الثلاثاء 06/مايو/2025

الصحفي ياسر مرتجى .. حكاية الشهيد البسّام

الصحفي ياسر مرتجى .. حكاية الشهيد البسّام

برصاصة غدر أطلقها قناص “إسرائيلي”، رحل المصور الصحفي ياسر مرتجى، شهيدًا، صاحب الابتسامة التي بقيت تزين ملامحه الملائكية في رحلة الوداع الأخير؛ لتسكب الدمع من أعين محبيه وزملائه وأصدقائه وكل من عرفوه خلوقًا شهمًا، مثابرًا.

قتل الأحلام
قبل أيام قتل الاحتلال حلم الشهيد الفنان محمد أبو عمرو قبل أن يحقق حلمه بنحت خارطة فلسطين من البحر إلى النهر بمساحة واسعة على ساحل بحر غزة، وعلى ذات النهج قتل الاحتلال حلم الشهيد الصحفي ياسر مرتجى بالتقاط صورة لغزة ولكن من الجو، وهو الحلم الصغير المعبر عن الحلم الأكبر في الحرية والسيادة على الأرض وفي الجو والبحر.

“نفسي يجي اليوم اللي أخد هاي اللقطة وأنا بالجو مش ع الأرض”، كانت هذه آخر أمنيات الصحفي ياسر مرتجى (30 عاماً) كتبها عبر صفحته على فيسبوك تعليقا على صورة تظهر جمال غزة.


واستشهد ياسر مرتجى، المصور الصحفي في شركة عين ميديا، فجر اليوم السبت، متأثرًا بإصابته الخطيرة بعد ظهر أمس الجمعة، عندما قنصته قوات الاحتلال في بطنه بعيار ناري متفجر خلال تغطيته أحداث مسيرة العودة شرق خزاعة، شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة.


الصحفي ياسر مرتجى

فقدُ ياسر، أثار الألم لدى زملائه، الذين كتبوا عن وجع الفقد، وحبا في شهيد الحقيقة، الذي عرف بتميزه ودماثة أخلاقه، الأمر الذي زرع محبته ليس بين زملاء مهنته فحسب؛ بل بين كل من عرفه وامتد ذلك لمن علم وتابع هذا التعاطف الوجداني الكبير الذي أثاره الاستشهاد.

“ياسر” لم يكن له حلم أكثر من أن يغادر غزة إلى الخارج لممارسة هوايته وإبداعه بشكل لا يقيده الحصار، فإغلاق معبر رفح حال دونه ودون تحقيق أحلامٍ كثيرة، حتى زفه زملاؤه وأحباؤه إلى الجنة، ولسان حالهم “بإمكانك الآن أن تلتقط صورة لغزة من الأعلى كما تمنيت”.

محبة فاقت الحدود
صور ياسر البسّام، التي تجملت به صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تدلل على مدى حب الناس له، حتى تأثر به أحد المتفاعلين بتناقل صورته قائلاً: “لم أكن أعرف ياسر عن قرب، ولكنّي أشعر أنني فقدت صديقا عزيزًا”.


وقبيل موارة الشهيد مرتجى الثرى في المقبرة الشرقية بغزة، أرسل أحد من أحبوه دون أن يعرفوه بفيديو يوضح فيه تقديم عمرة عن روحه.

ياسر الشهيد لم يكن إعلاميا وحسب – بحسب ما كتب في وداعه الحقوقي الفلسطيني البارز، رامي عبده- مضيفا أنه “كان ريادي أعمال من الطراز الفريد، كان رجل علاقات دولية نسج شبكة واسعة من العلاقات مع النشطاء والمؤسسات حول العالم في فرنسا وإيطاليا وبريطانيا”.

وأشار إلى أن الشهيد شريك مؤسس لشركة عين ميديا مع رفيقه رشدي السراج، متابعا “ياسر رجل صامت له في ساحات الفداء وساحات مقارعة الاحتلال صولات وجولات”.

وختم “رحل ياسر ولديه هذا الرصيد الواسع من العلاقات كما الحب، رحل وأظن أن فاجعة فقده ستلازمنا إلى أن نغادر الحياة”.


null

شهيد الحقيقة
“ياسر” لم يكن الصحفي الوحيد الذي استهدفه الاحتلال من العائلة ذاتها، حيث سبق أن استشهد اثنان من عائلته ممن عملوا في مهنة الصحافة، المذيع في إذاعة ألوان المحلية علاء مرتجى في عدوان عام 2008، ومراسل قناة الأقصى عبد الله مرتجى، في عدوان عام 2014.

“ياسر” لم يكن مسلحاً سوى بكاميرا كان يوثق عبرها جرائم الاحتلال بحق المدنيين العزل شرق محافظة خان يونس (جنوب قطاع غزة) أمس الجمعة السادس من إبريل، حيث لم يكن أمامه إلا أنّ يتقدم بجرأة ليقدم صورة أقوى للمتظاهرين السلميين، الأمر الذي لم يرق للاحتلال فأرداه شهيدًا ليكون شهيد الحقيقة.


null

وتنعى أسرة “المركز الفلسطيني للإعلام” بالحزن والأسى إلى الأسرة الصحفية وإلى الشعب الفلسطيني شهيد مسيرة العودة والحقيقة الزميل الصحفي ياسر مرتجى.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...