الانتخابات التركية: لا تغيير في السياسة الخارجية

إن ما قالته الصحف الإسرائيلية مبرر رغم ما فيه من مبالغة، وما قالته الصحف العربية (بالتبعية للغير) لا مبرر له، لأن القراءة الموضوعية للنتائج تكشف أولا عن نصر استراتيجي بعيد المدى، وعميق الأثر، لقيادة أردوغان وحزبه للعملية الديمقراطية الشفافة، وسط عداء داخلي وخارجي واسع النطاق يتربص بتركيا وتوجهاتها السياسية الداخلية والإقليمية، لقد حقق حزب العدالة بهذه الانتخابات الاستقرار الذي يسعى لتحقيقه في أجواء داخلية شبه محتقنة، على المستوى السياسي والعرقي.
وثانياً: لقد حصل حزب العدالة والتنمية على ٤١٪ من أصوات الناخبين، وهي تزيد عن مجموع ما حصل عليه الحزبان الكبيران ( الشعب الجمهوري، والقومي التركي)، مما يعني بقاء حزب العدالة في الصدارة، وفي رئاسة الحكومة، وهذا جيد بعد معركة ( كسر عظم) خاضها الحزب مع جماعة فتح الله غولن مؤخراً، وهذه نتائج جيدة في ظل تداعيات الصراع في سوريا وتأثير الطائفة العلوية التي توالي تقليدياً نظام بشار الأسد على أساس طائفي، ولا أحد ينكر تأثيرات اللوبي اليهودي المالي والإعلامي المناهض لأردوغان شخصياً على الانتخابات.
ثالثاً: إن من يعظمون تراجع مقاعد حزب العدالة يقولون ذلك بناء على طموحات قادة الحزب المعلنة والتي تحدثت عن أملهم بالحصول على (٣٣٠) مقعدا، وتحقيق الأغلبية المطلقة التي تمتع بها في انتخابات ٢٠١١م، من أجل تغيير الدستور، والتحول بالبلاد إلى النظام الرئاسي. إن الحسبة على هذا الأساس ليست منطقية، لأن تركيا ٢٠١١م، غير تركيا ٢٠١٥م، فثمة تكالب داخلي وخارجي يعمل ضد أردوغان وحزبه، ومن ثم علينا أن ننظر إلى بقاء حزب العدالة في المقدمة بفارق كبير عمن يليه على أنه نصر حقيقي.
رابعاً: ثم إن فوز الحزب الكردي (٧٨) مقعدا، ودخوله البرلمان بقائمة معلنة لا يعد نصرا للحزب فقط، بل هو نصر لأردوغان نفسه ولحزبه، الذي جعل المصالحة مع الأكراد هدفا قوميا له أولوية، وهو نجاح لم يحققه الحزب القومي التركي، ولا حزب الشعب الجمهوري. وبهذا النجاح يضمن حزب العدالة نجاح عملية المصالحة وتحول الأكراد للعمل السياسي، وترك السلاح، ويقطع يد التدخلات الخارجية وبالذات الإسرائيلية التي تعبث بالساحة التركية من خلال السلاح والمال.
إن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، هو الآن كالحزب القومي التركي ، يمكن أن يدخل أحدهم حكومة ائتلاف مع حزب العدالة، وقد ينجح حزب العدالة بالتعاون مع الشريك في تحقيق التغيير المقترح المقدم من العدالة على الدستور، وقد يلجأ العدالة إلى التأجيل، أو إلى تعديل مقترحه.
وفي الختام ورغم تراجع مقاعد حزب العدالة عن انتخابات ٢٠١١م ، فلقد انتصر الحزب رغم أنف إسرائيل، ورغم أنف الأطراف التي عادته بسبب توجهاته الإسلامية الحديثة، أو بسبب وقوفه مع غزة وشجاعة زعمائه، ولن تكون للانتخابات أدنى تأثيرات سلبية على العلاقات التركية مع قطر والسعودية، وستبقى إسرائيل في قفص الاتهام بتهمة قتل مواطنين أتراك في مرمرة، وعليها أن تدفع ثمن عدوانها، وهذه قضية تركية قومية تلتقي عندها الأحزاب التركية كافة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تعزيزًا للاستيطان.. قانون إسرائيلي يتيح شراء أراضٍ بالضفة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تناقش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في "الكنيست"، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون يهدف إلى السماح للمستوطنين بشراء...

أطباء بلا حدود: إسرائيل تحول غزة مقبرة للفلسطينيين ومن يحاول مساعدتهم
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يحاول تقديم المساعدة لهم. وقالت المنظمة في...

الثاني خلال ساعات .. أمن السلطة يقتل مسنًّا في جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلامقتلت أجهزة أمن السلطة -اليوم الثلاثاء - مسنًّا، وأصابت آخرين بإطلاق نار مباشر في الحي الشرقي بمدينة جنين، بعد ساعات...

حماس تحذر من تداعيات سلوك أمن السلطة على النسيج المجتمع
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت حركة حماس من تداعيات سلوكيات أجهزة أمن السلطة وتأثيرها على النسيج الوطني والمجتمعي، حيث قتل شاب برصاص...

حماس: قرار برلمان بروكسل تمكين للعدالة الدولية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس بقرار برلمان بروكسل مطالب الحكومة الفيدرالية بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية...

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...