السبت 10/مايو/2025

انتصار فلسطيني واندحار صهيوني

انتصار فلسطيني واندحار صهيوني

جاكي خوري
في السلطة الفلسطينية يمكنهم أن يرفعوا شارة نصر كبيرة في ختام زيارة البابا فرنسيس الى بيت لحم أمس (الاول). فالتغطية الاعلامية الواسعة التي رافقت الزيارة وفرت فرصة كبيرة للناطقين بلسان السلطة لنقل رسائلهم بالذات في هذا الوقت من الازمة في المسيرة السياسية. ولكن فضلا عن ذلك، لا شك أن البابا أعطى ريح اسناد للفلسطينيين في المعركة الاعلامية التي يخوضونها في الاشهر الاخيرة.

فقراره الطيران من عمان مباشرة الى بيت لحم دون الهبوط في مطار بن غوريون اعتبره الجمهور الفلسطيني نوعا من الاعتراف بدولة فلسطين والسيادة الفلسطينية، ولكن الخطوة الاهم والاكثر سياسية في الزيارة كانت الصلاة التي قام بها البابا قرب جدار الفصل في الطرف الشمالي من بيت لحم. في قرار مدروس خرج الباب عن البروتوكول، نزع من السيارة المفتوحة التي نقلته الى القداس، وقف امام الجدار وقام بصلاة قصيرة. عن الجدار ومعناه بالنسبة للفلسطينيين سمع قبل وقت قصير من ذلك من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). أما مضمون الصلاة فلم يسمعها أحد، ولكن واضح ان موقفه منه لم يكن ايجابيا وفي غضون دقائق لعبت صورته وهو يصلي امام الجدار دور النجم في مواقع الاخبار في ارجاء العالم.

جانب ثالث هو اللقاء مع الجمهور والاتصال المباشر مع مؤمنيه، بمن فيهم عائلات كادحة ونازحين من قريتي اقرث وبرعم الذين يكافحون في سبيل حقهم للعودية الى قريتيهم، ويتوقعون بان يطرح رئيس الكنيسة الكاثوليكية المسألة في لقائه اليوم (أمس) مع رئيس الوزراء نتنياهو.

في اسرائيل خافوا على الامن الشخصي للبابا حتى كادوا يخفوه تماما عن جمهور مؤمنيه، العرب المسيحيين مواطني اسرائيل. كل من تجول أمس (الاول) في المناطق التي كان يفترض أن يزورها فرنسيس في القدس لاقى اساس شرطة ورجال أمن مسلحين من أخمص القدم حتى الرأس. اما من حظي بتلقي مباركة من البابا وان يحضر الاحتفالات فليسوا سوى الشخصيات التي دعوا، بمن فيهم مندوبو السلك الدبلوماسي في اسرائيل وضيوف مشكوك إذا كان بوسعهم أن يعبروا عن مشاعر جمهور مؤمنيه.

عجوز مقدسية التقيتها صدفة في أزقة البلدة القديمة كانت واحدة من اولئك الذين لم يسمح لهم بالاقتراب من الاحتفال في كنيسة القيامة مع البطريرك الارثوذكسي ولم تخفِ غضبها.
“قالوا لي انه ممنوع الخروج من البيت وكأنني أنا التي اهدد حياة البابا”، قالت بتهكم.

في اسرائيل صدوا الانتقاد وادعوا ان هذه حراسة ضرورية، ولكن يحتمل أنهم نسوا هناك ان في نهاية المطاف، البابا معني بلقاء المؤمنين وليس أفراد الشرطة.

هآرتس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات