عاجل

السبت 27/يوليو/2024

وسط آمال بزوال الخيام.. فلسطينيو الشمال السوري في مواجهة الشتاء مجددًا

وسط آمال بزوال الخيام.. فلسطينيو الشمال السوري في مواجهة الشتاء مجددًا

مع اشتداد هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة إلى درجة التجمد، يواجه اللاجئ الفلسطيني “أبوزيد” أعباء إضافية، للإبقاء على الحد الأدنى من دفء عائلته، مستذكرا “الصعوبات التي واجهها خلال فصل الشتاء قبل عامين، إذ تهاوت خيمته مع فيضان نهر عفرين بالشمال السوري، ما أدى لعزل مخيم دير البلوط عن محيطه”.

يقول “أبو زيد” من مخيم “دير بلوط” للاجئين الفلسطينيين، لمراسل “قدس برس”: “كنت أحد الذين تعرضت خيامهم للغرق الكامل، وأتت المياه على الخيمة وكل ما فيها من مستلزماتنا”.

يتابع: “رغم تعويضي لما فقدته من خيمة ومستلزمات، إلا أن الهاجس ما زال يسكنني من تكرار الحادثة في كل مرة يفيض فيها نهر عفرين، رغم إصلاح الجسر ووضع سواتر على ضفتي النهر، إلا أن ما عانيناه قبل عامين يجعلنا في قلق دائم”.

ودلل “أبو زيد” على مخاوفه، بالقول: “إنه وقبل يومين أدى ارتفاع منسوب المياه في نهر عفرين إلى حالة من الهلع لدى اللاجئين في مخيم دير بلوط، خشية وصول السيول إلى خيامهم، إلا أن منسوب المياه عاد للانخفاض في اليوم التالي”.

“الشتاء هنا صعب للغاية؛ ففي كل عام تتعرض مخيمات الشمال السوري لموجة من الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة، يتكرر مشهد غرق الخيام أو اقتلاعها بسبب الرياح”، يقول مسؤول مكتب العمل الخيري في هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية، أحمد الحسين، في تعليقه على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اللاجئون.

ويشرح “الحسين” لمراسل “قدس برس” بالقول: “يتعرض اللاجئون الفلسطينيون والسوريون على حد سواء في مخيمات الشمال السوري، لمآسٍ يومية بمعنى الكلمة، مع حلول كل شتاء؛ فلا مأوى يُدفئهم، ولا طعام يكفيهم، ولا حتى تمويل بما يناسب أعباء الشتاء، فضلا عن الأمراض الناجمة عن تلك الظروف”.

حملات إغاثية
ويضيف: “أطلقت (هيئة فلسطين للإذاعة والتنمية) عدة مشاريع وحملات عاجلة لتقديم ما يمكن من أشكال الدعم والمساعدة للاجئين الفلسطينيين والسوريين، وسط تجاوب من الجمعيات والمنظمات الخيرية والإنسانية في أوروبا والداخل الفلسطيني وتركيا، وكذلك مؤسسات من دول خليجية”.

ويتابع حديثه: “استطعنا ومنذ بداية العام تقديم 500 سلة غذائية و1000 وجبة غذائية و150 ذبيحة وعجلين و150 خيمة مع مستلزماتها بالكامل من حرامات وفرشات وبطانيات وأرضيات، بالإضافة إلى 50 طن حطب و25 ألف ربطة خبز”.

وأشار إلى “استفادة أكثر من 1500 طفل من حملة كسوة الشتاء، بالإضافة للمساعدات النقدية التي استفادت منها قرابة 300 أسرة متعففة”.

ونبّه إلى أنه “سيتم خلال المدّة القادمة بناء مسجد ومدرسة مع كامل تجهيزاتهما، كما بدأنا بحفر بئر عميق يغطي حاجة 6 آلاف أسرة”، مشيرا أنه “في الأيام القادمة ستنطلق حملة ضخمة من المساعدات المقدمة من أهلنا في الداخل الفلسطيني والمؤسسات الأوروبية. نُقدر عدد الأسر التي ستستفيد بنحو 40 ألف أسرة”.

“إلغاء الخيم”
وكشف المسؤول الإغاثي في جمعية “خير أمة”، عبدالجبار شلبي، عن “توجه جديد لكافة المنظمات الإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني في سوريا، وكذلك لدى الجهات الداعمة من الخارج، لإلغاء فكرة الخيمة واستبدالها بسكن، وتجهيز بنية تحتية مناسبة”.

وأشار في تصريحات لـ”قدس برس”، إلى أن جمعيته بالإضافة إلى مؤسسات إغاثية أخرى، بدأت فعلا بافتتاح مشاريع الوحدات السكنية، مستدركا بالقول: “هذا الأمر يحتاج إلى وقت أطول لإنجاز شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه وكهرباء بالطاقة الشمسية”.

وأكد شلبي، الذي يترأس جمعية “خير أمة” -وهي جمعية فلسطينية مرخصة في تركيا- أن توجه الجمعيات والمؤسسات الإغاثية للمشاريع التنموية لاستبدال الخيام، لبناء اقتصادي بديل، غير مكلف، لتلبية احتياجات اللاجئين.

وأوضح أن “الحاجة ماسة وملحة جدا لمضاعفة المساعدات للمخيمات، خاصة في فصل الشتاء، بسبب افتقارها للبنى التحتية”.

تحديات المؤسسات الإغاثية
وأشار إلى التحديات التي تواجه المنظمات والجمعيات الإغاثية، كـ”ضعف التمويل وغلاء الأسعار وجائحة كورونا، بالإضافة للمشاكل التي يواجهها اللاجئون في كل شتاء”.

وكشف عن التراجع الكبير في الدعم، الذي يصل إلى مخيمات الشمال السوري، بسبب عدة عوامل، من أهمها جائحة كورونا، وانشغال الدول بمشاكلها الداخلية.

وكانت هيئة الإغاثة التركية (IHH)، قد أطلقت أواسط العام الماضي، مشروعًا يستهدف بناء 15 ألف وحدة سكنية لمصلحة النازحين في محافظة إدلب شمال سوريا، وإنشاء حي سيحمل اسم “حي بورصة”. 

كما عملت مؤسسات إغاثية سورية على نقل آلاف العائلات إلى تجمعات سكنية، بدلا من الخيام، وقدمت مؤسسات من الداخل الفلسطينية تبرعات لبناء 800 إلى 1000 وحدة سكنية بديلة عن الخيام.

ويقدر عدد الذين يعيشون في مخيمات الشمال السوري بنحو مليون نسمة، في حين تتوزع نحو 1500 عائلة فلسطينية على عدة مناطق ومخيمات، أهمها مخيم “ديربلوط”، الذي يعدّ الأسوأ بالنسبة للفلسطينيين في مناطق الشمال السوري.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات