غزة ما بين اللائم واللئيم وشعارات الكريم!
في زمن المتغيرات لا شيء ثابت مثل حصار غزة المستمر منذ 9 سنوات ونصف حيث يعاني السكان من ظروف معيشية لا تخفى على أحد، وانعكست هذه الظروف القاهرة بطبيعة الحال على المقاومة الفلسطينية.
حركة التضامن مع قطاع غزة تزداد وتخفت، وإن كان يغلب عليها الخفوت في هذه المرحلة وفي غالب المراحل، سوى من بعض الشعارات الكلامية المساندة والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني وقليل جداً من صدق القول بالفعل خصوصاً في السنوات الأخيرة، ولم نشهد تحركات فعلية سوى من تركيا على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والإنساني وتسهيلها خروج أسطول الحرية نحو غزة وكذلك الدور القطري الرائد على المستوى السياسي والإنساني ولا ننسى تحرك سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى قطاع غزة في زيارة غير مسبوقة ليكون أول زعيم عربي يدخلها رغم الحصار ومنذ سنوات طويلة، وقد دشن في حينها عدة مشاريع بنى تحتية في القطاع ومشاريع تنموية وإغاثية أخرى.
من باب الإنصاف كان يجب أن نذكر من وقفوا بجانب شعب غزة بأشكال مختلفة ومنهم أيضاً مجموعة من المتضامنين الآخرين، غير أن ذلك كله كان حلولاً مؤقتة ومسكناً لا علاجاً فالحصار مستمر والإغلاق يزداد يوماً بعد يوم والتضامن يتحول شيئاً فشيئاً إلى مجرد خطابات كلامية فمنذ ما يزيد على السنة وعشرات الآلاف من الموظفين في غزة لم يتلقوا راتباً كاملاً ناهيك عن نسب الفقر والبطالة المخيفة وغير المسبوقة عالمياً والتي تتصاعد وتتضاعف.
نحن أمام عشرات الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل أو الذين يعيشون على أقل من دولار يومياً وإعمار متعطل ومعابر مغلقة وضعف في الإمكانات، ناهيك عن أننا في منطقة جغرافية مستهدفة ويجب أن تكون فيها المقاومة على جاهزية مستمرة وهذه الجاهزية تتطلب إعداداً واستعداداً له تكلفته الباهظة خصوصاً في بيئة مثل غزة، وإن كانت غير باهظة إطلاقاً بالنسبة لما يتم صرفه على معارك قد تكون من وجهة نظري أقل أهمية من المعركة مع الاحتلال في فلسطين.
لا أعتقد أن دولة عربية لديها الجرأة أن تتحمل تكلفة جاهزية المقاومة أو أن تسأل كيف يتدبر قطاع غزة أموره في ظل الحصار الخانق، ومن يتكفل بهذا أو جانب منه؟
الجواب قد يكون صادماً للبعض وإن كان يفهم ضمنياً من خلال إشارات وتصريحات الأيام الماضية في بعض القضايا.
لن تتجرأ الغالبية على القول إن بإمكان «جامعة الدول العربية» التدخل لكسر الحصار الظالم والعقاب الجماعي أو القول إن على دول كبيرة التدخل لاحتضان غزة ومقاومتها المشروعة كما تفعل مع بعض القضايا العادلة وغيرها، القليل يتكلم بإنصاف والبعض بحماسة وحرقة صادقة، لكن كثيرون يتجرؤون بلسان سليط على غزة ومقاومتها في حال خرجت منها سقطات كلامية قد لا يكون لها تبرير أو مبرر سوى أنها نتيجة الواقع القهري من دون أن يكلفوا أنفسهم النظر في واقعها ولا دوافعها مع حفلة تخوين وتشكيك في الانتماءات والعقائد، وجزء من هؤلاء يطلق العنان لنفسه ويبالغ حتى لا يقل غلوا عن الغلاة ولا ديكتاتورية عن الطغاة.
المصدر: صحيفة العرب القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلامأصيبت مجندة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في عملية دهس قرب بلدة برطعة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال...
الرياضة فنّ وأخلاق.. بطل رياضي تركي مهدد بخسارة لقبه بسبب دعمه لفلسطين
أنقرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الاتحاد الأوروبي لبطولة الكونغ فو فتح تحقيق بحقّ الرياضي التركي علاء الدين أكيوز، وذلك بسبب احتفاله برفع العلم...
إصابة جندي إسرائيلي بعملية طعن في القدس المحتلة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب جندي إسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بعملية طعن بطولية وقعت قرب باب الساهرة بالبلدة القديمة بمدينة القدس...
طلبة بيرزيت يطردون سفير ألمانيا لموقف بلاده من حرب غزة (بالفيديو)
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام طرد طلبة جامعة بيرزيت - اليوم الثلاثاء- السفير الألماني من المتحف الفلسطيني في الجامعة في رام الله. وأظهرت مقاطع...
مطالبة حقوقية بالتحقيق في استخدام الاحتلال أسلحة حرارية في غزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء مختصين حول الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل،...
الدفاع المدني: 10 آلاف مفقود تحت ركام المنازل المدمرة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قدّرت المديرية العامة للدفاع المدني، وجود أكثر من 10 آلاف مفقود لا زالوا تحت أنقاض مئات البنايات المدمرة في قطاع غزة...
5 مجازر و47 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل جراءها للمستشفيات 47 شهيدًا و61 إصابة خلال ال 24...