عاجل

الأحد 01/سبتمبر/2024

رأيك في حماس وعباس.. تأشيرة المرور لاستلام الوظيفة بالضفة

رأيك في حماس وعباس.. تأشيرة المرور لاستلام الوظيفة بالضفة

شكا العديد من الخريجين الجامعيين والمتقدمين للوظائف الحكومة في الضفة الغربية وتحديدا المتقدمين لوظيفة معلم، من محاولة إقحام كثير من القائمين على المقابلات والممارسين لها للمتقدمين في مواضيع سياسية وأسئلة تثير علامات استفهام حول الهدف منها، وأثرها على تقييم المتقدمين وإجاباتهم.

ووجد الكثير من المتقدمين لوظائف التربية والتعليم مؤخرا أنفسهم أمام أسئلة سياسية بحتة، لدرجة أن البعض قد هيئ له أنه أمام لجنة تحقيق أمنية لا وظيفية.

مقابلة سياسية

يقول الشاب (ق ث) الحاصل على البكالوريوس في الجغرافيا لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنه توقع أن يكون سؤال المقابل له عن خلفيته السياسية وتأييده الحزبي من باب “النكتة” ليس إلا، قبل أن يلح عليه بالإجابة قائلا له: “هذا جزء من المقابلة، ويجب عليك الإجابة عنه”.

ويتابع الشاب التفاصيل: “ما إن دخلت قاعة المقابلة وعرّفت بنفسي حتى تفاجأت بتوجيه أحد المقابلين لي بسؤاله: هل لك انتماء حزبي، وما رأيك بحركة حماس؟، وأنا حاولت في البداية أن أتهرب من السؤال وإجابته بأني لا أحب الحديث بهذه المواضيع، فما كان منه إلا أن أصر على سماع إجابتي، قائلا لي: “هاي مقابلة مش لعب، وبدي جواب منك؟  لتنتهي الأسئلة والمقابلة بعدها”.

“ما رأيك بالانقلاب الذي حصل بغزة ؟”.. سؤال لطالما سمعه الكثير من المعتقلين السياسيين في سجون الأجهزة الأمنية ولدى محققيها، هو ذاته تكرر أيضا مع العديد ممن أجري معهم مقابلات لوظائف التربية والتعليم مؤخرا.

ويسرد أبو محمد كما كنّى نفسه ما جرى معه في مقابلة العمل قائلا: “في بداية المقابلة سألني الشخص الذي أمامي عن تخصصي، ومن ثم قال لي طيب يا شيخ “كوني ملتحي”.. شو رأيك بالانقلاب في غزة وممارسات حماس هناك؟، فقلت له أتوقع بأن هذا السؤال تسأله للسياسيين وليس لي، فأنا جئت إلى هنا لمقابلة وظيفية لا سياسية”.

وتابع: “عدت بالذاكرة إلى الوراء عندما ألح عليّ المحققون في أكثر من جلسة للخوض في تفاصيل ما جرى في غزة من حسم عسكري إبان 2007 ليُعاد المشهد هذه المرة بثوب مقابلات العمل”.

وتقول خلود عواد، من إحدى قرى شمال الضفة، أنها هي الأخرى تعرضت لأكثر من سؤال سياسي لا علاقة لها نهائيا بمقابلات العمل؛ حيث سألها المقابلون لها عدة أسئلة متتالية، ومنها: “اذكر لي خمسة قيادات في حركة فتح؟ لو حصلت انتخابات جديدة من تنتخبين؟ وهل أنت مع الشرعية؟ وكيف ترين شخصية الرئيس؟”.

حرمان من الوظائف

وعندما احتججت على السؤال، وأبديت انزعاجي لكوني توترت لدرجة واضحة، قال لي المقابل: “لماذا شخصيتك ضعيفة، ولماذا تخشين من الإجابة؟”.

أبو بلال، أحد العاملين في وزارة التربية والتعليم، ومن المقربين لأصحاب القرار في لجان المقابلات، قال معقبا: “أدرك تماما أن كثيرًا من الأسئلة في المقابلات تكون لقياس الشخصية، ولكن أن تكون الأسئلة سياسية بحتة وبهذا الشكل، فإن هذا يعني أن يضع المقابل نقاط قوة لمن يلتقي معهم بالرأي، ويسجل ملاحظات سلبية على من يعارضهم”.

وختم: “الظاهر أن توجس البعض من وصول الإسلاميين للوظائف لكونهم في الأغلب في الصدارة دفع بعض المقابلين المعروف عنهم انتماؤهم وتعصبهم لحركة فتح إلى توجيه مثل هذه الأسئلة، وبالتالي حرمان البعض منهم من علامات متقدمة في المقابلات مقابل إعطائها لمن يلتقي معهم بالفكر والانتماء، وكأنهم يريدون أن يجروا بحثا أمنيا عن بعض المتقدمين للوظائف الحكومية”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات