انتفاضة ثالثة .. خيار قوي لوقف التغول الصهيوني على المقدسات

جريمة جديدة وانتهاك خطير يقوم بها المغتصبون المتطرفون، باقتحام باحات المسجد الأقصى بدعم حكومي، وذلك ضمن “احتفالات” الاحتلال الصهيوني اليوم بذكرى احتلال القدس وقراره ضم القدس وإعلانها عاصمة لكيانه، حيث انطلقت في هذا اليوم مسيرة للمغتصبين من غرب المدينة المقدسة.
انقسمت المسيرة الصهيونية الاستفزازية إلى قسمين: الأول انطلق من شارع يافا إلى البلدة القديمة وصولًا لباب الحديد ومن ثم باب العمود مرورًا بمحيط بوابات المسجد الأقصى الخارجية والأحياء المقدسية، والقسم الثاني سار في الشوارع الرئيسة المحاذية لأسوار القدس مرورًا بشارع السلطان سليمان ثم بابي الساهرة والأسباط مرورًا بشارع الواد داخل القدس القديمة قبل أن تصل إلى باحة البراق حيث سيتجمعون هناك، وتم أيضًا إقامة حفل مركزي للمستوطنين في باحة البراق سيتخلله رفع للأعلام الإسرائيلية وحلقات للرقص، وكذلك عبارات استفزازية تحريضية ضد العرب.
انتفاضة ثالثة
حسن عبدو المحلل السياسي قال “إننا أمام حالة من التغول المدعوم من حكومة الاحتلال والمجتمع الدولي، وهي جريمة وانتهاك لحرمة الأماكن الدينية الإسلامية، وهي أفعال مدانة، فالكيان الصهيوني ولد من منطق العنف والإرهاب، وينظر إلى فلسطين بوصفها إسرائيل التوراتية والقدس عاصمتها التاريخية، وبالتالي من هذا المنطلق الديني لا ينظروا بأي قدر من الإنسانية للفلسطينيين، ويقفوا على النقيض من حضارة العرب والمسلمين”.
وقال عبدو في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “لا يمكن أن نواجه هذا التغول إلا بالمقاومة، وما يجري من انتهاك للمقدسات لا يجابه إلا بانتفاضة ثالثة موحدة ينخرط فيها جميع الفلسطينيين، وتشكل بذلك إستراتيجية ضد سياسات الاحتلال التهويدية للمدينة المقدسة، فالدم يوحد الفلسطينيين”.
وأوضح المحلل السياسي أن هناك ثلاث عوامل شجعت حكومة الاحتلال والمستوطنين على التمادي وأولها تواطؤ المجتمع الدولي والذي يدعم الاحتلال الصهيوني في ممارسته الإجرامية، والعامل الثاني البيئة السياسية الإقليمية فالوطن العربي يعيش أسوء حالاته من تفكك وثورات لم تنته بعد، وأخيراً البيئة الفلسطينية المنقسمة، كل هذه العوامل جعلت المستوطنين أمام فرصة تاريخية للقيام بأكبر الحملات لتهويد القدس وطرد سكانها الأصليين.
حملات تهجير
توفيق أبو شومر المختص بالشؤون الصهيونية؛ أكد أن هذه الخطوة التي يقوم بها المستوطنون متتالية، وكل يوم هناك محاولات لاقتحام المسجد الأقصى، وتوجد جمعيات خاصة هدفها إعادة بناء الهيكل، وتهدف إلى استطلاع كيفية تدمير ما تبقى في المسجد الأقصى، وخطوة اليوم هي تصعيدية في ظل مناسبة يحتفل بها الاحتلال الصهيوني بالذكرى الخامسة والأربعون لتوحيد القدس، حسب زعمهم.
وأشار أبو شومر في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “أن الاحتلال لا يدخر جهداً في نفي فلسطينية المدينة المقدسة، ويقوم بأكبر الحملات التهويدية، فتشير الإحصائيات الأخيرة أن عدد السكان الفلسطينيين في أراضي عام 48 هي 32 في المائة فقط، مع أنه كانت نسبة الفلسطينيين هي الغالبة، ولكن دائماً نحسبها بالكمية فقط.
وأوضح المختص بالشؤون الصهيونية؛ أن حكومة الاحتلال عاجزة أمام كل خطوة فيها اقتحام أو طرد العرب، فهذا ملف قديم أمام الحكومة والتي تساعد في تهجير العرب، وهي داعمة بشكل أساسي لمثل هذه الأعمال، وتحاول أن تظهر أنها بريئة من هذه الممارسات، والحكومة الجديدة سوف يكون على رأس أولوياتها ضم ما تبقى من القدس الشرقية وطرد سكانها.
زيادة الدعم
أما المحلل السياسي حمزة أبو شنب، فأوضح أنه في كل خطابات قادة الاحتلال هناك تشجيع للمستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى، وهي سياسة ليست جديدة لفرض سياسة الأمر الواقع، وفرض حلول وتهجير أهالي مدينة القدس، وهي ناتجة عن ضعف الموقف الفلسطيني وإلهائهم في مشاكلهم اليومية، الأمر الذي يساعد الصهاينة على تعزيز مثل هذه العمليات.
وقال في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “الصهاينة يوغلوا في الاقتحام والاستيطان كلما مدت لهم يد السلام، ولن نتوقع من المجتمع الدولي مساندة لقضيتنا العادلة الذي يتكتم على جرائم الاحتلال بحق أرضنا ومقدساتنا، ولا أعتقد أن يحرك أحد من الوطن العربي ساكناً لأن الثورات العربية لم تنضج بعد، في انتظار ثماره والتي ستشكل قوة داعمة للمسجد الأقصى”.
ودعا أبو شنب الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده إلى زيادة التفاعل مع قضية القدس، وتكثيف الجهود من أجل منع الاحتلال عن الاستمرار في جرائمه، ودعم أهل القدس في وقوفهم في وجه هذا الاحتلال، وأن يقفوا بكل قوة لأن العدو لا يفهم إلا تلك اللغة، هذا ما أثبت منذ سنين وكان آخرها انتصار الأسرى في معركتهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...