محررة عين جالوت بخان يونس .. زلزال مرً من هنا (تقرير)

مخازن زراعية مدمرة .. مزروعات محترقة، حفر عميقة في كل مكان … دفيئات تالفة .. هكذا بدا المشهد في محررة عين جالوت جنوب خان يونس بعد يومين من القصف العنيف الذي نفذته طائرات الاحتلال على مدار نصف ساعة.

وقف المزارع ماهر أبو حدايد (45 عاماً) بالقرب من الدفيئات الزراعية التي يستأجرها في المحررة والتي دمرت بالكامل، وقال لمراسلنا وهو يشير بيده إلى المساحات والمخازن المدمرة: “كأن زلزالا ضرب المنطقة”.

أكثر من 7 دفيئات يملكها أبو حدايد دمرت بالكامل إلى جانب قرابة 20 دونماً من الأراضي المزروعة الشمام والبطاطا الحلوة، إضافة لمخزن ضخم للأدوات الزراعية.

القرع المستهدف!
بحسرة ومرارة، أشار أبو حدايد إلى كومة ثمار القرع الأصفر المحترق، وقال: “جمعنا القرع وكنا ننوي بيعه، 15 طنًّا أصبحت كما ترى كومة من الفحم”.

وأمسك بإحدى الثمار، وقال: “هل هذه صواريخ حتى يجري قصفها، أين العالم ولمَ لا يلتفت لمعاناتنا أحد … حسبنا الله ونعم الوكيل”، ثم أشار إلى تراكتور زراعي مدمر: ماذا يمثل هذا التراكتور من خطر على الاحتلال حتى يجري قصفه؟!

وقال إن الاحتلال زعم انه استهدف مواقع ومخازن للمقاومة ولكنه يكذب في حقيقة الأمر هو يدمر مخازن زراعية وأراضي زراعية لأناس بسطاء مثلي بهدف تدمير إرادتنا وإمكاناتنا وتطلعنا للاعتماد على أنفسنا في الجانب الزراعي.

وأشار إلى أن ثمانية مزارعين يعملون معه في المزرعة التي دمرت بصورة شبه كاملة، لافتاً إلى أنه لا يستطيع حتى الآن إحصاء خسائره التي تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات.

محررة عين جالوت “مستوطنة بدولح سابقاً” تبغ مساحتها 460 دونمًا تقع جنوب غربي خان يونس، كانت فجر الثلاثاء (1-7) عرضة لقصف عنيف شاركت فيه العديد من طائرات الاحتلال الصهيوني، حيث أحصى العمال إطلاق أكثر من 30 صاروخاً وقذيفة تجاه المنطقة استهدفت المخازن والدفيئات الزراعية فيها.

نجونا بأعجوبة
ويؤكد عطا الشاعر (56 عاماً)، أحد العاملين في المحررة، أنه كان نائماً في أحد المخازن عندما استيقظ على صوت الانفجار وتناثر الركام في كل مكان، موضحاً أنه لم يستطع أن يعد عدد القذائف الصاروخية الضخمة التي سقطت على المكان مستهدفة ثلاث نقاط فيه، تتمحور حول المخازن والدفيئات الزراعية.

وقال الشاعر لمراسلنا، إنه جرى نقله مع ثلاثة من العمال الآخرين إلى المستشفى بعد أن كانوا في حالة إغماء بعد ساعتين من القصف حيث تم انتشالهم من أسفل الأنقاض، حامداً الله أنهم نجوا بأعجوبة من القصف الهمجي الذي استهدف المكان.

دمار كبير
وخلال جولة على الأماكن المستهدفة، قال محمد الشاعر مدير عام الإدارة العامة للمحررات بخان يونس، لمراسلنا إن حجم الدمار الذي خلفه القصف الصهيوني كبير، مؤكداً أنه جرى حتى الآن توثيق تدمير كمل لـ  30 مخزنًا زراعيًّا بمساحات تتراوح بين 100-150 متراً، وتدمير كامل لـ 30 دفيئة زراعية، فضلاً عن تدمير 40 دفيئة بشكل جزئي، بينما تسبب القصف بتدمير وإتلاف قرابة 50 دونماً من الأراضي الزراعية المكشوفة وهي مزروعة بالحمضيات والبطاطا والشمام.

وتبقى مشاهد الدمار الواسعة في المحررة والتي غابت عن نظرة الكثير من وسائل الإعلام دليلاً على حجم همجية الاحتلال واستباحته الشجر والبشر في حرمه المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني.