عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

استبدال الدموع بالزغاريد في منزل القسامي شرف غنام

استبدال الدموع بالزغاريد في منزل القسامي شرف غنام

تعالت أصوات الزغاريد وهتافات التكبير في منزل عائلة القسامي شرف غنام في رفح، بعد ورود نبأ انتشاله حياً بعد ساعات من الحزن والوجد لفقدانه وإعلان استشهاده مع خمسة من المجاهدين في قصف الاحتلال فجر الاثنين (7-7) على نفق خاص بالمقاومة في رفح جنوب قطاع غزة.

وبعد أن تقبلت العائلة خبر استشهاده بصبر واحتساب وهي التي جربت الدرب الذي سبقه إليه اثنان من أشقائه وخمسة من أخواله، جاءها خبر نجاته وباتت تبتهل إلى الله من أجل نجاته ليواصل مشواره في ظل هذه العائلة التي تقدم نموذجاً فريداً في التضحية والعطاء.

وأكد الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة، بغزة، أن حالة شرف صعبة، وأنه جرى انتشاله مع جثة شهيد، لافتاً إلى أن الأطباء يقومون بتقديم الإسعاف والعلاج اللازم له حالياً.

ولاحقاً؛ وصفت مصادر طبية حالة شرف بين المتوسطة والخطيرة وأنه جرى نقله إلى المستشفى الأوروبي حيث سيمكث هناك في العناية المكثفة، فيما سارع أفراد عائلته ليكونوا إلى جواره، مبتهلين إلى الله من أجل نجاته.

وفي وقت سابق، اليوم، وفيما كان نبأ استشهاد شرف شائعاً، كان منزل عائلة الشهيد برفح التي اعتادت مواكب تشييع الشهداء، يستقبل المئات من المهنئين والمهنئات فيما كانت طفلة الشهيد الوحيدة لانا (13 شهراً) تنتقل من أحضان والدتها إلى عماتها، ويتوه نداؤها بابا وسط هتافات الغضب ودموع الحزن الذي كانت أجواؤه الممزوجة بالإرادة والصبر تخيم على المكان بما يعكس حجم الألم الذي تعيشه العائلة وفي نفس الوقت حجم التضحيات التي قدمتها ولا تزال.

الولادة والنشأة
شرف من مواليد 4/3/1992، في مخيم رفح، تربى مع إخوانه في بيئة ملتزمة لأسرة لاجئة، وجاءت ولادته في نهاية الانتفاضة الأولى، ليكون طفلاً صغيراً في غمار الانتفاضة الثانية وتكبر سنوات طفولته مع امتداد هذه الانتفاضة ليلمس انخراط عائلته في الانتفاضة ومقارعة الاحتلال.

ويلتزم الشهيد في “سعد بن معاذ” في رفح وفيه كان يحرص على أداء الصلوات، فيما كان يمضي في طريق المقاومة على ذات الدرب الذي سار عليه أشقاؤه وأخواله.

طلب الشهادة فنالها
ويؤكد معارف الشهيد أنه كان يطلب الشهادة ويلح عليها، ويروي أحدهم قائلاً أن والد الشهيد جاء قبل أيام قليلة لقيادة ‫‏القسام في المنطقة، وطلب بأن ينزلوا ابنه ‫‏شرف عملية استشهادية فقال له أحد المجاهدين ألا يكفيك أن اثنين من أبنائك شهداء (رائد وخالد)، فكان رده: “إني نذرتهم جميعاً لله “، مبرراً طلبه بأن الشهادة هي مطلب شرف ومسعاه.

فشرف لم يكن الأول للعائلة، الذي يسلك درب المقاومة والشهادة؛ فقد سبقه إلى درب الشهادة شقيقاه خالد ورائد من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عام 2007، وكذلك أخواله الشهداء الخمسة محمد وأحمد ومحمود وشرف وأشرف، الشيخ خليل، وجميعهم من قيادات وكوادر سرايا القدس.

فخر العائلة
ويؤكد مصعب (17 عاماً) شقيق شرف إن العائلة تشعر بالفخر والاعتزاز بالشهداء، فهذا طريق العزة والجهاد لن تتخلى عنه أبداً مهما كانت التضحيات.

وعلى رغم كبر سنها والتضحيات المتكررة التي قدمتها؛ بدت جدة شرف التي استحقت لقب خنساء فلسطين عن جدارة، صابرة راضية بقدر الله وهي التي جربت من قبل تقديم خمسة من أبنائها وأكثر من خمسة آخرين من أقاربها من الدرجة الأولى كأحفاد وزوج ابنتها خالد عواجة.

وفيما كانت عائلة شرف تترقب انتشال جثمانه من المكان الذي استهدفته قوات الاحتلال في رفح، باتت تبتهل إلى الله من أجل نجاته بعد انتشاله حياً بعد ساعات طوال من الاستهداف الصهيوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات