السبت 10/مايو/2025

أبو مرزوق: حماس وفتح يلتقيان في 18 من الشهر المقبل (مقابلة)

أبو مرزوق: حماس وفتح يلتقيان في 18 من الشهر المقبل (مقابلة)

قال الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إن اجتماعًا سيعقد في القاهرة يوم السبت الموافق (18-12) المقبل بين فتح وحماس “للاتفاق على عدة أمور من بينها لجنة الانتخابات، ومتابعة ملف المصالحة وما تم الاتفاق عليه في لقاء مشعل- عباس”.

وفي مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” السبت (26-11)، أوضح أبو مرزوق أن هذا اللقاء “سيتبعه لقاء لكل الفصائل الفلسطينية يوم 20-12، يبتعه بعد يومين اجتماع للجنة منظمة التحرير الفلسطينية”.

وبخصوص موضوع تشكيل الحكومة المقبلة وسبب تأجيل حسم ملفها، قال أبو مرزوق: “أرى أن المصالحة ممكن أن تتم وأن تجري الانتخابات أيضًا دون أن ندخل في أزمة في حال لم نتوصل حتى الآن لحسم لموضوع الحكومة”، نافيًا طرح أي أسماء لرئاسة الحكومة المقبلة “لا سلبًا أو إيجابًا، والموضوع متروك لاجتماع الفصائل”.

وفيما يتعلق بموضوع المقاومة الشعبية والاتفاق عليها مع “فتح”، أكد القيادي الفلسطيني لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “العمل العسكري هو العمود الفقري لبرنامج المقاومة ولا يمكن على الإطلاق ونحن تحت الاحتلال أن يغيب هذا الأمر عن أذهاننا”.
وتاليًا نصّ المقابلة كاملا:
 

*رغم الأجواء الإيجابية التي سادت اتفاق المصالحة في القاهرة، هناك من يعتبر أنه ما زال ناقصًا، ما تعليقكم؟

 – بلا شك إننا تقدمنا إيجابيًّا إلى الأمام، ودائمًا يوجد ما هو أفضل، فإذا قلنا أن ما حدث ممتاز، وأنه يوجد ما هو أكثر امتيازًا فهذا صحيح.

* برأيكم، علامَ يستند من يرى أن الاتفاق لم يكن كاملا؟

 –  كانوا يقيسون نجاح المصالحة بعدة مسائل؛ بأن يكون هناك برنامج سياسي موحد، وأن يحدد موعد اجتماع لجنة منظمة التحرير الفلسطينية، وأن يكون هناك مواعيد محددة للانتخابات، بحيث لا يكون هناك عبث في تلك المواعيد، وأن يكون هناك حكومة مشتركة ورئيس وزراء واحد، وأن تتفق الفصائل على كل هذه النقاط، وبالفعل ستجتمع الفصائل يوم (20-12)، وكذلك لجنة منظمة التحرير سوف تجتمع يوم (22-12)، وإن اجتماعًا سوف يضم كلاًّ من حركتي “حماس” و”فتح” في (18-12)، للاتفاق على القضايا المتعلقة بلجان الانتخابات وما إلى ذلك؛ كما اتفقنا على تفعيل الأجواء الإيجابية بين الحركتين، لكننا أجلنا موضوع الحكومة إلى وقت آخر؛ وبالتالي فإن هذا الاتفاق حقق إنجازًا كبيرًا لكنه ليس كاملاً.

* أليس ترحيل موضوع الحكومة، يشير إلى أنها ما زالت عقبة أمام الاتفاق، لاسيما إذا ما استندنا إلى تجارب سابقة بين “حماس” و”فتح”؟

– أنا أرى أنه من الممكن إتمام المصالحة وإجراء الانتخابات، وكذلك عدم الاتفاق على حكومة من الممكن أن يجعل الاتفاق في أزمة.. الورقة المصرية أصلاً لم تكن تنص على وجود حكومة واحدة.. والبعض يرى أن الانتخابات من الممكن أن تفرز حكومة واحدة، تستند إلى إرادة شعبية مطلقة.

* وهل تم البحث في موضوع الحكومة؛ من جهة الأسماء المطروحة لتوليها؟

– لم تطرح الأسماء في هذا اللقاء، وأجّلنا الحديث في هذا الموضوع حتى لقاء الفصائل في الاجتماع الموسع، ليكون هناك حديث شامل في موضوع الحكومة.

* هناك موضوع حساس جدًّا ربما شكل سابقة في استرتيجية “حماس”، هو المقاومة الشعبية، فهل قررت “حماس” تنحية المقاومة المسلحة ضد الاحتلال؟

– بالتأكيد لا، المقاومة المسلحة هي العمود الفقري لبرنامج المقاومة، ولا يمكن على الإطلاق ونحن تحت الاحتلال، أن نُغيب هذا عن أذهاننا.. أعتقد أنه في مرحلة إعادة بناء الوحدة الوطنية، لا بد أن نبحث أيضًا عن عنوان للمقاومة نشتغل بها، سويًّا مع حركة “فتح” لنعبر عن وحدة حقيقية، فكانت المقاومة الشعبية هي إحدى الوسائل التي يمكن أن نتعاون فيها مع حركة “فتح”، لأننا نعلم أن الأخ أبو مازن لا يمكن أبدًا أن يوافق على أي خظوة في تصعيد المقاومة ضد الاحتلال، لكنه وافق على المقاومة الشعبية، ونحن حريصون على أن نعمل فيما اتفقنا عليه، وفي النهاية كل واحد له برنامجه.

* إذًا، العمل العسكري لم يُستبعد؟ ولو حصل اعتداء من قبل الاحتلال على غزة، هل سينتهج نفس النهج في التعاطي مع المحتل؟

– هل تعتقد أن يكون هناك اعتداء على شعبنا في غزة وألا يكون هناك تعامل مع الاحتلال؟! بالتأكيد لا، وسيكون هناك رد وتعامل مع أي اعتداء على الشعب الفلسطيني، وباعتقادي أن المقاومة في النهاية تقرر الأوضاع التي تصعّد بها، والأوضاع التي لا تصعّد بها، ونحن عندما نتحدث عن المقاومة الشعبية، لا نتحدث عن رجال المقاومة الذين يعملون في العمل المسلح، إنما نتحدث عن مجمل الشعب الفلسطيني، في مقاومة الاحتلال، لأن المقاومة الشعبية لها إطار واسع لا يمكن إغفاله، سواء كان بالتظاهر، أو الاعتصام، أو مقاطعة البضائع “الإسرائيلية”، أو قطع التعاون مع “الإسرائيليين”، أو وقف التنسيق الأمني.. يعني هناك الآلاف من الطرق التي نستطيع التعامل بها لشل قوى الاحتلال، وتشارك فيها كل قوى مجتمعنا، إنما المقاومة المسلحة، إنما هي لفئة محدودة من الشعب الفلسطيني، معدودة على الأصابع في كل مدينة، إنما أن تخرج مدينة فيها مليون أونصف مليون في عمل شعبي متفق عليه بين الحركتين، لا شك أن هذا سيكون عملاً فاعلاً جدًّا.

* بينما كان الإعلان في القاهرة عن اتفاق المصالحة، كانت اعتقالات في الضفة مستمرة، نريد أن نعرف كيف سينتهي ملف المعتقلين السياسيين خلال أيام قليلة في ظل هذه الأجواء؟

– أعتقد كان هناك توجيهات من الأخ أبو مازن مباشرة لرئيس المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية، بأن يفرج عن كل معتقل سياسي، و هذه المرة أحسست بجدية أكثر من المرات السالبقة فيما يتعلق بتبييض السجون الفسطينية من المعتقلين.

* لكن في المرات السابقة كان هناك اتفاق على إطلاق المعتقلين السياسيين ولم يتم ذلك.. فما هي الآليات أو الضمانات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه؟

– لا، ليس صحيحًا، كان هناك المئات من المعتقلين، ولم يتبقَ في الاتفاق السابق إلا 20 معتقلاً في غزة، و45 معتقلاً فقط في الضفة الغربية، ونحن جميعًا نسعى إلى أن لا يعتقل الفلسطينيُّ الفلسطينيَّ مهما كانت الأسباب.

* هناك ملف مؤرّق متعلق بموضوع الأمن، وعودة من يتهمون بقيادة الانفلات الأمني في قطاع غزة، أو أصحاب الملفات السوداء في موضوع الحسم العسكري في 2007، هل سوّي هذا الأمر؟

– لا يستطيع أحد أن يمنع كل من أراد العودة إلى قطاع غزة من العودة، ولكن من عليه جرائم مهما كانت أنواعها، ضد أي فريق كان، يجب أن يحاسب على ما ارتكب من جرائم، وفي اعتقادي أن هذا الموضوع الآن محل دراسة، بحيث نبين لكل الإخوة من “فتح” خارج قطاع غزة، والموجودين تحديدًا في مصر طبيعة الإجراءات، وسنقول بوضوح من هو الذي يجب أن تتم مساءلته، ومن هو الذي يجب أن يحاسب على ما ارتكبه.

* في ملف آخر، ما الجديد في موضوع زيارة الأردن، وهل تحدد موعد الزيارة؟

– هناك كلام كثير، لكن ليس له في واقع من مصداقية، حتى الآن لا يوجد أي موعد محدد لزيارة الأردن.

* ولكن هناك من يقول بوجود قوى شدّ عكسي تريد عرقلة زيارة مشعل للأردن، كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟

– تأجيل زيارة الحركة للأردن، تتعلق بعوامل فنية وإدارية أكثر من كونها عوامل سياسية ووجود قوى شد للخلف، فالزيارة قائمة ولا موعد محدد لها حتى اللحظة.

* هناك من يسأل عن أفق العلاقة بين حركة “حماس” والأردن، وهل يمكن أن تصل إلى فتح مكاتب على سبيل المثال؟

– نحن نرجو أن تطبّع العلاقات بحيث تعود إلى حالتها أو أفضل من حالتها السابقة، لكن في النهاية، العلاقة بين طرفين، لا يصوغها طرف واحد، نحن نسعى لأن تصل العلاقة إلى أقصى درجاتها، وتعود أقوى مما كانت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات