانية المحتلة للعراق ما يزيد على 655 ألف نسمة منذ احتلال العراق عام 2003 وهجر ما يزيد على مليون ونصف مليون إنسان قسراً إلى خارج وطنهم، وهناك أعداد مهولة من المعاقين والذين لا يستطيعون الحياة بمفردهم، أضف إلى ذلك تأثير أسلحة الدمار الشامل التي استخدمت في الحروب ضد أهلنا في العراق ومنها اليورانيوم المنضب، كل هذا يجري يا حكامنا وأنتم تمعنون في حماية جيوش المحتلين وعملائهم في العراق عن طريق إحكام الرقابة الحدودية مع العراق حتى لا يصل الدعم والإمداد للمقاومة العراقية الباسلة من شرفاء أمتنا العربية والإسلامية.

آخر القول: أنقذوا يا حكامنا أوطانكم قبل التجزئة والتفكيك وذلك بنصرة المقاومة في العراق وفلسطين وانصروا إخوانكم في السودان قبل أن يأتي عليكم الطوفان.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات