الخميس 08/مايو/2025

إدانات حقوقية لاغتيال الصحفية أبو عاقلة.. مطالبة بتحقيق مستقل ومحاسبة

إدانات حقوقية لاغتيال الصحفية أبو عاقلة.. مطالبة بتحقيق مستقل ومحاسبة

أدانت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية اغتيال قوات الاحتلال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مطالبة بتحقيق دولي مستقل في الجريمة، وصولاً لإعمال المحاسبة والانتصاف.

الأورومتوسطي: شهادات تدين الاحتلال
وعرض المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، شهادات تدلل على تورط على الاحتلال في إعدام الصحفية أبو عاقلة بدم بارد، عبر استهدافها من قناص أسفل أذنها في الجزء غير المحمي بخوذتها.

ودعا المرصد إلى فتح تحقيق دولي مستقل في الجريمة، بما يُفضي إلى محاسبة المتورطين فيها، ووضع حد للاستهداف الإسرائيلي الممنهج للعمل الصحافي في الأراضي الفلسطينية.

الميزان: استهداف منظم
من جهته، قال مركز الميزان لحقوق الإنسان: إن جريمة قتل أبو عاقلة تشكل دليلاً إضافياً على الاستهداف المنظم الذي يتعرض له الصحافيون والصحافيات ووسائل الإعلام المختلفة، خلال محاولاتهم نقل حقيقة ما تقوم به تلك القوات من انتهاكات قد تصل لمستوى جرائم الحرب.

واستحضر المركز، في بيان له، عشرات جرائم تعمد قتل الصحافيين والصحافيات، ومنهم فضل شناعة مصور وكالة رويترز الذي استهدفته قذيفة مباشرة وتمكنت كاميرته من توثيق الجريمة التي وقعت عند حوالي الساعة 6:45 من صباح الأربعاء 16/04/2008، وهو وقت مشابه لوقت استهداف أبو عاقلة.

كما استحضر المركز تعمد قتل المصور الصحافي ياسر مرتجى بتاريخ 07/04/2018، بعد إصابته برصاصة أسفل البطن في منطقة لا يحميها الدرع، وفي الحالتين كانت شارة الصحافة واضحة والصحفي يرتدي وسائل الحماية تماماً كما كانت الشهيدة أبو عاقلة.

وشدد على أن استمرار المجتمع الدولي في اتباع سياسة ازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر في الأرض الفلسطينية المحتلة أمر يثير الاشمئزاز، ويظهر انحياز المجتمع الدولي، الذي لا يحرك ساكنًا لضمان احترام القانون الدولي في هذه المنطقة من العالم ومعاقبة منتهكيه بعد مرور نحو 74 عاماً على نكبة فلسطين، في حين يقف على قدم واحدة لفتح تحقيق في الجرائم المرتكبة في الصراع الروسي الأوكراني المستجد.

مجلس جنيف: مطلوب تحقيق دولي
بدوره، أدان مجلس جنيف للحقوق والحريات، بشدة، قتل القوات الإسرائيلية الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، وإصابة زميلها علي سمودي، خلال تغطيتهما اقتحام تلك القوات مخيم جنين، شمال الضفة الغربية.

وأشار في بيان له أنه بخلاف مزاعم جيش الاحتلال عن فتح تحقيق حول احتمال إصابة صحفيين برصاص مسلحين فلسطينيين، أكد المجلس أن إفادات الشهود العيان بينت أن المنطقة التي استهدف فيها الصحفيون لم تشهد أي اشتباكات مسلحة، ولم يكن فيها سوى جيش الاحتلال، في حين جرت اشتباكات بين الجيش ومسلحين فلسطينيين قبل ذلك بمحيط منزل على بعد مئات الأمتار.

وطالب جميع المؤسسات الصحفية المحلية والدولية واللجان المختصة بحقوق الصحفيين حول العالم والمفوض السامي لحقوق الإنسان بإدانة الجريمة، واتخاذ إجراءات عملية لضمان تحقيق مبدأ المحاسبة على هذه الجريمة.

وأكد المجلس ضرورة فتح تحقيق دولي مستقل في جريمة مقتل الصحافية “شيرين أبو عاقلة”، بما يُفضي إلى محاسبة المتورطين فيها، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التي يحظى بها مقترفو الجرائم من جيش الاحتلال وسط صمت المجتمع الدولي.

بتسيلم يفند

أما منظمة بتسيلم الإسرائيلية ففنّدت مزاعم الاحتلال حول احتمال استشهاد أبو عاقلة برصاص مقاومين فلسطينيين، ونشرت فيديو لأحد المتطوعين يسير مع فيديو من نقطة وجود المقاومين الذين ظهروا في الفيديو المنتشر عبر إعلام الاحتلال إلى نقطة إصابة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ويؤكدون في تغريدة استحالة وصول رصاصهم لها.


المركز الفلسطيني يدعو لموقف علني
وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، جريمة الاغتيال، وطالب الأطراف الدولية ذات العلاقة سيما الاتحاد الدولي للصحفيين وآليات الأمم المتحدة بتعزيز حماية حقوق الإنسان، وخاصة المقررين الخاصين لكل من الحق في حرية التعبير والحق في التجمع السلمي، بالعمل على رصد الانتهاكات والخروج بالموقف المناسب من هذه الأحداث، وخاصة فيما يتعلق بالاستهداف المباشر للصحفيين.

ودعا المركز -في بيانٍ له- المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، ولجنة التحقيق الدولية لزيارة الأرض الفلسطينية المحتلة، واتخاذ موقف علني واضح وصارم من جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الصحفيون؛ لكونها جرائم مستمرة ومتكررة.

وحثّ المركز المحكمة الجنائية الدولية على فتح صفحة إلكترونية خاصة لاستقبال الإفادات والشكاوى والفيديوهات والشهود العيان كما حدث في أوكرانيا.

المجلس الأمريكي يدين
أدان المجلس الأميركي لحقوق الإنسان “القتل بدم بارد لمراسلة الجزيرة الفلسطينية- الأميركية شيرين أبو عاقلة”.

وقال المجلس في بيان صدر عنه اليوم الأربعاء، “كانت أبو عاقلة مع مجموعة من المراسلين الصحفيين من مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة عندما قتلت برصاصة قناص، بالرغم من ارتدائها سترة وخوذة صحفيتين واضحتين ومرئيتين”.

وعدّ البيان “مقتل أبو عاقلة انتهاكا آخر للقانون الدولي وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، ويجب حماية المراسلين والصحفيين وعدم استهدافهم”.

وطالب البيان بإجراء تحقيق فوري ودولي وشفاف بشأن الجريمة ومحاسبة جميع المسؤولين عن القتل.

جمعية حقوقية كويتية: جريمة إضافية

وأدانت الجمعية الكويتية للمقومات الأساسية لحقوق الإنسان، اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي لمراسلة قناة الجزيرة بفلسطين، الإعلامية شيرين أبو عاقلة، في مخيم جنين شمال الضفة الغربية.

وقالت الجمعية الحقوقية الكويتية في بيان لها: إن “الجمعية إذ آلمتها هذه الجريمة النكراء والعالم ما زال يستذكر اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ فإنها تستنكر وتدين بشدة استهداف الإعلاميين والصحافيين والمراسلين، وتؤكد على حرمة التعرض لهم”.

وأكدت تضامنها الحقوقي مع شبكة الجزيرة “حتى ينال القتلة والمجرمين ومستبيحي دماء المدنيين والأبرياء القصاص العادل”، مطالبة بـ”إضافة هذه الجريمة لسجل الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي”.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء؛ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، إثر إصابتها برصاصة أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتها اقتحام حي الجابريات، القريب من مخيم جنين (شمال الضفة).

كما أصيب الصحفي علي سمودي أصيب برصاص جيش الاحتلال في ظهره، ووصفت إصابته بالمستقرة.

وحمّلت قناة الجزيرة القطرية في بيان، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية المباشرة عن استشهاد أبو عاقلة، مؤكدة أن قناصاً إسرائيلياً اغتالها بدم بارد، وبشكل متعمد.

يشار إلى أن شيرين أبو عاقلة من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، وطيلة ربع قرن كانت في قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وولدت عام 1971 في مدينة القدس المحتلة، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية، وبدأت العمل في الصحافة عام 1994 عندما أُنشئت محطة صوت فلسطين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات