بوابة السماء .. دراما تعايش الواقع الفلسطيني

بعد أدائهم صلاة التراويح يتسارع الإخوة أحمد وعبد السلام ومحمود إلى التسمّر أمام التلفاز منتظرين حلقة جديدة من “بوابة السماء” الذي تعرضه فضائية الأقصى يومياً في رمضان.

تبدو السعادة غامرة على الإخوة الأشقّاء إن حالفهم الحظ بوصول التيار الكهربائي لمنطقتهم حتى يتمكنوا متابعتها فور عرضها، إلا أنّهم محرمون من هذه النعمة -كما يقولون- حيث برمجوا أنفسهم على متابعتها في حلقات الإعادة.

null

حالة الإعجاب لدى الأشقاء الثلاثة لم تكن لهم وحدهم؛ بل يشاركهم بها الكثير من المتلهفين إلى دراما فلسطينية محترمة تعايشهم الواقع الفلسطيني بحذافيره، بدءاً من اللهجة وليس انتهاءً بمشاهد التصوير الفلسطينية.

إلا أنّ شقيقتهم الجامعية “دعاء” لم يعجبها المسلسل وقررت عدم متابعته، معللةً ذلك بأنّ الأداء ضعيف، وأنّه لا يقدم دراما حقيقية يمكن أن تشدها وتؤثر فيها.

أحداث المسلسل

وتدور أحداث مسلسل “بوابة السماء” الذي صنعته فضائية الأقصى من ألفه إلى يائه في قطاع غزة عن الواقع والمأساة التي يعايشها أهالي مدينة القدس المحتلة، وربما بذلك تكون هذه المرة الأولى الذي تعالج فيه دراما سينمائية قضية القدس وتفاصيل حياة أهلها وحجم الصمود والثبات الذي يسطره المقدسيون في وجه العنصرية الصهيونية بعد أن تخلى العرب عنهم.

null

وتصوَّر أحداث المسلسل داخل مدينة الإنتاج الإعلامي التي جهزتها فضائية الأقصى سابقاً جنوب القطاع، وتحاكي أزقة وشوارع مدينة القدس، وتجسد واقع المقدسيين المؤلم مع الاحتلال الصهيوني.

يشار إلى أنّ هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها عن إنشاء مدينة إنتاج إعلامي فلسطينية خالصة، وهو ما يحسب لفضائية الأقصى وطاقمها الفني.

null

تطور ملموس

“رغم حالة الفقر الدرامي الذي تعانيه شاشتنا الفلسطينية، إلا أن هناك تطوراً ملموساً واهتماماً أكبر بصناعة الدراما في فلسطين، قناة الأقصى مثالًا”. هذا ما قاله الناقد الفني والمخرج سعد اكريّم رئيس منتدى الفن الفلسطيني لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، مبيناً أنّه أصبح لدى البعض فهم أن هناك فرقًا بين المقاومة في الفن وبين “المقاومة بالفن”؛ أي اعتماد الفن وسيلة مقاومة ناعمة في وجه هذا الاحتلال من خلال اعتماد استراتيجية للعمل.

وأشار اكريم إلى أنّ كل الأعمال الدرامية العربية التي طرحت القضية الفلسطينية عالجتها من وجهة نظر السياسة الرسمية العربية، دون مراعاة الخصوصية الفلسطينية والتي لا تزال غائبة عن الأنظمة العربية التي لا تضع القضية الفلسطينية في مكانة متقدمة على سلم أولوياتها.

أبرز المعيقات

ويشير الناقد الفني إلى أنّ أبرز المعيقات التي تتسبب في ضعف الدراما الفلسطينية؛ عدم تناول القضايا من الجوانب الإنسانية، وعدم تقديم معالجات حقيقية، ما أفقدها التأثير.

وأضاف: “نحن لا نريد أن نحول القضية الفلسطينية إلى مجرد قضية ألم إنساني فقط؛ ولكن علينا أن نعمل بتوازن وفكر وذكاء في تناول ومعالجة هذه القضايا الكبيرة”.

ويوضح اكريم، أنّ المتابع للفن المقاوم الفلسطيني يرى أنّه استفاد بدرجة لم يكن يتوقعها القائمون على إنتاج هذه الأعمال، وخير مثال اتساع نسبة المتابعة لدراما الأقصى على الأقل من الجاليات العربية والإسلامية من أصحاب الحس الإسلامي والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية.

null
أما محلياً فإن الاستفادة جاءت من المتابعة الشغوفة للجيل الناشئ لكل ما له علاقة بالبندقية وأسر الجنود وتنفيذ العمليات ضد المحتل، ومواجهات المقدسيين مع الاحتلال في شوارع القدس وساحات المسجد الأقصى، وهذه الثقافة وإن لم تعجب البعض فإنها جزء أصيل من عقيدتنا وأولوية شعب يهدف لمشروع التحرير.

ويؤكد رئيس منتدى الفن الفلسطيني، أنّ الفن المقاوم يقف على خطوات قليلة من الاحترافية؛ فهناك تطور ملحوظ وبون شاسع عن الأعمال السابقة، مشدداً أنّ ذلك لم يكن لولا وضع بعض فصائل المقاومة “الدراما” على درجة متقدمة من أولوياتهم.

null

null