المهندس عياش.. بعيون طلبة جامعته بيرزيت

لم يعيشوا معه ولم يدرسوا على مقاعد الدراسة بجانبه ولم يكونوا مع الطلبة الذين سكنوا معه في سكنات بيرزيت؛ ورغم تلك المفارقة إلا أن اسم الجامعة ارتبط بالمهندس يحيى عياش كما يحلو لطلبتها تسميتها “جامعة العياش”، فهو أضاف لهم الكثير من الرمزية والتعريف والتطبيق الفعلي لمعنى الهندسة الكهربائية في الأرض المحتلة.
بعد 18 عاما
وتمر ثمانية عشر عاما على استشهاد المهندس يحيى عياش الذي آثر أن يقدم علمه ودراسته ووقته ونفسه في سبيل الله مجاهدا لتحرير أرضه ووطنه من كيد الاحتلال، فجاءت قرابة أربع دفعات دراسة في الجامعة عقب استشهاده وما زال حاضرا كأنه احتل الفعل المضارع والمستمر للأبد.
يقول الطالب في كلية الهندسة في الجامعة محمد عمران لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “أنا أدرس السنة الثانية في كلية الهندسة في جامعة بيرزيت ولا ينفصل حديثي عن الكلية عن ارتباطها بالمهندس يحيى عياش؛ فهو رغم أنه استشهد وعمري لا يتجاوز عامين؛ إلا أن الذاكرة بالفعل رسخت لدي أن في هذه الجامعة رجال صدقوا الله فصدقهم، ويزيدنا فخرا في الكلية أن يكون من الذين جلسوا في قاعاتها ومكتبتها ومختبراتها مهندس هز أركان الاحتلال الصهيوني بل أمريكا الداعمة للظلم. وهو المهندس يحيى عياش”.
من جانبه يقول الطالب في جامعة القدس المفتوحة أبو أويس لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “كنت طالب هندسة في جامعة بيرزيت وتعرضت للاعتقال عدة مرات وكان الهدف الواضح أن تتعطل دراستي، وفي كل مقابلة مخابرات لي كانوا يقولون بالحرف الواحد “لن نسمح بتجدد نموذج عياش وصالح التلاحمة مرة أخرى”. وتركت بيرزيت بعد أن أمضيت في سجون الاحتلال قرابة أربعة أعوام وأنا كنت في السنة الثالثة من الهندسة”.
ويشير أبو أويس من الخليل إلى حالة الخوف الكبيرة التي يشعر بها ضباط المخابرات الصهيونية أمام طلبة بيرزيت فهم يرون في كل واحد منهم عياش آخر.
تجدد بصماته
ومنذ استشهاد المهندس يحيى عياش وجامعة بيرزيت تثبت للاحتلال الصهيوني أنها مقترنة بإبداع مقاوم سطره المهندس حتى خاضت الأعمال الاستشهادية والتخطيط؛ فمنها الشهداء أيمن حلاوة وصالح التلاحمة وضياء الطويل وإيهاب أبو سليم وغيرهم بالإضافة إلى الأسرى محمود شريتح وأحمد الصيفي وأحمد أبو فخيدة وأحمد موسى وغيرهم من الأبطال.
ويقول أحد قادة الكتلة الإسلامية محمد زيد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “جامعة بيرزيت في كل مرة تفاجئ الاحتلال؛ فكان العياش مفاجأة لم يستفق الاحتلال من صدمتها حتى اللحظة وسارت عجلة المقاومة ووصلت إلى خلايا خطف الجنود، والمفاجأة الأكبر وهي عملية تفجير الحافلة في تل الربيع على يد القسامي أحمد موسى ليثبت طلبة الجامعة أنهم على عهد العياش فعلا لا قولا وأن البصمات لا يمكن أن تمحى”.
وتسجل جامعة بيرزيت العشرات من عمليات التفجير للحافلات وتخطيط مباشر وغير مباشر من قادة شهداء وأسرى أوقعت في الاحتلال خسائر بأكثر من 138 قتيلا بين جندي ومستوطن، فلعل الاحتلال تخلص من شخص المهندس يحيى عياش؛ غير أنه فتح أبواب جهنم التي كان آخرها باب تفجير تل الربيع في حجارة السجيل التي فاق أثرها السياسي عدد القتلى والجرحى في أكبر عمليات المقاومة على مدار سنوات خلت.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....

العفو الدولية تطالب بخطوات جادة لوقف جرائم إسرائيل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد...

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...