عرب الكعابنة.. مدرسة الصفيح الوحيدة تقاوم صلف المحتل

لا يبدو هنا بين عشرات البيوت الفلسطينية المكونة من الصفيح، في أسفل ما يعرف بطريق المعرجات الواصلة بين مدينة رام الله (وسط)، ومدينة أريحا (شرق) في الصفة الغربية، ما يشير إلى وجود مدرسة.
إلا أن عددًا من البيوت المتنقلة الحديدية التي تضم 65 طالبًا وطالبة، يطلق عليها سكان المنطقة اسم مدرسة “عرب الكعابنة”، وهي المدرسة الوحيدة التي يقصدها هؤلاء الطلبة، لتقلي تعليمهم حتى الصف التاسع الأساسي.
إخطار بالهدم
ويبدو أن هؤلاء الطلبة سيفقدون حقهم في التعليم، بعد أن أخطرت السلطات “الإسرائيلية” المدرسة التي تكتسب اسمها من اسم سكان المنطقة، بالهدم، بالإضافة إلى إخطار روضة أخرى أيضًا في ذات الموقع، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، “بدعوى البناء دون ترخيص”.
محمود الجرمي، مدير مدرسة “عرب الكعابنة” يقول لوكالة الأناضول، إن “سلطات الاحتلال أخطرت المدرسة بالهدم، بحجة البناء بدون ترخيص في مناطق مصنفة (ج) بحسب اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل” في عام 1993.
ويضيف: “كانت السلطات الإسرائيلية قد أخطرت المدرسة مرات عديدة بالهدم (…) هم يريدون ترحيل السكان من هذه المناطق، لصالح البناء الاستيطاني، والمزارع الإسرائيلية القائمة في المنطقة”.
عرب الكعابنة
وعرب الكعابنة، هم سكان بدو، يسكنون الأغوار قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، ويتخذون من بيوت الشعر (الخيام) مسكنا لهم، ثم تحولوا إلى السكن في بيوت من الصفيح.
وكان هؤلاء الفلسطينيون قد شيدوا المدرسة في عام 1968، وكانت عبارة عن خيمة حتى عام 1987، ثم تم تشيد أول غرفة صفّية من الصفيح، إلى أن أصبحت اليوم عبارة عن مجموعة من “الكرفانات” الحديدية.
وبالقرب من المدرسة خزانات مياه ضخمة تسيطر عليها السلطات الإسرائيلية، يُمنع على الفلسطينيين استخدامها، حسب العجرمي الذي يقول: “لا تبعد المياه عن المدرسة أمتارًا معدودة، لكنهم يمنعوننا منها”.
ويبيّن العجرمي، أن الهيئة التدريسية والأهالي يصرّون على البقاء في المدرسة، وتقديم التعليم للطلبة، في حال تم هدمها.
ويشير الرجل بيده إلى بعض الأشجار في ساحة المدرسة، ويقول: “انظر تم إخطارنا أيضًا باقتلاع هذه الاشجار، لا يردون أي مظهر للحياة هنا”.
طرق وعرة
والوصول إلى مدرسة “عرب الكعابنة”، يمر عبر طريق ترابية وعرة، تتناثر حولها بيوت من الصفيح، لسكان بدو، يعتاشون على تربية المواشي (الماعز)، ويتّخذون من جبال الأغوار مراعي لها.
ويسكن في الأغوار الفلسطينية نحو 10 آلاف فلسطيني في بيوت من الصفيح والخيام، وتمنعهم “إسرائيل” من تشييد المنازل من الإسمنت والحجارة.
وتنظر “إسرائيل” إلى هذه المنطقة كمحمية أمنية واقتصادية، وتردد دوما أنها تريد أن تحتفظ بالوجود الأمني فيها ضمن أي حل مع الفلسطينيين، لكن الفلسطينيين يقولون إنهم لن يبنوا دولتهم من دون الأغوار.
حلم بغدٍ أجمل
في وقت الاستراحة أو “الفسحة” كما يسمّيه البعض، يتسابق الطلبة للهو على أراجيح وألعاب بسيطة، غير المؤهلة في ساحة المدرسة، ويقولون إنهم “يحلمون بواقع ومستقبل أجمل، ويخشون هدم مدرستهم وهدم أحلامهم”.
الطالب هشام سليمان، أحد طلبة المدرسة، يطمح بأن يصبح مهندسًا ليعمل على بناء بيوت ومدراس في تلك السفوح القحطاء.
ويضيف سليمان للأناضول: “لا يريدون لنا العيش بسلام، يريدون هدم البيوت والمدرسة، لكن راح نرجع نبنيها (سنعيد بناءها)”.
ويبتسم الطفل وهو يتابع: “عاوز (أريد) أكون مهندسا حتى أجعل قريتي جميلة وفيها بيوت حلوة”.
أما آسيا مليحات (طالبة في الصف الثامن) تقول لوكالة الأناضول: “نعاني من تضييق الجيش الإسرائيلي علينا دومًا، لا يريدون أن نبني شيئًا ولا حجرًا، يريدون هدم مدرستنا، وإعاقة مسيرتنا التعليمة”.
“لن نرحل”
وتضيف: “لن نرحل.. سنبقى هنا حتى لو تمّ هدم المدرسة والبيوت، لن نتركها للمستوطنين الإسرائيليين الطامعين فيها”.
وفي ذات المقعد المدرسي، تقول الطالبة نداء مليحات: “هذه المدرسة كل ما نملك، سنعيد بناءها إن هدمت”.
وتستخدم المدرسة كهرباء من خلايا شمسية، لكنها غير كافية، بحسب يوسف دراغمة، أستاذ مادة التكنولوجيا في المدرسة.
دراغمة، يقول لوكالة الأناضول: “عدم توفر الكهرباء يشكل معيقًا كبيرًا في عملية التعليم التكنولوجي للطلبة الذين يلتحقون بمدارس أخرى فيما بعد وفي الجامعات، إنهم يجدون صعوبة في التحصيل العلمي والتعامل مع وسائل الاتصال الحديثة وخاصة الكمبيوتر”.
ويستخدم دراغمة جهاز كمبيوتر محمولا “لاب توب” خاص به، لتعويض الطلبة عن جزء من احتياجاتهم التعليمية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تهنّئ البابا ليو الرابع عشر لانتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية
المركز الفلسطيني للإعلام تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة...

الحصاد المر لـ 580 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية...

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...