الثلاثاء 13/مايو/2025

السلمية أول ضحايا الأربعاء الأسود

د.عصام شاور
مثلما كفر العلمانيون بديمقراطيتهم ثم رفسوها بعدما فشلوا في معركة الصناديق فإن السفاح عبد الفتاح السيسي وزمرته الانقلابية قتلت ” السلمية” وحرقتها عندما قتلت المعتصمين في رابعة العدوية وحرقتهم في الساحات والمساجد والمستشفيات.

جهاد حداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين اعتبر أن ما حدث بالأمس كان ضربة قوية موجهة للجماعة ولحلفائها أفقدتهم القدرة على التنسيق المركزي وأن العنف_الذي تشهده البلاد_ معناه أن الغضب خرج عن نطاق السيطرة الآن، وهذه العبارات قد يرقص لها الانقلابيون طربا، وقد يفرح بها قادة الدول الخليجية الداعمة للانقلاب، ولكنها تحمل في طياتها التهديد والوعيد للانقلابيين، وأن كل ما سيحل بهم من دمار وقتل ما هو إلا حصاد محرقة الميادين التي ارتكبها السيسي وباركها الزعيم القبطي الحاقد تضاورس، وأن “السلمية” التي ينادي بها قادة الإخوان وقادة التحالف ما عادت تصل للقاعدة، فالقيادة حسب المتحدث باسم الإخوان فقدت القدرة على التنسيق المركزي، وأصبح الأمر بيد المجموعات الشبابية كل حسب منطقته واجتهاد قيادته الغاضبة والمصممة على الثأر والانتقام لعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، إلى جانب التعهد بالقضاء على الانقلابيين واستعادة الشرعية.

الدعوة إلى السلمية أصبحت دعوة مستفزة فوق التصور وذات أثر معاكس في نفوس الشباب الإسلامي الثائر لدينه ووطنه ولدماء الشهداء، وهذا أمر تدركه قيادة الإخوان المسلمين ولا يمكنها مخالفته، لأن جرحها أكبر من جرح القاعدة وغضبها أشد من غضب الشباب، ولأن القصاص من القتلة والانقلابيين واستعادة مصر ممن اختطفها أمانة في عنق جماعة الإخوان المسلمين تتحملها القيادة قبل القاعدة، ولكن القيادة لديها حساباتها ولا يمكنها الإعلان عن انتهاء المرحلة السلمية، وهذا أمر يحسب ضد قيادة جماعة الإخوان التي تتحاشى أحيانا التصادم مع الرأي العام ومع المجتمع الدولي، وكان من الأولى أن تعلن عن رفضها لكبح غضب الشباب الثائر بدلا من الالتفاف والتذرع بعدم المقدرة على التواصل لأن الجماعة معروفة بقوة تنظيمها وقدرتها على العمل والتواصل في أسوأ الظروف وإلا لما استطاعت الصمود كل تلك العقود أمام السفاح الهالك جمال عبد الناصر ومن بعده السادات ومبارك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات