إسرائيل والتسلل من غزة

وضعت عمليات التسلل الأخيرة من غزة والتي لم تسفر على ما يبدو عن خسائر مادية تذكر في جانب الاحتلال الرأي العام والساسة والأمن في إسرائيل في موقف محرج ومتضارب في بعض الأحيان، وزاد من ذلك أجواء الانتخابات المحمومة والممتلئة بالمزايدات، فما حقيقة الموقف؟
أكدت المراسلة السياسية لشبكة “كان” أن تقديرات الدوائر الأمنية التي قدمت للمستوى السياسي في الساعات الأخيرة تشير إلى أن عمليات التسلل الأخيرة ليست عمليات منظمة من قبل حركة حماس، بل هي نتيجة لمبادرات فردية و محلية، وهو الأمر الذي يفسر وفق شبكة كان الموقف الإسرائيلي الهادئ نسبيا من العمليات.
وقد تبنت معظم وسائل الإعلام والمحللون العسكريون هذا الموقف ومنهم عاموس هارئيل في هآرتس 19-8 والذي كتب على صدر الصفحة الأولى مقالا بعنوان (سلسلة الأحداث الأخيرة في غزة تدل على ضعف سيطرة حماس)، مضيفا أن منفذي عمليات التسلل الأخيرة من غزة هم نوعان: الأول غادر حماس والجهاد في الفترة الأخيرة (انشق عنهم)، واقترب من الفصائل السلفية المتطرفة، والنوع الثاني ما زالوا ينتمون لحماس والجهاد، ولكنهم عملوا بشكل فردي.
وأضاف هارئيل في هآرتس أن حواراته مع سلسلة من رجال الاستخبارات في إسرائيل تظهر معارضتهم الجارفة للنظرية التي تقول إن يحيى السنوار يغض الطرف أو حتى يشجع هذه العمليات للضغط على إسرائيل من أجل تطبيق التسهيلات الإنسانية على غزة، وهم يرون أن الأمر يدل على تراجع وضعف قدرة حماس على السيطرة على الأحداث، وأن للسنوار ما يخسره من تسهيلات إسرائيلية مباشرة أو غير مباشرة كموافقتها على سياسة مصر تشغيل معبر تجاري كبير في منطقة رفح، تدخل منه الكثير من البضائع لغزة.
في مقابل هذا انتقد المحلل العسكري ليديعوت احرنوت يوسي يوشع في مقالة له بعنوان (من يدافع عن حماس.. اعتبارات انتخابية وليست أمنية هي ما يفسر لماذا تمتنع إسرائيل عن اتهام حماس بالتصعيد)، مضيفا تحذيرا واضحا للجيش بأن يفحص مرة أخرى تقديراته، وأن يمتنع أن يكون بوقاً لمصالح المستوى السياسي، ناصحا الجيش أن يتعلم من تقديراته عشية حرب 2014.
ما حقيقة الأمر؟
يبدو أن سياسات وممارسات الاحتلال القمعية قد أوقعته في شر أعماله؛ فنتنياهو يريد الهدوء ولا يريد دفع ثمن ذلك، والمقاومة الفلسطينية لا تسمح له بالتهرب من مسؤولياته وتواصل الضغط المدروس والذي قد لا يكون كافيا في عيون الكثير من الشباب الثائر في غزة، مما قد يسفر عن عمليات فردية يتحمل الاحتلال مسؤوليتها، وقد تخدم النضال الفلسطيني لدرجة معينة، لكنها قد تأتي بنتائج عكسية، خاصة وأن العمل الفردي في غزة يختلف عنه في الضفة، ففي غزة المقاومة هي من يقود السفينة، أما في الضفة فالتنسيق الأمني هو من يقود.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...