الثلاثاء 07/مايو/2024

حصاد 2020.. الاحتلال اعتقل ألفي مقدسي خلال العام المنصرم

حصاد 2020.. الاحتلال اعتقل ألفي مقدسي خلال العام المنصرم

تصاعدت عمليات الاعتقال الإسرائيلية بحق المقدسيين خلال العام الماضي، رغم جائحة كورونا، وتصدرت القدس المحتلة المدن الفلسطينية في عدد المعتقلين، وفق مركز فلسطين لدراسات الأسرى الذي رصد 2000 حالة اعتقال منهم 360 طفلا و82 سيدة.

وأوضح الباحث رياض الأشقر مدير المركز، أن نسبة الاعتقالات من القدس شكلت حوالي 42% من نسبة الاعتقالات التي جرت في كل أنحاء الأراضي خلال عام 2020، والتي بلغت (4700) حالة اعتقال، وطالت شرائح المجتمع المقدسي كافة، ولم تستثنِ النساء، والمرضى، وكبار السن، والأسرى المحررين، والنواب، والقيادات الإسلامية والوطنية.

وأشار إلى أن الاحتلال يستخدم عصا الاعتقالات الغليظة بحق المقدسيين كوسيلة عقاب جماعي بهدف ردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى.

كما طالت الاعتقالات العديد من المسنين، أبرزهم عبد الرحيم بربر (80 عاما) من حي رأس العامود، والمسن علي عجاج (70 عاماً)، من البلدة القديمة.

توزيع الاعتقالات

وعن توزيع الاعتقال في أحياء ومناطق القدس، بيَّن الأشقر أن بلدة العيسوية نالت النصيب الأكبر من الاعتقالات، حيث وصلت حالات الاعتقال منها إلى (620) حالة، وهو ما يشكل ثلث حالات الاعتقال من القدس، وتلاها محيط المسجد الأقصى (380) حالة، ومن القدس القديمة بلغت حالات الاعتقالات (280) حالة، وبلدة سلوان بلغت الاعتقالات منها (260) حالة، ومن شعفاط (110) حالة اعتقال، ومن الطور (130) حالة اعتقال.

وشهد شهر يناير أعلى نسبة اعتقالات في القدس، والتي بلغت حوالي 245 حالة، وأقلها كان في شهر أبريل، وبلغت 90 حالة اعتقال.

اعتقال النواب والقيادات

واستطرد الأشقر أن الاعتقالات طالت كذلك عددا من القيادات الإسلامية والوطنية من القدس، منهم رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب الأقصى عكرمة صبري، والشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية، ومحافظ القدس عدنان غيث، ووزير شؤون القدس فادي الهدمي، ومدير نادي الأسير ناصر قوس، ومدير الأقصى الشيخ عمر الكسواني.

كذلك طالت الاعتقالات نائبين من نواب القدس وهما الشيخ محمد محمود أبو طير (68 عاما) وهو مبعد عن القدس منذ 9 سنوات، وكان أمضى ما يزيد عن 35 عاماً في سجون الاحتلال،  صدر بحقه قرار اعتقال إداري 4 أشهر، والنائب أحمد محمد عطون (55 عاما)، وأصدرت بحقه قرار اعتقال إداري 4 أشهر، وكان أمضى ما يزيد عن 13 عاما في سجون الاحتلال، وهو مبعد عن القدس.

كذلك طالت الاعتقالات وزير شؤون القدس السابق خالد إبراهيم أبو عرفة (59 عاماً) بعد استدعائه للتحقيق في معسكر “عوفر ، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري أربعة أشهر.  

اعتقال المقدسيات

وأفاد الأشقر بأن الاحتلال صعد العام الماضي من استهداف النساء المقدسيات وخاصة المرابطات في الأقصى، حيث وصلت حالات الاعتقال بين النساء (82) حالة بينهن 10  قاصرات.

كما واصل الاحتلال استهداف المرابطات في الأقصى بذريعة التصدي لاقتحامات المستوطنين، وبعضهن اعتقلن أكثر من مرة خلال الشهور الماضية، أبرزهن؛ هنادي الحلواني ومادلين عيسى، والمعلمة خديجة خويص، وآية أبو ناب، والناشطة رائدة سعيد، ونفيسة خويص.

بينما اعتقلت الشاعرة المقدسية رانيا حاتم بعد اقتحام منزلها في بلدة الطور، وأطلق سراحها بعد التحقيق، كما اعتقلت والدة وزوجة الشهيد ماهر زعاترة، واعتقلت سناء الرجبي، وهى والدة الأسير عمار الرجبي، والسيدة إيمان فطافطة، وهى زوجة الأسير عبد المنعم الأعور، والسيدة نجلاء كنعان، وهى والدة الشهيد محمد كنعان.

كما اعتقلت زوجة أمين سر حركة فتح في القدس، شادي المطور، وسحبت إقامتها من القدس، واعتقلت مديرة جمعية المرأة للتنمية والتمكين إلهام أبو صبيح، ومديرة مركز يبوس الثقافي رانيا إلياس، فيما أعادت اعتقال الأسيرة المحررة بيان فرعون من بلدة العيزرية، بعد تحررها بشهرين، كانت أمضت 3 سنوات ونصفا في السجون، وأطلق سراحها بعد التحقيق معها لساعات.  

كما استدعيت زوجة الشهيد مصباح أبو صبيح للتحقيق مها في مركز تحقيق المسكوبية، وهى والدة الأسير صبيح أبو صبيح، واستدعيت مراسلة تلفزيون فلسطين بالقدس، كرستين ريناوي، للتحقيق معها في مركز المسكوبية أكثر من مرة، واعتقلت الفتاة المقدسية آية محيسن 17 عاماً. 

والسيدتين سوزان المبيض من بلدة أبو ديس شرق القدس، وابتسام عوض من بلدة سلوان، وهما في ال50 من العمر.

فيما أقدمت إدارة سجن الدامون على عزل الأسيرتين المقدسيتين فدوى حمادة، وجيهان حشيمة، في زنازين معتقل “الجلمة”  في ظروف قاسية وصعبة، بدعوى مخالفة تعليمات السجان، حيث تم إنهاء عزلهما بعد 70 يوماً، بينما أعاد عزل الأسيرة  حمادة مرة أخرى بدعوى إهانة سجانة.

اعتقال الأطفال

وأشار الأشقر إلى أن الاعتقالات من القدس طالت الأطفال القاصرين؛ حيث بلغت حالات الاعتقال بين القاصرين من القدس (360) طفلا، من بينهم (41) طفلا لم تتجاوز أعمارهم الـ 14 عاما، أصغرهم الطفل معاذ عويوي (10 سنوات) في قرية العيسوية، والذي اختطف على يد وحدة من المستعربين.

ومن بين المعتقلين 3 أطفال من بلدة أبو ديس، وهم مصابون بالرصاص الحي قبل اعتقالهم بعشرين يوماً، ولا زالوا يتلقون العلاج، ووضعهم الصحي غير مستقر، وهم أحمد عبد الله محسن، ويونس علي حلبية، ومهند جمال عواد، وجميعهم في 16 من العمر، واعتقلوا دون السماح لهم بأخذ أدويتهم أو السماح لهم بتبديل ملابس النوم.

حبس منزلي وإبعاد

ولا يكتفي الاحتلال بأوامر الاعتقال للمقدسيين؛ إنما يستهدفهم بعد إطلاق سراحهم بقرارات الحبس المنزليّ، وكذلك فرض عقوبة الإبعاد عن المنازل، والغرامات المالية الباهظة. 

وقد أصدر الاحتلال خلال العام الماضي (360) قرار إبعاد ضد مقدسيين منها (305) قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى، و(44) قرار إبعاد عن القدس القديمة، 11 قرار إبعاد عن القدس.

كما أصدر (130) قراراً بالحبس المنزلي خلال العام 2020، وهذه القرارات تعد بديلا عن السجن، وتهدف إلى الإقامة المنزلية وتقييد حرية الأشخاص خاصة الأطفال،  كذلك فرضت غرامات مالية باهظة قدرت بعشرات الآلاف من الدولارات بحق من تم اعتقالهم وعرضهم على المحاكم سواء صدرت بحقهم أحكام بالسجن الفعلي مصاحبة للغرامة، أو غرامة مالية فقط مقابل إطلاق سراحهم.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات