عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

هل من أهداف واضحة لحرب غزة؟

هل من أهداف واضحة لحرب غزة؟

جاءت هذه الحرب الثالثة على غزة في أقل من ست سنوات فيأعقاب تطورات سياسية على الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي”، فهي – إنجاز وصفها – حرب الانسداد السياسي لأي تسوية للصراع العربي “الإسرائيلي”ومركزه الفلسطيني – “الإسرائيلي” ليعكس فجوة واسعة من انعدام الثقة،وغلبة الخيار العسكري والحرب والقوة على خيار التسوية السياسية التي يبدو أنهاتتلاءم مع “إسرائيل” كدولة قوة، ومع المقاومة التي لا خيار لها إلا خيارالمقاومة العسكرية، وتعكس عمق الأبعاد السيكولوجية بين الطرفين، التي فشلت سنواتطويلة من المفاوضات على جسرها. وتأتي هذه الحرب على الجانب الفلسطيني في أعقاب فشلخيار التفاوض، واستباحة “إسرائيل” للضفة الغربية والقدس، وقتل الطفلالفلسطيني أبوخضير بطريقة تعكس عمق قيم الكراهية والثأر من جانب المستوطنين، وتأتيبعد استمرار حالة التصعيد العسكري في غزة من إطلاق للصواريخ، ورد”إسرائيلي” جوي، وحالة من الحصار المستمر، وغلق للمعابر، مما أوصل الشعبالفلسطيني إلى حالة من الإحباط. وعلى مستوى المقاومة جاءت في أعقاب التراجع فيشعبيتها ، والتراجع على المستويين الإقليمي والدولي، وتفاقم الأزمات الماليةوالاقتصادية، وعجز حكومة التوافق عن إيجاد حل لمشكلة الرواتب، وفي هذا السياق كانخيار فرض واقع سياسي جديد، تحاول المقاومة من خلاله استرداد زمام المبادرة، وفرضوجودها كفاعل لا يمكن تجاهله وخصوصاً على مستوى العلاقات الإقليمية. وقد اختلطتأهداف هذه الحرب بهدف رفع الحصار وفتح المعابر، وأهداف على مستوى حركة حماسوالمقاومة من دفع رواتب الموظفين بعد المصالحة والذين استمر النظر إليهم على أنهميتبعون حماس ولا يتبعون حكومة المصالحة وهذا خطأ جسيم، وبين المطالبة بالإفراج عنالأسرى المحررين في أعقاب صفقة شاليط، والقادة الذين اعتقلتهم “إسرائيل”من حماس خصوصاً في أعقاب عملية الخطف للمستوطنين الثلاثة وقتلهم، وتوجيه الاتهاملحماس لتجد حماس نفسها تخسر نفوذها في الضفة الغربية.. وبالمقابل على المستوى”الإسرائيلي” جاء العدوان في ظل حكومة يمينية متشددة، سيطرت على عملية صنعالقرار في “إسرائيل”، ورضخت لسيطرة المستوطنين ومطالبهم، وفي أعقاب خطفالمستوطنين الثلاثة، ولذا كان لا بد من عملية عسكرية في اتجاه غزة، والحقيقة أنالهدف من هذه الحرب يأتي في السياق العام للسياسة “الإسرائيلية”، وهي إنغزة تقع في قلب الدائرة لأمن “إسرائيل”، وأنها بصواريخها تشكل تهديداًلأمنها وبقائها، وبالتالي لا بد من ضرب البنية التحتية لحركة المقاومة وفرض حالةتضمن لسنوات طوال وضعاً هادئاً على الحدود مع غزة، وتحول دون إطلاق الصواريخ منجديد. لقد جاءت هذه الحرب دون إعلان واضح لأهدافها من قبل “إسرائيل”، وبعدأيام من سيرها بدأت “إسرائيل” تتحدث عن أهداف مثل ضرب البنية التحتيةللمقاومة، وضرب مراكز تخزين الصواريخ والإطلاق، والبنية الاقتصادية المغذية لها،ومن الأهداف الأخرى لها ضرب أي محاولة للمصالحة الفلسطينية، ومن هنا جاءت هذهالعملية التي قد أطلقت عليها “إسرائيل” اسم الجرف الصامد وهو اسم مقتبسمن “الكتاب المقدس” عند اليهود، ويحمل معنى التطهير والصمود. ما يؤكد أنالذي يتحكم في القرار “الإسرائيلي” هو اليمين المتشدد الذي يحملالكراهية لكل ما هو فلسطيني، والتخلص منه.

هذه الحرب كما سابقاتها تعكس في الواقع طبيعة الصراعالفلسطيني “الإسرائيلي” باعتباره صراعاً مركباً وممتداً وشاملاً، وتتحكمفيه الأبعاد السيكولوجية التي تقوم على الرفض المتبادل، وتقوم على قناعة الخيارالعسكري وخيار الحرب، والمقاومة المسلحة كخيار وحيد.

ويبقى التساؤل هل حققت “إسرائيل” أهدافها؟وبصيغة أخرى هل ستنجح “إسرائيل” في تحقيق أهدافها من الحرب؟ والسؤالنفسه على مستوى المقاومة الفلسطينية، هل ستنجح في تحقيق أهدافها المعلنة من لحربالمتمثلة في رفع الحصار وفتح المعابر؟ قد يكون من السابق لأوانه الإجابة عن هذينالسؤالين، ولكن بقراءة سريعة هي حرب لن يستطيع أي طرف تحقيق إنجاز كامل، أو نصركامل، وهو ما سينعكس على اتفاق يتم الوصول إليه. ولنا عودة أكثر تفصيلاً للإجابةعن السؤالين.

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات