السبت 10/مايو/2025

الخمسة بلدي

سوسن البرغوثي

ما يزال السيد دحلان يتعامل بأسلوبه الرخيص ومن مفهوم سوقي على قاعدة الرقص خمسة بلدي مع الواقع السياسي، وهي دون شك تصرفات وتعامل أقل ما يقال فيه أنه وضيع ورخيص وعلى مستوى مخجل من فهم الواقع والخطوط الحمراء، فكيف سيبدو الحال وهو مستشار للأمن القومي؟. يتحفنا في كل يوم بجملة من الأكاذيب والأضاليل واصفاً الحكومة أنها مرحلة تكتيم الأصوات وتكبيل الأقلام، بينما نجد أن تلفزيون “غصب 1″، ينشر عكس ما يدعيه تماماً، ومن المتعارف عليه أن التلفزيون الفلسطيني يتبع مباشرة للسلطة، فهل ما تبثه الصحف الفلسطينية الرسمية بعيداً عن نشر المهاترات عبر تصريحات “أهل الكلام” لا الأفعال، وغير ما يدور في أروقة الإعلام السلطوي؟.

يصرح المستشار” إن عهد حكومة فتح قد خلى من الاعتداء على الصحفيين“، في حين أن الحكومات السابقة رصدت اعتداءات على الصحفيين والإعلاميين، وتهديدات لهم كسابقة غير مشرفة لسلطة ثورية، ولا يسعني سوى الاقتباس من مقال للشهيد الدكتور الرنتيسي قبل استشهاده:

(ففي يوم الأحد 23/12/2001 تم الاعتداء بالضرب المبرح على مراسل “العربية” سيف الدين شاهين ثم تكرر الاعتداء عليه يوم الخميس 8/1/ 2004، وفي صباح الخميس 5/12/2002م أقدم ملثمون تمكن المواطنون الفلسطينيون من التعرف على هويتهم على حرق مكتب الجيل للصحافة في مدينة غزة، وفي مساء السبت 13/9/2003اقتحم عدد من الملثمين المسلحين ببنادق آلية وعصي وسيوف، مكتب قناة العربية الفضائية في مدينة رام الله، وتحت تهديد السلاح، وتوجيه سيل من الشتائم والإهانات، أرغم الملثمون ثلاثة من العاملين في المكتب على التجمع داخل إحدى الغرف، ثم باشروا في تحطيم الأجهزة والأثاث، وفي صبيحة الأحد 14/9/2003 اعترض عدد من المسلحين سيارة موزعي صحيفة الأيام في مدينة غزة، وقاموا بمصادرة قرابة 1400 عدد من الصحيفة، وفي يوم الاثنين 2/2/ 2004 اقتحم ثلاثة مسلحين ملثمين مقر تلفزيون القدس التربوي في مدينة البيرة واعتدوا على موظفيه وأطلقوا نيران أسلحتهم نيران أسلحتهم الرشاشة على أجهزة غرفة البث وحطموها، وفي يوم الخميس 5/2/ 2004 تم الاعتداء على مكاتب مجلة “الدار” في غزة، وفجر الجمعة 13/2/ 2004 تم إضرام النار في سيارة الصحفي منير أبو رزق، مدير مكاتب “الحياة الجديدة” في غزة، وفي مساء الخميس 19/2/2004 اقتحم مسلحون مكتب وكالة الأنباء التركية “إخلاص” في مدينة غزة، وطالبوا العاملين فيه بإغلاقه ومغادرة قطاع غزة، وآخرها اغتيال الصحافي خليل الزبن وذلك وذلك صبيحة الثلاثاء 2/3/2004.

وهنا لا بد أن نتساءل إن لم تكن عناصر من الأجهزة الأمنية هي التي تقف وراء تلك الاعتداءات فمن إذن؟ ولماذا لم تتخذ إجراءات قانونية ضد الفاعلين؟. )

الأجهزة الأمنية تعمل ضد الشعب والاعتداء على الصحافيين، وهذا الاقتباس من أشرف قادة المقاومة، يدحض التصريح ويجيب على إدعائه. فالسلطويين ليسوا معنيين لا بالأمن ولا بإرادة الشعب، بل في إثارة الشغب، وأول واجبات الرئاسة العمل على تأنيبهم وتهذيبهم، إذا كانت الرئاسة أصلاًُ معنية بالأمن الفلسطيني.

لم يكتف السيد دحلان ببث تلك المغالطات، بل وصف “الأقلام تعاهدت على الارتزاق لنصرة الظلم والظلام، مضيفاً أنه عندما نختلف مع الحكومة نجد الأقلام العربية التي لا نعرفها ولم تعرفنا، تقوم بتأجير نفسها طواعية لخدمة الظلام”.

من هم الظلام يا صاحب الشفافية العالية ومشرف على مرحلة الرخاء في الحكومات السابقة، والإمساك بزمام الأمور والكشف عن قتلة الأطفال الأبرياء؟.

إن تلك الأقلام العربية تدرك الحقيقة التي لم يدركها المرتزقون من حولك، يكتبون وينشرون ما يرون وما هو واضح وجلي.

وحتى لا تتهم تلك الأقلام بأنها منحازة للحق، وأن الظلام هم من يقدمون الشهداء وتدمر بيوتهم على رؤوسهم، ولم نشهد من سموك تعطفاً ولو لمرة بزيارة ضحايا بيت حانون، فهل هي أوامر جاءتك من سادتك من أوقعوا مجرزة بيت حانون؟.

ودعني أورد بعض الأسس التي انطلقت الأقلام العربية منها:

ـ صاحب أول عملية تنسيق أمني مع الاحتلال في يناير/كانون الثاني 1994 تسربت تفاصيل عن اتفاق بين دحلان و مسؤولين من جيش الاحتلال والشين بيت عرف بـ “خطة روما”

ـ أول متهم في عملية استغلال النفوذ ونهب للمال العام فضيحة ما عرف ب “معبر كارني” عام 1997 عندما تم الكشف أن 40% من الضرائب المحصلة من الاحتلال عن رسوم المعبر والمقدرة بمليون شيكل شهريا تذهب لحساب دحلان الشخصي.

ـ أول من شكل فرقة فلسطينية مسلحة أخذت القانون بيدها وقتلت الأبرياء كان محمد دحلان وزير الأمن الداخلي السابق ومدير جهاز الأمن الوقائي الأسبق في قطاع غزة، فقد شكل سنة 2001 هذه الوحدة عندما كان قائداً لهذا الجهاز الذي اختار عناصره من أبناء حركة فتح في داخل الأراضي الفلسطينية، وأشرف على تدريبها وتسليحها من خلال عناصر مقربة منه ونفذت عشرات عمليات الاغتيال .

ـ أول عملية قصف لمقر أمني بقذائف في محاولة اغتيال موسى عرفات في تشرين الأول / أكتوبر 2004 وذلك بقصف مكتبه بقذيفة أر بي جي من قبل عناصر فرقة الموت التابعة لدحلان.
ـ أول عملية قذف وتشهير بالراحل ياسر عرفات من مسؤول في فتح كان من دحلان عبر تصريحات لصحف أردنية عندما قال: إن عرفات يجلس على جماجم أبناء الشعب الفلسطيني بالمقاطعة ويرفض الإصلاح 2004.

ـ أول عملية اختطاف لمسؤول فلسطيني  في تموز 2004 م كان خطف قائد الشرطة الفلسطينية السابق اللواء غازي الجبالي أثناء مروره على الطريق الساحلي في مدينة غزة، مطالبين بإقالته، وقد تم إطلاق سراحه بعد تدخل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وتمت إقالته بالفعل.

ـ أول عملية خطف أجانب كان تموز 2004: خطف أربعة فرنسيين من موظفي الإغاثة الدولية حيث تم احتجازهم في مبنى تابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة خان يونس في حملة قادها دحلان ضد الرئيس عرفات.

ـ أول عملية اغتيال لصحفي بسبب انتقاده لسياسة وممارسات دحلان في غزة، حين أقدم مجهولون بإطلاق أعيرة نارية على المواطن الصحفي/ خليل محمد الزبن، مستشار الرئيس عرفات لشؤون المنظمات غير الحكومية والإعلام، رئيس تحرير مجلة النشرة، ورئيس الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان بغزة. والذي قتل أثناء خروجه من مكتبه بحي الصبرة بمدينة غزة منتصف ليلة الثلاثاء الموافق 2/3/2005.

ـ أول عملية اعتداء على مراسل صحفي، ففي 8 يناير/كانون الثاني 2005، تعرض سيف الدين شاهين، مراسل قناة “العربية” التليفزيونية في قطاع غزة، للاعتداء والضرب على أيدي خمسة مسلحين حذروه لعدم تغطيته فعاليات ومسيرات المقربين من دحلان.

ـ أول عملية اقتحام لمقر أمني واعتداء على مسؤول جهاز أمني في فبراير/شباط، عندما اقتحم مسلحون تابعون لفرقة الموت التابعة لدحلان مكتب غازي الجبالي، قائد الشرطة في قطاع غزة، وفتحوا النار وقتلوا ضابطاً وأصابوا 11 آخرين، تُوفي أحدهم في وقت لاحق.2005.

ـ أول عملية اغتيال لعضو مجلس ثوري في فتح في عهد السلطة هو اغتيال اللواء موسى عرفات مستشار الرئيس عباس بغزة 2005

ـ أول عملية اعتداء على مؤسسة وطنية كان في إطلاق النار على مبنى المجلس التشريعي بغزة وإحراق سيارات عمومية تابعة للمجلس بعد يوم على إعلان نتائج الانتخابات في مسيرة يقودها دحلان.

أما أن يضع جل اهتمامه بالقضاء على القتل والتهديد، فهذا يدعم حقيقة قاتل الوحدة والأمن الوطني!.

وأما عن  قتل البراءة، فيقول: إنها مذبحة خطط لها وبعناية، وشارك فيها أكثر من قاتل، وأخذت موافقة من مسؤول، وبدوري أسأل المسؤول عن الأجهزة الأمنية بغزة، كيف يفوتكم التدبير والتخطيط لمثل تلك المذبحة، وتأكدت من وجود أكثر من شريك، وإلى الآن لم تستطع الإمساك بالقتلة!؟.

ثم لا أعرف أي مخابرات تلك والأب يشغل منصب رئيس بها، ألم يستطع مرافقوه ملاحقة القتلة والكشف عن غاياتهم وأهدافهم من قتل أطفاله، الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع الدائر بين الشر والخير؟.

إن خير ما أختم به، هو أن حماس لم تلطخ يدها يوماً بدماء الفلسطينيين، ولنعد للبحث، ونفتح مجدداً ملف قتلة الرئيس عرفات والشيخ أحمد يس وأبو علي مصطفى، وتسليم مروان البرغوثي باليد لـ “اسرائيل”، وليعرف الجميع من هو المضلل الذي يتعامل مع العدو، ومن يقدم برنامج المستقبل الأمريكي الواعد لشعب قُتل وهجّر، لتحل مكانه عصابات لا تنتمي بأي حال لفلسطين العربية تاريخياً وجغرافياً، لتصبح سكين يطعن بها الوطن العربي من محيطه إلى خليجه. وليته يدرك أن حماس تقوم على أساس عقائدي، ومخافة الله أهم لديها من كل الكراسي الخشبية والمناصب، وليس لهم سابقة بقتل أهليهم.

أما الحصار الذي استخدمته جوقة أوسلو ذريعة لإسقاط الحكومة، فالسيد دحلان يرجئ الحديث عنها فهي ليست من أولوياوته، لأن حماس استطاعت التغلب على الأزمة المالية.

ثم يعود ليكشف صراحة أن الخطة مستمرة، ولكن اتضحت الآن الفصول المرتبة زمنياً، فمن التلويح إلى الاستفتاء على وثيقة الأسرى، إلى الحصار والإضراب والإعلان عن غياب أفق الحوار الوطني، ثم أخيراً وليس آخراً، قتل الأبرياء، ومن يدري غداً ماذا ستبتدع السلطة ومزاميرها، مسامير جديدة تُدق بنعش الحكومة، خاصة وأن حماس قد تغلبت على ما سبق بالعمل الجاد من أجل رص الصف الوطني ليواجه العدو متماسكاً، ولكن يأبى أصحاب الرواتب المستقدمة من “إسرائيل” إلا أن يضعوا العراقيل الممكنة وغير الممكنة، والتآمر لمعاقبة الشعب ومقاومته.. لماذا؟ نقول باختصار لأنهم المستفيد الوحيد من الفوضى واللاأمن ومن الاحتلال.

هل هي بداية مرحلة الاغتيالات، وهل قتل الأطفال الأبرياء هي شرارة البداية؟.

نتابع بعد ذلك جريمة اغتيال القاضي بسام الفرا رحمهم الله جميعاً، وأخيراً بما محاولة اغتيال الشيخ اسماعيل هنيّة وهو يمثّل رأس حكومة انتخبت ديموقراطياً، وهل هو استمرار لنهج تصعيد الفتنة؟.

لم يعد يسمح المقام بإخفاء الأسما

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات