الأحد 11/مايو/2025

إطلاق النار في جنين.. بين النفوذ والبزنس تسقط نظرية الأمن

إطلاق النار في جنين.. بين النفوذ والبزنس تسقط نظرية الأمن

لم تكن حادثة إطلاق النار على صيدلية سمر في منطقة البيادر في مدينة جنين شمال الضفة الغربية ليل الاثنين (26-11-2018) حدثا فرديا بعدما بات تكرار حوادث إطلاق النار بطرق مشابهة مثار استياء المواطنين.

ونالت حادثة إطلاق النار على الصيدلية قسطها من غضب المواطنين، سيما وأن الحديث يدور عن موقع طبي يبيع الدواء لا أكثر، فلماذا كل ذلك؟ وذهب البعض إلى اعتبار حادثة إطلاق النار نوع من التحدي لمحافظ جنين الجديد اللواء أكرم الرجوب مع أول يوم لتسلمه مهام عمله بجنين في إطار محاولات جماعات النفوذ إثبات وجودها وإرسال رسائلها.

فشل نظرية الأمن

وعلق الصحفي طارق سويطات بجنين على الحادثة “ما حدث وما يحدث في جنين كل فترة من عمليات إطلاق نار، يمثل فشل النظرية التي يتم تسويقها منذ عشر سنوات وهي نظرية الأمن والأمان والسلم الأهلي والمجتمعي، في ظل وجود نظام هش وقضاء متداعي”.

وأضاف “إن لم تعمل الأجهزة الأمنية بشكل جدي، وتتوقف عن تسويق ألقاء القبض على أشخاص على خلفية مخالفة سير على أنه عمل أمني عظيم، وتعمل بشكل جدي على تفكيك بؤر الفلتان؛ فإن أول من سيدفع الثمن هم أنفسهم”.

وبدوره تساءل الناشط الإعلامي محمد أبو غليون عن “موضوع السلاح الذي يستعمل في أي مشكلة تقع، من أين هذا السلاح ولماذا لا يتم جمعه؟ علما بأن هناك بندقية للإيجار بقيمة (300) شيكل بالليلة وخصوصا في الأفراح والمناسبات لاستخدامها في إطلاق النيران وكأن المعركة مع السماء”.

تكرار مشين

وتتكرر حالات إطلاق النار على منازل ومركبات شخصيات بجنين، وطالت محامين مثل المستشار القانوني للجامعة العربية الأمريكية بجنين صلاح جودة والذي تعرض منزله ومركبته لإطلاق نار، وأطباء ومسئولي مؤسسات وشخصيات مختلفة.

مصادر متعددة أشار لمراسلنا إلى أن ظاهرة سلاح الفلتان باتت تأخذ أشكالا متعددة، منها ما سبق ذكره، ومنها ما ارتبط بإطلاق النار في المناسبات فيما يعرف بظاهرة تأجير السلاح، سواء في مناسبات خاصة كأفراح أو حالات الإفراج عن الأسرى لدرجة أن هناك تنافسا في حالات إطلاق سراح أسرى في عدد صليات الرصاص التي تطلق في الهواء كنوع من الهيبة ومكانة الأسير، وهو ما يضيق به المواطنون ذرعا.

أحد المواطنين أشار لمراسلنا إلى أن صفقة تجري بين أصحاب السلاح تشمل كم عدد الرصاصات التي سيتم إطلاقها، وثمنها والميزانية المرصودة لذلك، والتي يحدد تبعا لها حجم الإطلاق، إضافة إلى سعر تأجير قطعة السلاح لليلة وما شابه من ممارسات باتت مؤرقة، والمشكلة أن أصحابها معروفون.

ويبقى سؤال المواطنين الاعتيادي أين هذا السلاح مع دخول أول دورية إسرائيلية كل ليلة لجنين وقراها وغيرها من المناطق؟!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات