الدعوة إلى بلورة خطاب إعلامي فلسطيني داعم للانتفاضة والوحدة

دعا صحفيون ومتحدثون إلى بلورة خطاب إعلامي فلسطيني داعم للانتفاضة والمقاومة، مشددين على ضرورة أن يلعب الإعلام دوراً في تعزيز الوحدة الوطنية والصمود في مواجهة الاحتلال.

جاء ذلك خلال احتفال وزارة الإعلام “المكتب الإعلامي الحكومي” بغزة، الخميس (31-12) ، بيوم الوفاء للصحفي الفلسطيني، الذي يصادف الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر/كانون أول من كل عام، بمشاركة واسعة من جموع الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية والكوادر الأكاديمية بقطاع غزة.

وقال مدير المكتب سلامة معروف في كلمته: في هذا اليوم ونحن نحتفل بيوم الوفاء بأهل الوفاء لا بد لنا أن نستذكر زملاءنا الصحفيين الذي قدموا أرواحهم على مدار السنوات الماضية.

وطالب بأن تكون بوصلة المقاومة هي ذاتها بوصلة الإعلامي الفلسطيني، مشيراً إلى أن فعاليات يوم الوفاء امتدت على مدار شهر كامل تخللها تنظيم ماراثون رياضي بعنوان “ماضون نحو القدس”، ويوم دراسي بالشراكة مع جامعة الأقصى بعنوان “نحو رؤية إعلامية موحدة خدمة للقضايا الوطنية، وإقامة معرض الثوابت الوطنية الذي استمر ليومين، وموجة مفتوحة بعنوان “حماة للحقيقة” شاركت فيها 35 مؤسسة إعلامية مرئية ومسموعة في غزة والضفة، بالإضافة لتدشين طابع بريدي خاص بقضايا الصحفيين.

واستعرض الخطوط العامة لخطة عمل المكتب في العام القادم، مشدداً على الحرص على تعزيز حرية الرأي والتعبير وعلى رأسها حرية العمل الإعلامي، والاستمرار في الدور الذي يقوم به المكتب في تقديم الخدمات، وتبادل الآراء والمقترحات والنقاش، والمساهمة في تنظيم العمل الإعلامي بغزة على قاعدة المسئولية وجودة الأداء.

وأشار إلى أن الخطة تشمل تسهيل مهام الصحفيين والتعريف بهم وطبيعة الدور المهمّ الذي يقومون به، وتعزيز القضايا والثوابت الوطنية ومهارات الإعلاميين.
 وأعلن أنه سيتم تقديم كافة الاعتداءات “الإسرائيلية” بحق الصحفيين التي تم توثيقها ورصدها خلال الأسبوع القادم للجنة الوطنية المختصة لتقديمها لمحكمة الجنايات الدولية.

نقطة بارزة
بدوره، حيا مراسل قناة الجزيرة القطرية بغزة تامر المسحال في كلمة له خلال الاحتفال، الأسرة الإعلامية الفلسطينية، التي ضحت بدمائها في سبيل نقل الحقيقة، وفضح جرائم الاحتلال.

وأشار المسحال أن عام 2015 سجل فيه الصحفيون الفلسطينيون نقطة بارزة في أداء رسالتهم بكل وطنية ومهنية، مبينا أنه كان بنكهة إعلامية شابّة لاسيما أن انتفاضة القدس كانت نموذجا لتفجير ثورة جيل إعلامي شابّ.

ودعا الجهات المسئولة إلى احترام حرية الإعلام وحقوق الإعلاميين والطاقات الإعلامية الشابة في مجتمعنا، لافتا إلى ضرورة استثمار الطاقات الشابة لتحقيق التوعية والدعم وفتح الآفاق واحترام حرية الرأي والتعبير.

وأضاف “نحن بحاجة لإعلام مهني متنوع يبني ويُبنى عليه، ويكون قادرًا بمهنية على كشف الحقائق، وأن يعمل على مواجهة أي مظاهر للفساد أو الاستبداد في المجتمع للارتقاء بالمجتمع ومكوناته والحفاظ على أجياله”.

وطالب المسحال بإطلاق مبادرة للتوافق على وثيقة شرف إعلامية يشارك فيها نخبة إعلامية من ذوي الخبرة والكفاءة، مستفيدين من جهود نقابيين وحقوقيين وأكاديميين كي تكون نموذجًا مهنيًّا عمليًّا تستند إليه الأجيال الصاعدة في ظل عدم وجود قانون إعلامي عصري ونقابة موحدة.

صوت مقدسي
وفي كلمةٍ لصحفيي الضفة، قالت الصحفية المقدسية لواء أبو رميلة إن الصحفيين يتعرضون لانتهاكات خاصة خلال اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى من خلال تكسير المعدات والكاميرات.

وذكرت أبو رميلة أن الاحتلال يسعى إلى إسكات صوت الصحفي الفلسطيني الذي يفضح سياساته الإجرامية بحق شعبنا.

ودعت إلى نقل رسالة الشهداء وعوائلهم إلى الجمهور الداخلي والخارجي، مطالبةً في الوقت ذاته بإيجاد مؤسسة حاضنة للصحفيين لحمايتهم من بطش الاحتلال.

الانحياز للوطن
ومن جهته، وجّه القيادي في حركة حماس صلاح البردويل كلمته بالنيابة عن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، للشهداء والجرحى والأسرى من الصحفيين الذين قدموا كل غالٍ للدفاع عن رسالتهم ونقل الحقيقة.

وقال: “نتشرف اليوم بتكريم الصحفيين؛ فهم عيون الحقيقة، ومن خلاله ننال الشرف بتكريمهم”، مضيفا: “نحن بين جموع الشباب الصحفي المقاتل بالكلمات، ومنهم من استشهد ومنهم من ينتظر”.

وتابع: “هذا العرس يثبت أن شعبنا يحمل إرادة نحو الحياة، وعلى العالم الحر أن يحترم تلك الإرادة الفلسطينية”.

ودعا البردويل كافة الصحفيين للانحياز للوطن والحقيقة وليس للأحزاب، وترسيخ الوحدة الوطنية بين صفوف شعبنا.

وتخلل الاحتفال، فقرة شعرية، وتكريم الأكاديميين الإعلاميين في جامعات قطاع غزة، والإعلان عن أسماء الفائزين في جائزة الشهيد الطفل علي دوابشة للأفلام القصيرة.