الخميس 08/مايو/2025

الشهيد شقّورة.. فارس مسيرة العودة الدائم يرحل شهيداً

الشهيد شقّورة.. فارس مسيرة العودة الدائم يرحل شهيداً

للمرة الأولى سيغيب الشاب محمد خليل شقورة (21 عاما) عن فعاليات مسيرة العودة يوم الجمعة، فقد واظب على الحضور طوال (25) جمعة مضت.

كل من قابله في الأيام الأخيرة من حياته كان يعجب لحسن تصرفه ومجاملته لهم، فقد أهدى الكثيرين ما أسعدهم وسألهم إن كانوا يحبونه أم لا.

وكان الشهيد شقورة من مخيم المغازي أصيب برصاصة اخترقت قلبه عندما كان في الاحتجاج السلمي بمسيرة العودة شرق مخيم البريج في جمعة (المقاومة خيارنا).

وشيّع آلاف المواطنين جثمان الشهيد شقورة في مخيم المغازي بعد أن نقلوا جثمانه للصلاة عليه في مسجد المغازي الكبير قبل مواراته الثرى في مقبرة المغازي الجديدة.

مخزن الهموم
معظم المشاركين في مسيرة العودة على حدود مخيم البريج يعرفون الشاب محمد شقورة الذي يتقدّم خط التماس ويشارك في الاحتجاجات الغاضبة دون انقطاع.

يعدّ الشاب محمد النشّوي (26 عاما) مخزن هموم الشهيد محمد شقورة، فلديه تفاصيل حياته ومعاناته كافة مع شظف العيش، وقد شكّل استشهاده له صدمة كبيرة.


null

يقول النشّوي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “صديقي عاش حياة بسيطة، وشارك في كلّ جمعة على الحدود، ولم أتوقع يوماً أن يرحل هكذا، يوم الثلاثاء الماضي أخبرني أنه سيرحل عن الدنيا يوم الجمعة”.

أهدى محمد شقورة صديقه محمد النشّوي الحلوى والجبن قبل ساعات من رحيله عن الحياة، وقد أثار ذلك استغراب محمد الذي كان يراقب سؤالاً متكررا يسأله شقورة لبقية أصدقائه وأقاربه (هل تحبني؟).

آمن شقورة بالعمل السلمي وأنشطة المقاومة، وقد تمنّى أن ينضم لصفوف المقاومة كما أخبر صديقه ليمارس حقه المشروع في الدفاع عن وطنه وأرضه بكل الطرق.

مشارك دائم
قبيل أذان المغرب في كل جمعة بمسيرة العودة يكثّف الاحتلال إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على الأجساد مباشرة فأصاب اثنين.

بعد جولة إطلاق الغاز المسيل للدموع انقشعت غمامة الدخان الأبيض الكثيفة، فأصاب القناصة شقورة بشكل مباشر في صدره، جرى بعدها عدة أمتار، ثم سقطت قبعته الصيفية من فوق رأسه وسقط هو على الأرض.

بعد دقائق انتشر خبر استشهاد شقورة، وفي اليوم التالي نقل مئات المواطنين جثمانه لمنزله حتى يلقي أهله نظرة الوادع الأخيرة عليه تاركاً جرحاً غائراً في قلب أمه وأشقائه.

في باحة البيت كان عدد من النسوة يحاولن إفاقة شقيقته الكبرى مريم وهي تعاني من شلل نصفي بعد أن أغمي عليها، فيما كان المشهد متطابقا مع والدته في الحجرة المجاورة بعد دقائق من خروج الجثمان.

تبادر (أم رائد) عمّة الشهيد شقورة بالحديث عن محمد قائلةً لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاحتلال قتل متظاهرا سلميا لم يشكل أي خطر، لكن الاحتجاج السلمي والفعاليات مستمرة، لقد فقدت محمد، كان يحبني ودائماً يستقبلني في البيت”.


null

عاش شقورة حسب آراء أهل مخيمه وأصدقائه بسيطاً، وتنقل للعمل في أي مجال أملاً في كسب قوت يومه وإعالة أسرته التي يحتل ترتيب الثاني من بين شبانها.

يخيّم الحزن على شقيقه الأكبر غازي، الذي ودّع حسب وصفه الرجل الثاني من بعده، وقد تقاسم معه أعباء الأسرة وواجبات المنزل اليومية.

يتابع: “تركته مبتسما وطبيعيا جداً يوم الجمعة، وأوصيته على البيت، ثم خرجت لمشوار في غزة وقبل المغرب جاء اتصال صادم يعلن استشهاده”.

يقول السيّد (أبو عادل) خال الشهيد شقورة: “لم يترك جمعة واحدة في مسيرة العودة، وفي إحدى المرات خافت أمه عليه هو وشقيقه، وأغلقت الباب، فقفز من فوق السطح، ابن شقيقتي شاب بسيط وطيب جدا كل ما تمناه في حياته أن يحيا حياة كريمة”.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات