الثلاثاء 06/مايو/2025

المبرمج زياد هباب.. مخترع الـبالكيد الفلسطيني

المبرمج زياد هباب.. مخترع الـبالكيد الفلسطيني

يسترجع ذكريات طفولته على طريقته الخاصة، بعد أن أخذ هاجس تطوير ألعاب “الآركيد” المساحة الكبرى من تفكيره، حلم عاش معه في كل مراحل حياته، كبر هو، وما يزال ذاك الحلم ينتظر أن يكبر معه، ذاك الشغف اللامتناهي قاده طوعا إلى التخصص بالتكنولوجيا والبرمجة، ليجد ضالته في صناعة ماكنة الـ”بالكيد” المخصصة  للألعاب الالكترونية.   

الشاب زياد هباب عشريني من مدينة نابلس، أنهى دراسته الجامعية في تخصص تكنولوجيا المعلومات، وأمام شغفه بالبرمجة والتكنولوجيا وعشقه لذكريات الطفولة وجد نفسه باحثا عن آلة لطالما أمضى أوقاتا عليها ليقرر أن يجمع بين الحبّين، وليعبر عنه بصناعة ماكنة “الأركيد”.

واستخدمت ألعاب “الآركيد” أو ألعاب الصالات، منذ السبعينيات في الملاهي والمقاهي بهدف التسلية، وتعمل بعد إدخال نقود معدنية فيها، ويستخدمها المستهلك لتشغيل إحدى ألعاب الفيديو.

فكرة الاختراع
وعن ملامح هذا الإبداع والفكرة، يقول “هباب” في لقاء خاص مع “المركز  الفلسطيني للإعلام”، بأن ألعاب الأركيد، والتي تعرف باسم “الاتاري”، كانت ملاذا للكثيرين من الأطفال وحتى الكبار لدرجة التعلق، على حد قوله.

“بداية التفكير بصناعتها نبعت من حبه لهذه الألعاب منذ الصغر، ما دفعه للتفكير بشرائها، إلا أنه تفاجأ بارتفاع سعرها في الأسواق وثمن استيرادها، ما اضطره للبحث عن حقيقة هذه اللعبة وفكرتها وآلية عملها وصولا إلى بدء التفكير بمحاكاتها”، يقول هباب.

ويضيف: “استفزني التكلفة العالية لتلك الماكنة، وربما اهتمامي وشغفي بعالم التكنولوجيا والبرمجة، دفعني لأن أبحث عن كل صغيرة وكبيرة حول موضوع الأركيد، فلم أترك موقعا على الانترنت يتعلق باللعبة إلا ودخلته، وتعرفت إليه، كما وجمعت المعلومات الفنية والتكنولوجية كافة حول آلية  تصنيعها”.

وبعد فترة من الزمن، وأمام حالة من الإصرار التي يمتلكها “هباب”، نجح في إنتاج ماكنة للألعاب الالكترونية، ربما تكون أقل جودة من الأجنبية إلا أنها بداية مهمة في مشواره الإبداعي، استطاع وضعها في إحدى المقاهي لتتحول إلى قبلة لكل المهتمين.

ولادة “أركيد”
ويشير “هباب” بأنه أطلق اسم “بالكيد” على ماكنته  بدلا من “اركيد”، وأنه صممها بشكل يناسب جميع الأماكن في الشركات والمنازل والمقاهي، حيث كانت أقل حجما من “الاركيد” إلى جانب أنه حاول أن يضع أكثر من لعبه في آن واحد فيها  لتلبي أذواق وذكريات الجميع”.

ويقارن بين صناعته الـ”بالكيد” وما تتميز به عن “اركيد”، قائلا بأنها “تضم عدة ألعاب بعكس الآلة التقليدية التي كانت تضم لعبة واحدة”، مؤكدا أن “بالكيد” عبارة عن نموذج لإعادة تصميم أجهزة “أركيد” أو ألعاب الصالات بشكل عصري لتوضع في المطاعم والشركات وحتى البيوت.

تحديات
“هباب” وبعد نجاحه في الامتحان الأول، يسعى إلى أن يتغلب على التحدي الثاني بتلبية رغبات الجميع بتوفير ماكنة  قادرة على أن تحاكي فكرة “الأركيد” وألعابها في الجيل القديم والجديد، ويتابع: “نخطط لإيجاد ألعاب عربية، بحيث يستطيع الكل التعاطي معها بعيدا عن الألعاب الأوروبية، تحاكي في بعض الأحيان رسالة وفكرة المكان الموضوعة فيه”.

وشدد “هباب” على أن ثقافة الألعاب الموجودة بالغرب محفزة للعمل، ومن الجدير تعميم الفكرة في بلادنا، وتابع: “في عملي، يوجد مكان خاص للعب في وقت الفراغ والراحة، ومن الجدير تعميم مثل هذه التجارب باستخدام ألعاب كتلك التي ننتجها في أماكن عملنا، وهذه فرصة لتشجيع الإبداع  المحلي”.

وعن تسويق الفكرة  والتحدي الذي يواجهه، قال: “بدأنا حملة على أحد المواقع الدولية لتسويقها، والتي بدورها تدعو جميع الشركات والمقاهي وحتى العائلات لحجز الجهاز، مقابل أسعار مغرية ومتعددة الألعاب والأشكال”.

ويأمل “هباب” بأن تجد فكرته طريقها نحو النجاح، وأن يكون هناك أصوات محلية تتبناها وتنهض بها وصولا إلى العالمية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات