السبت 10/مايو/2025

إسرائيل تقتل 53 فلسطينيًا في استهداف 19 عائلة بغزة

إسرائيل تقتل 53 فلسطينيًا في استهداف 19 عائلة بغزة

أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بشدة، إقدام قوات الاحتلال “الإسرائيلية” على استهداف أسر بأكملها وإيقاعها بين قتلى وجرحى من خلال تدمير منازل على رؤوس قاطنيها، في عمليات عسكرية تتسم باللاإنسانية، وتخرق مبدأ التمييز والتناسب.

وقال المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف: إنه وثق 19 حالة قصف مباشرة استهدفت عائلات ممتدة، منها 13 حالة قصفت فيها منازل على رؤوس قاطنيها، وحالتان استهدفت خلالها تجمعات، إلى جانب حالتين استهدفت فيها سيارة، وحالتا قصف أرض ومزرعة.

وأسفرت هذه الغارات، عن استشهاد 53 فلسطينيا، بينهم 20 طفلًا، و14 امرأة. وبين الشهداء؛ رجل وزوجته وطفلته، وأمهات وأطفالهن، وأشقاء. فيما استشهدت 3 أمهات مع أربع أو ثلاث من أطفالهن، مع العلم أن هذه الحصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع نظرًا لوجود مفقودين من بعض هذه العائلات تحت الأنقاض، حيث تواجه طواقم الإنقاذ صعوبات في البحث عنهم.


ومن بين الجرائم التي وثقها الأورومتوسطي ما حدث فجر اليوم في قصف الاحتلال بناية سكنية في مخيم الشاطئ للاجئين شمالي غربي مدينة غزة، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بما لا يقل عن ستة صواريخ منزل المواطن “علاء محمد عبد العال أبو حطب”، ودمره بالكامل على رؤوس قاطنيه، بما في ذلك أسرة “أبو حطب”، وأسرة شقيقته التي لجأت إليه في زيارة بمناسبة عيد الفطر، وهروبًا من القصف العنيف شرق غزة حيث تسكن.

واستشهدت زوجة “أبو حطب”، وأربعة من أطفالها، إلى جانب شقيقته وثلاثة من أطفالها، فيما بقي طفل رابع تحت الأنقاض، ونجا من الموت طفل وحيد لا يزيد عمره عن 5 أشهر، وما يزال يرقد في المستشفى لتلقي العلاج.


ولاحقاً أقر الجيش الإسرائيلي بقتل العائلة بذريعة القتل الخطأ، زاعمًا أنسلاح الجو كان يستهدف شقة اعتقد أن فيها عددًا من كبار قادة حماس، ولكنتبين أن الموجودين فيها لا علاقة لهم بالحركة. وقال: “خلال ساعات الليلةالماضية استهدف الجيش الإسرائيلي عددًا من كبار القادة في حماس داخل شقةتستخدم كبنية إرهابية في منطقة مخيم الشاطئ شمال قطاع غزة”. وأضاف: “كمايبدو نتيجة الغارة قتل وأصيب عدد من الفلسطينيين غير المتورطين، وأن”تفاصيل الحادث قيد الفحص”.

ويعكس تصريح جيش الاحتلال – بحسب الأورومتوسطي- حجم استهتاره بأرواح المدنيين، ففي الوقت الذي يتحدث فيه عن إصابات بالخطأ، فإن الأمر يتعلق بـ”مجزرة” مروعة قتل فيها 9 أشخاص ولا يزال آخرون مفقودون تحت الأنقاض. كما أن هذه الحادثة ليست منفردة، بل باتت سياسة ممنهجة للجيش الإسرائيلي، تدلل عليها الحالات المتكررة التي وثقها الأورومتوسطي خلال الأيام الستة الماضية.

ففي عام 2014، وثق الأورومتوسطي (144) حالة لأسر فلسطينية قضى على الأقل فردان أو أكثر من كل منها خلال عملية “الجرف الصامد” التي شنتها قوات الاحتلال على غزة، وبلغ مجموع الضحايا من أفراد تلك الأسر أكثر من 750 فردًا وفق توثيق الأورومتوسطي في حينه.

وأشار المرصد إلى أن هذه الغارات جاءت ضمن مئات الغارات “الإسرائيلية” التياستباحت كل شيء في قطاع غزة، وألحقت دمارًا كليًا أو بالغا بـ 719 وحدةسكنية، فضلًا عن أضرار متفاوتة طالت ما لا يقل عن 4 آلاف منزل ومنشأة، وهو ما جعل أكثر من مليوني ساكن في قطاع غزة أسرى للخوف والهلع والحرمان من الأمن.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن “إسرائيل” تعيد استخدام منهجيتها في تعمد استهداف منازل المدنيين ومسح أحياء سكنية كما حدث في الهجمات العسكرية السابقة، دون أي اعتبار لقواعد القانون الدولي الإنساني، مستغلة بذلك عجز المنظومة الدولية عن محاسبتها عن انتهاكاتها السابقة، وتمتعها برصيد مفتوح من الإفلات من العقاب.

ودعا جميع الأطراف الفاعلة إلى التحرك على نحو حاسم لوقف الهجوم الإسرائيلي العنيف وغير المتناسب على قطاع غزة، وبذل الجهود كافة من أجل وضع حد للعمليات العسكرية التي تحصد في كل ساعة مزيدًا من أرواح المدنيين.

وطالب الأورومتوسطي المحكمة الجنائية الدولية بمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة، وضمّها إلى التحقيقات التي قررت أخيرًا إجراءها في الانتهاكات السابقة، والعمل على محاسبة القادة والجنود الإسرائيليين وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب.

أسماء الشهداء من العائلات

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات