الإثنين 05/مايو/2025

المهندس عياش.. بعيون طلبة جامعته بيرزيت

المهندس عياش.. بعيون طلبة جامعته بيرزيت

لم يعيشوا معه ولم يدرسوا على مقاعد الدراسة بجانبه ولم يكونوا مع الطلبة الذين سكنوا معه في سكنات بيرزيت؛ ورغم تلك المفارقة إلا أن اسم الجامعة ارتبط بالمهندس يحيى عياش كما يحلو لطلبتها تسميتها “جامعة العياش”، فهو أضاف لهم الكثير من الرمزية والتعريف والتطبيق الفعلي لمعنى الهندسة الكهربائية في الأرض المحتلة.

بعد 18 عاما

وتمر ثمانية عشر عاما على استشهاد المهندس يحيى عياش الذي آثر أن يقدم علمه ودراسته ووقته ونفسه في سبيل الله مجاهدا لتحرير أرضه ووطنه من كيد الاحتلال، فجاءت قرابة أربع دفعات دراسة في الجامعة عقب استشهاده وما زال حاضرا كأنه احتل الفعل المضارع والمستمر للأبد.

يقول الطالب في كلية الهندسة في الجامعة محمد عمران لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “أنا أدرس السنة الثانية في كلية الهندسة في جامعة بيرزيت ولا ينفصل حديثي عن الكلية عن ارتباطها بالمهندس يحيى عياش؛ فهو رغم أنه استشهد وعمري لا يتجاوز عامين؛ إلا أن الذاكرة بالفعل رسخت لدي أن في هذه الجامعة رجال صدقوا الله فصدقهم، ويزيدنا فخرا في الكلية أن يكون من الذين جلسوا في قاعاتها ومكتبتها ومختبراتها مهندس هز أركان الاحتلال الصهيوني بل أمريكا الداعمة للظلم. وهو المهندس يحيى عياش”.

من جانبه يقول الطالب في جامعة القدس المفتوحة أبو أويس لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “كنت طالب هندسة في جامعة بيرزيت وتعرضت للاعتقال عدة مرات وكان الهدف الواضح أن تتعطل دراستي، وفي كل مقابلة مخابرات لي كانوا يقولون بالحرف الواحد “لن نسمح بتجدد نموذج عياش وصالح التلاحمة مرة أخرى”. وتركت بيرزيت بعد أن أمضيت في سجون الاحتلال قرابة أربعة أعوام وأنا كنت في السنة الثالثة من الهندسة”.

ويشير أبو أويس من الخليل إلى حالة الخوف الكبيرة التي يشعر بها ضباط المخابرات الصهيونية أمام طلبة بيرزيت فهم يرون في كل واحد منهم عياش آخر.

تجدد بصماته

ومنذ استشهاد المهندس يحيى عياش وجامعة بيرزيت تثبت للاحتلال الصهيوني أنها مقترنة بإبداع مقاوم سطره المهندس حتى خاضت الأعمال الاستشهادية والتخطيط؛ فمنها الشهداء أيمن حلاوة وصالح التلاحمة وضياء الطويل وإيهاب أبو سليم وغيرهم بالإضافة إلى الأسرى محمود شريتح وأحمد الصيفي وأحمد أبو فخيدة وأحمد موسى وغيرهم من الأبطال.

ويقول أحد قادة الكتلة الإسلامية محمد زيد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “جامعة بيرزيت في كل مرة تفاجئ الاحتلال؛ فكان العياش مفاجأة لم يستفق الاحتلال من صدمتها حتى اللحظة وسارت عجلة المقاومة ووصلت إلى خلايا خطف الجنود، والمفاجأة الأكبر وهي عملية تفجير الحافلة في تل الربيع على يد القسامي أحمد موسى ليثبت طلبة الجامعة أنهم على عهد العياش فعلا لا قولا وأن البصمات لا يمكن أن تمحى”.

وتسجل جامعة بيرزيت العشرات من عمليات التفجير للحافلات وتخطيط مباشر وغير مباشر من قادة شهداء وأسرى أوقعت في الاحتلال خسائر بأكثر من 138 قتيلا بين جندي ومستوطن، فلعل الاحتلال تخلص من شخص المهندس يحيى عياش؛ غير أنه فتح أبواب جهنم التي كان آخرها باب تفجير تل الربيع في حجارة السجيل التي فاق أثرها السياسي عدد القتلى والجرحى في أكبر عمليات المقاومة على مدار سنوات خلت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....