سريلانكا.. طوارئ واشتباكات وهجمات على مسلمين

قالت الشرطة في سريلانكا، اليوم الأربعاء، إن بوذيين هاجموا مساجد ومتاجر مملوكة لأشخاص من الأقلية المسلمة في البلاد أثناء الليل، رغم فرض حالة الطوارئ لاستعادة الهدوء في الجزيرة التي تشهد انقساما حادا.

 وأطلقت قوات الأمن السريلانكية الغاز المدمع لتفريق مثيري أعمال شغب ببلدة كاندي وسط البلاد، وقد أصيب في المواجهات الليلية ثلاثة شرطيين على الأقل بجروح.

وذكرت الشرطة السريلانكية أنه جرى تخريب أو إحراق أكثر من مائة منزل ومحل وأكثر من أربعين سيارة منذ أمس الأول الاثنين عندما اندلعت أعمال العنف في منطقتي ثيلدينيا وديغانا على بعد 15 كيلومترا من مدينة كاندي (115 كلم شرق العاصمة كولومبو).

وكان رئيس سريلانكا “مايثريبالا سيريسينا” قد فرض حالة طوارئ أمس الثلاثاء ليتمكن من نشر الجيش وإعطاء الشرطة المزيد من الصلاحيات، وقد أصدرت حكومات أجنبية تحذيرات من السفر إلى سريلانكا عقب إعلان الطوارئ.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت بعد أن هاجمت مجموعة من شباب المسلمين سائق شاحنة ينتمي للطائفة البوذية من العرقية السنهالية، بعد وقوع حادث مروري، وهو ما أدى إلى مقتله في منطقة ديجانا، وقد قتل شاب مسلم أمس الثلاثاء بعد تعرض للاختناق جراء احتراق منزل في المنطقة نفسها.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن الشرطة أطلقت الغاز المدمع لتفريق مثيري أعمال شغب في حي مينيكينا في بلدة كاندي بعد ساعات على إعلان حالة الطوارئ في مسعى لوقف أعمال عنف استهدفت مسلمين، وذكر متحدث باسم الشرطة أن ثلاثة شرطيين على الأقل أصيبوا بجروح في المواجهات الليلية في حي مينيكينا.

 واعتقلت الشرطة سبعة أشخاص لخرق حظر التجول، ومحاولة إثارة اضطرابات في منطقة كاندي المتعددة الإثنيات، والتي يقصدها السياح لزيارة مزارع الشاي.

وقال مسؤولون سريلانكيون اليوم إن هيئة تنظيم الاتصالات بالبلاد ستحجب مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وفايبر وواتساب في أنحاء البلد لمدة ثلاثة أيام لمنع انتشار العنف الطائفي.

والتوتر بين الطائفتين البوذية والمسلمة آخذة في التزايد في سريلانكا على مدى العام المنصرم في ظل اتهام جماعات بوذية متشددة للمسلمين بإجبار الناس على اعتناق الإسلام وتخريب مواقع أثرية بوذية.

كما احتج بعض البوذيين القوميين أيضا على وجود طالبي اللجوء من المسلمين الروهينغا القادمين من ميانمار.

ويشكل المسلمون قرابة 9% من سكان سريلانكا البالغ عددهم 21 مليون نسمة، في حين تناهز نسبة السنهالييين 75%.