الإثنين 12/مايو/2025

الأسرى طليعة النضال الفلسطيني

ناصر ناصر

أنهى 140 أسير فلسطيني إضرابهم المفتوح عن الطعام وبعضهم عن الماء، بعد أسبوعين من بدايته كجزء من تكتيكات الحركة الأسيرة في تنويع أشكال وأحجام الإضراب وفقاً للأهداف والدوافع والظروف المحيطة ، وبدأت طلائع المضربين المكللة بالعز والفخار بالخروج من العزل الانفرادي والعودة إلى زنازينهم العادية والجماعية، بعد أن ذهب التعب والجوع والعطش وثبت الأجر والعز والشرف بإذن الله تعالى.

لقد كان إضراب الأسرى المحدود والمسقوف عددا وزمناً وهدفاً حلقة واحدة من حلقات النضال الوطني الفلسطيني بشكل عام والمستمر دون انقطاع لتحقيق الكرامة ضد إجراءات مصلحة سجون الاحتلال ، وقد حقق الإضراب حداً معقولا ومقبولا من المطالب التي خرجوا من أجلها ، وتحديداً حل متدرج لمشكلة التشويش وعلاج بعض قضايا التمييز ضد أسرى قطاع غزة .

لقد حاولت الحركة الأسيرة هذه المرة التعاطي بشكل مختلف مع وسائل الإعلام والرأي العام في إسرائيل بشكل خاص ، فاتبعت سياسة الغموض البنّاء بعد أن اقتنعت أن هذا يخدم مصالح أسرى ومناضلي الشعب الفلسطيني ، ويبدو أن هذا ما لم تدركه بعض وسائل ومصادر الإعلام الفلسطيني التي كانت تسارع وبحسن نية على الأرجح بنشر سبق صحفي حتى ولو على حساب آلام وجراح وتعب وجوع الأسرى.

مع كل الاحترام والتقدير للدور الوطني الكبير لوسائل الاعلام الفلسطينية بشتى أنواعها وأشكالها، إلا إنها مطالبة بالمزيد من تحمل المسؤولية الوطنية في نشر أخبار الأسرى كقضية وطنية وإنسانية يحفها الكثير من الاعتبارات الأمنية، ولا يتوقع أن يمس هذا بحرية الإعلام والنشر والكلمة، والمفترض أنها “مقدسة “فلسطينيا وإنسانيا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات