مهرجان حماس … مشهدية إعجازية

ثمة هاجس يلازم الوحدات السياسية بمختلف أنماطها – النظموالأحزاب – يهددها وجوديا أو يشكل رافعة لها في المشهد السياسي الذي تسعى جاهدةلتسيده، ويتمثل هذا الهاجس بـ” الحاضنة الشعبية”.
ولعل الحاضنةالشعبية كانت دائما على علاقة جدلية بالوحدات السياسية، فهي من جانب تشكل عامل ضبطصارم لمخرجاتها، وأيضا تقع في جوهر برامجها، لما لها من أهمية محورية. تلكالأهمية النابعة من أثر الاجتماع على السياسة بقاء واستمرارية.
وفي ضوء ذلك، وعنداستعراض 10 سنوات من تجربة حماس في حكم غزة، نجد أن الحاضنة الشعبية كانت رهانالمتآمرين على الحركة والأعداء على حد سواء، والأمل في القضاء عليها وإزاحتها منالمشهد السياسي والاجتماعي الفلسطيني.
لكن مهرجان انطلاقةالحركة الـ30، جاء صادما لكل المتربصين والمتآمرين عليها، ، وهذا ما عبر عنه الإعلامالصهيوني جليا ، والذي عدّ “الحضور الضخم” دليلا على فشل الحصار فيتأليب الغزيين وإسقاط حماس.
فكان المهرجان بحقدرسا سياسيا – اجتماعيا بليغا، ينبغي أن يقف عليه المراقبون طويلا ، فنحن هنا أماممشهدية إعجازية بحق … حركة تحريرية عانت من حصار طويل وتآمر صارخ وجغرافياظالمة، استطاعت تخطي كل ذلك والحفاظ على حاضنتها محصنة
لكن السؤال “كيفاستطاعت حماس فعل ذلك؟؟!”، والجواب هنا يحمل في طياته عوامل فكريةوسلوكية …
أولا: قدمت الحركةإلى حد كبير وحدة عضوية بين فكرها وممارستها العملية، وهذا ما عبرت عنه بشكل صارخفي ثلاث حروب خاضتها ضد العدو الصهيوني، بحيث تكرست المقاومة كأداة استراتيجية،ليس فقط بالتشديد عليها في الايدولوجيا والخطاب السياسي بل على الأرض وباستمراريةتصاعدية .
ثانيا: السقوطالمدوي للبرامج المنافسة لبرنامج الحركة، بحيث تكرس إيمان الاجتماع السياسي الغزيبنهج الحركة وخطها السياسي
ثالثا: سلوكالاحتلال الصهيوني والذي اكتسى طابعا إحلاليا – عدوانيا، الأمر الذي وضع الاجتماعالسياسي أمام معادلة مركبة، يكمن حلها بالمقاومة فقط
رابعا: النموذجالاقتصادي – الاجتماعي للسلطة في الضفة والذي أسهم إلى حد كبير في تدمير الوعيالجمعي الضفي، وتقويض مقوماته الوطنية وعوامل صموده في وجه المخطط الصهيوني.
خامسا: انكشافالمخطط الأمريكي حيال المنطقة، والاصطفافات الحادة في الإقليم ، مضافا إليها فجورأدوات أمريكا ومحاباتها للكيان الصهيوني في مقابل عدائها للفلسطينيين .
سادسا: انكشاف نواياالسلطة في الضفة حيال قطاع غزة واجتماعها، حيث اتضح للغزيين أن القطاع لم يكن سوىورقة ضغط وابتزاز سياسي لخصوم السلطة في تجاهل فاضح لاحتياجات اجتماعه وضروراتبقائه، الأمر الذي أصاب الغزيين بغضب تمثل في تحلقهم أكثر حول حماس ونهجها
لكن على الحركةأخيرا ألا تعدّ ما حصل في انطلاقتها الـ30 نهاية المطاف، فالاجتماع البشري يحملخصائص منها، الذاكرة المثقوبة وعوامل
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: خطة الاحتلال بشأن المساعدات “خدعة إنسانية” لتكريس الحصار والتجويع في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ الخطة الإسرائيلية المتداولة حاليًا بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة...

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن
المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين
المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...

الصحة: ما يتوفر من وقود في مستشفيات غزة يكفي 3 أيام فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الاحتلال الاسرائيلي يمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود...

مجزرة دامية .. استشهاد 10 مواطنين بقصف الاحتلال خيام النازحين في مواصي خان يونس
خانيونس - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأحد- مجزرة دموية بعدما استهدفت خيام النازحين في منطقة العطار في مواصي خان...

الداخلية بغزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية لتأمين الجبهة الداخلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية، اليوم الأحد، أن وزارة الداخلية في قطاع غزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية على غرار القوة التي تأسست عام...

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الإسرائيليين بجروح - اليوم الأحد- بعد سقوط صاروخ يمني على مطار بن غوريون وفشل منظومات الاحتلال في اعتراضه....