الخميس 02/مايو/2024

العودة.. حقٌّ يحميه الوعي وعهدٌ تتوارثه الأجيال

العودة.. حقٌّ يحميه الوعي وعهدٌ تتوارثه الأجيال

مع حلول الذكرى التاسعة والستين للنكبة الفلسطينية، يشعر اللاجئون الفلسطينيون بالحنين إلى ديارهم وأراضيهم المحتلة، ولسان حالهم #راجعين مهما طال الزمن، عائدون مهما طال الغياب، فقد ورث صغارهم حبها وعشقها من كبارهم الذين قضى بعضهم نحبه، وبقي من ينتظر دون أن يفارقه الأمل بالعودة.

وفي الذكرى المؤلمة، يؤكد أستاذ الفكر السياسي عبد الستار قاسم أن الوعي الفلسطيني بقضية اللاجئين مرتفع جدا، وأن النكبة تُذكّر وتؤكد للفلسطيني حقه في أرضه، وليس مبادلتها كما تطرح بعض مشاريع التسوية.

ويرى قاسم في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن سنوات تغييب الوعي وتحييد الفلسطيني وإلهائه بقضايا معيشية وظرفية لم تنجح؛ فقد بقي مواكبا قضيته واعيا بذاته، ومدركا حجم التضحيات المطلوبة، وبات واثقا بقرب عودته رغم كل الظروف والتعقيدات.


عبد الستار قاسم

كل لاجئ فلسطيني له حكايته ومأساته؛ فهذا أجبر على ترك منزله تحت القصف الشديد، وذاك غادر على أمل أن يعود بعد ساعة أو ساعتين، وتلك تركت حقول القمح خلال الحصاد، وذاك ما يزال يحمل مفاتيح منزله ويروي لولده حكايات النكبة الصعبة، وكأنه يعيشها الآن، كي لا ينسى الأحفاد أرض الأجداد، وبات الجميع يتوارث عهد العودة.

الحق التاريخي
ويؤمن الطالب في جامعة بيرزيت، واللاجئ عامر خواجة، من مخيم قلنديا الملاصق للقدس المحتلة؛ في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن حق العودة هو حق تاريخي ناتج عن وجود الفلسطينيين في فلسطين منذ الأزل، وارتباطهم بالوطن الضارب في أعماق التاريخ وجذوره، وتنازل أي جهة أو شخص مهما كان عن حق عودته إلى مسقط رأسه في صفد هو أمر لا يصح إطلاقا.

بدوره يرفض اللاجئ محمود أبو جمعة من مخيم الأمعري برام الله، فكرة التعويض أو تبادل الأراضي، قائلًا: “كل ذرة من تراب فلسطين مقدسة؛ وخائن من يتنازل عنها، وأنا واثق من العودة قريبا، فالأمل بالمقاومة والمقاومة فقط ، فهي التي حررت غزة، وطردت المحتل مجبرا ومكرها بقوة وفضل الله”.

ويضيف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاحتلال توقع أن تنسى الأجيال النكبة، بحسب مقولتهم “الكبار يموتون والصغار ينسون”، وكان من المتوقع أن يتحول الفلسطيني إلى غبار الأرض، ولكن هيهات، فأولادنا يحفظون ولا ينسون”.

وفي ذكرى النكبة؛ يرفض خليل التفكجي الخبير في شؤون الاستيطان الصهيوني قضية تبادل الأراضي، ويقول: “قضية تبادلية الأراضي هي عبارة عن تنازل فلسطيني عربي دون مقابل، وتعني إعطاء الشرعية للمستوطنات، ولن يكون هناك تواصل جغرافي للدولة الفلسطينية المنشودة”.


خليل تفكجي

وتطرح سلطات الاحتلال فكرة تبادل الأراضي لإبقاء سيطرتها على المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين، فيما تعلن السلطة موافقتها على هذا المقترح مشترطة محدودية مساحات التبادل.

ويؤكد اللاجئ سامر بركة من مخيم بلاطه شرق نابلس:” حق العودة هو حق مقدس ، وهو أكبر من كل المسئولين والمفاوضين، وهو أحد الأدوات الأبرز في تاريخ الصراع، وحق واضح وضوح الشمس، فلا مجال لأحد أن يقفز عنه أو يتجاوزه؛ لأنه سيخسر تأييد سبعة ملايين لاجئ، وسيلعنه التاريخ مهما طال”.

ويُحيي الفلسطينيون في 15 من أيار/ مايو، كل عام الذكرى السنوية للنكبة التي نجم عنها تشريد العصابات الصهيونية قرابةَ 800 ألف فلسطيني وقتل 15 ألفًا آخرين، وتدمير مئات القرى، ونجم عن ذلك تأسيس الكيان الصهيوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات