الإثنين 06/مايو/2024

حفل تأبين في غزة للصحفية شيرين أبو عاقلة

حفل تأبين في غزة للصحفية شيرين أبو عاقلة

نظّم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الخميس، حفل تأبين لشهيدة الحقيقة الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة.

وشارك في الحفل لفيفٌ من الصحفيين والإعلاميين والكتّاب وممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية، وطاقم مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة، مؤكدين ضرورة تقديم قتلة الزميلة شيرين للمحاكمة.

واستشهدت الزميلة أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في 11 مايو/أيار الجاري أثناء تأديتها واجبها المهني في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

اغتيال فجّر براكين

وأكّد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، أن اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة فجّر براكين من اللعنات وجبال من الغضب في وجه المحتل ستبقى تطارده حتى بعد زواله عن أرضنا، مبيناً أنّ يوم اغتيالها لم يكن يوما عادياً يمر على فلسطين، ولم يكن لشيرين بعد حياتها المهنية الصاخبة بالشهادات المؤلمة أن ترحل بصمت.

وقال: “الزميلة شيرين أبو عاقلة كتبت بدمها المسفوح على أعتاب جنين مشهد الإيذان بزوال الاحتلال”، مبيناً أنّها ارتقت ضحية لمحتل غادر اختارها هدفا مع سبق الإصرار والترصد ليسجل دليلاً دامغا على انتهاكه للأعراف الدولية الخاصة بحماية الصحفيين، وضربه عرض الحائط بحقوق الإنسان.

وذكر أن سلوك المجتمع الدولي في عدم محاسبة “إسرائيل” دفعها للتمادي في جرائمه المرتكبة ضد شعبنا وبحق الصحفيين، معربًا عن أمله أن يشكل اغتيال أبو عاقلة استثناءً لسلوك المجتمع الدولي لمحاسبة المسؤولين عن قتلها.

وقال معروف: “إن الاحتلال ظن باغتياله شيرين أن يزرع الخوف في قلوب الصحفيين، وتناسى أن هذه الجريمة لم تكن الأولى، وهي صفحة جديدة من جرائمه، ولا يمكن عزلها عن سلوكه وسياساته الواضحة والممنهجة ضد وسائل الإعلام التي جعلها هدفا له”.

وأوضح أن تزامن جريمة اغتيال أبو عاقلة وإصابة الصحفي علي السمودي مع الذكرى الأولى لقصف الاحتلال للمقرات والمؤسسات الإعلامية بالعدوان الأخير على غزة لم تكن مصادفة.

وطالب معروف المجتمع الدولي بالتخلي عن ازدواجية التعامل مع دماء الأبرياء، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا، داعيًا في الوقت ذاته مؤسسات حقوق الإنسان لإجبار الاحتلال على وقف انتهاك المواثيق والأعراف الدولية.

محاكمة علنية

من جهته، وصف مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، جريمة الاغتيال بمنزلة محاكمة علنية لجنود الاحتلال، وحينما تم تشييعها كان إدانة لدولة استنفرت في مواجهة تابوت وعلم.

وقال: إنّ “الزميلة شيرين رحلت، ولكنها حُملت على أكتاف الألوف في مسقط رأسها في القدس، والأهم من ذلك أنها حملت في قلوب وعقول الملايين في القدس والضفة وغزة والخارج بل في كل العالم”.

وأضاف الدحدوح: “إن إرث شيرين ما زال موجودا، وأضحت صورة للصحفية المقاتلة حتى الرمق الأخير، تتداولها كل شاشات التلفزة ووسائل الإعلام الأخرى”.

وأشار الدحدوح إلى أن استشهاد شيرين خسارة كبيرة للحركة الإعلامية الفلسطينية، لكنها تركت إرثا عظيما وأرباحا كبيرة برحيلها.

ودعا لتقديم الجناة المسؤولين عن جريمة اغتيال الزميلة شيرين للمحاكمة، مطالبًا بنقل ملفها لكل جهة اختصاص؛ حتى لا يفلت الجاني من العقاب، وحتى لا يسقط زملاء جدد برصاص الاحتلال.

وأعرب الدحدوح عن شكره للمكتب الإعلامي الحكومي لتنظيمه هذه الفعالية تخليدًا لروح أيقونة الصحافة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

وقال الممثل عن القوى الوطنية والإسلامية وجيه أبو ظريفة في كلمته خلال الحفل: إن “الإعلامية أبو عاقلة هي شهيدة الحق والواجب المهني والوطني والعالم الحر، وأحيت باستشهادها ضمائر كانت قد ماتت، وقلوبًا بكت بآلام في فلسطين وخارجها”.

وأضاف أبو ظريفة: “أن أبو عاقلة لم تكن مجرد صحفية، بكل كانت عاشقة للقضية، ومنتمية للشعب، ومحبة للوطن، ومؤمنة برسالتها وبمهنيتها”.

وتابع: “إن شيرين هي ابنة القدس وأيقونتها، وابنة فلسطين وعروستها، انغرست في أرض فلسطين إلى جانب شهداء الوطن والحقيقة الذين سبقوها”.

وأكد أبو ظريفة أن استشهاد شيرين جريمة مكتملة الأركان تتطلب عقابا واضحا للقتلة من جنود الاحتلال ومن أعطى الأمر من المسؤولين العسكريين والسياسيين بكيان الاحتلال.

وبيّن أن اغتيال شيرين برصاص قناص “إسرائيلي” هو جريمة إعدام واضحة واستهداف مباشر، داعيا كل الأطراف المعنية للقيام بواجبهم لمحاسبة الاحتلال على جريمته.

ودعا أبو ظريفة وسائل الإعلام العربية، وفي مقدمتها قناة الجزيرة، إلى مقاطعة الاحتلال نهائيًّا، ومنع ظهور أي من مسؤوليه عبر شاشاتها؛ لمنع نشر دعايته العنصرية وسياساته المسمومة.

وأكد أن قصور إجراءات المجتمع الدولي، والصمت عليها تمثل دعوة للاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في سياسة القتل والتدمير والتهويد ضد شعبنا.

بدوره، قال الصحفي توفيق السيد سليم في كلمة له ممثلا عن الإعلاميين: إن “الزميلة أبو عاقلة كانت نبض الحقيقة وصوتها الهادر رغم أزيز رصاص القتلة والمجرمين وأعداء الإنسانية”.

وأضاف: “إن جريمة قتل شيرين ومن قبلها العشرات من الصحفيين جاءت لتؤكد المؤكد؛ أن دولة الاحتلال القائمة على الكذب والتزوير لديها مشكلة جوهرية مع الحقيقة، فهي بالنسبة لها خطر وجودي على كينونتها مشروعا احتلاليا في المنطقة العربية والإسلامية”.

وطالب سليم السلطة الفلسطينية وكل المؤسسات الدولية المعنية بضرورة التحرك الجاد من أجل ملاحقة قادة الاحتلال وتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية.

وأكد أن تمادي الاحتلال في استهداف الاحتلال ومؤسسات الإعلامية ما كان ليصل لهذه الدرجة من التوغل والإجرام إلا لإفلاته المتكرر من العقاب مع سياسة ازدواجية المعايير التي ينتهجها العالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شن طيران الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الاثنين- غارات على عدة بلدات جنوب لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي. وقالت "الوكالة...