الجمعة 27/سبتمبر/2024

افيتار.. مستوطنة اقتلعت بعد 15 يوماً من عمرها!

افيتار.. مستوطنة اقتلعت بعد 15 يوماً من عمرها!

لم ينتظر أهالي مدينة “جبل النار” كثيراً على إنشاء الاحتلال الصهيوني بؤرة “افيتار” الاستيطانية، فبمنهج المقاومة الذي ينتهجونه، اشتبكوا من “مسافة صفر” مع المستوطنين وجنود الاحتلال، حتى أزالوا البؤرة بعد إقامتها بـ 15 يوماً، على أراضي بلدة بيتا.

وخيمت مشاعر نشوة الانتصار على أجواء بلدة بيتا، جنوبي نابلس، بعد انتفاض أهالي البلدة في وجه المستوطنين، وتضافر الجهود الشعبية لإزالة البؤرة من على قمة جبل صبيح الاستراتيجي، بتضافر جهود المواطنين في البلدة، والتي تشتهر بزراعة أشجار الزيتون والتين واللوزيات.

وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، بإزالة البؤرة الاستيطانية المسماة “أفيتار” على أراضي قرى جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، والبالغ عدد سكانها  16 ألف نسمة، وتمتد مساحتها على 24 ألف دونم.


null

الحكاية الكاملة
وقال فؤاد معالي رئيس بلدية بيتا، إن البؤرة أقيمت قبل أسبوعين على قمة جبل صبيح الذي يربط بلدات قبلان ويتما وبيتا واودلا واوصرين، من خلال وضع  ثلاثة كرافانات في بدايتها، ثم زاد عددها لاحقا إلى تسعة كرفانات، على نقطة مرتفعة استخدمها الجيش سابقا كمهبط للطائرات.

وأضاف معالي في حديث مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: “جهود فعاليات البلدة ومؤسساتها ومشاركة الأهالي إلى جانب وقوف القوى والفصائل الفلسطينية في البلدة، ساهم في إفشال إقامة تلك البؤرة وتثبيتها، وتمكن من إزالتها كلياً”.

وأكد رئيس البلدية أن ملكية الجبل والمنطقة التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية، تعود ملكيتها كاملةً لأهالي البلدة والقرى المجاورة، وهناك أوراق ثبوتية بذلك.

وحسب محمود الصيفي مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس، فقد أقام الاحتلال في العام 1985 نقطة عسكرية على قمة جبل صبيح بعد إقامة شارع “ألون” وربطه بما يسمى “عابر السامر”، لمراقبة حركة مرور سيارات المستوطنين وقوات الاحتلال عليه، منبهاً أنه سبق وأن أقيمت كرفانات عليه مرتين في أعوام 2012 و 2012 لفترات قصيرة.


null

مواجهة المستوطنين
ويفخر رئيس بلدية بيتا بالجهد الشعبي والجماهيري، والتزامهم ببرنامج الحملة، مشيراً إلى أن صلاة الجمعة أقيمت بالمكان، وتفاعل الأهالي مع الحدث، وشاركوا على بعد متر واحد في مواجهة الجنود والمستوطنين، مما اضطر سلطات الاحتلال إلى إزالتها.

 وتؤكد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن إزالة الاحتلال للبؤرة تثبت نجاعة أدوات المقاومة الشعبية والالتفاف الجماهيري حول حقوق الشعب التي لا تسقط بالتقادم.

وقالت الهيئة: “إن الوقوف إلى جانب أهالي بيتا لتعمير أراضيهم يشكل جزءاً مهماً من خطة الهيئة مع بلدية بيتا ولجان المقاومة الشعبية، لمواجهة أي محاولة إسرائيلية لمصادرة أي أرض في المنطقة، تتمثل بزراعة الأشجار، وفتح المزيد من الطرق الزراعية، وإيصال خدمات الكهرباء والمياه للمناطق المهددة كافة”.

ويؤكد باسم داود عضو المجلس البلدي في بيتا في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن آليات البلدية باشرت في شق طرق زراعية وتأهيلها، لإيصال البلدة بجبل صبيح، والبدء بعملية تشجير للمنطقة، إلى جانب تطوير المنطقة الصناعية القريبة من التلة المهددة لتثبيت المواطنين، بأرضهم ومنع المستوطنين من العودة إليها مجددا.

وأشاد داود بالضغط الشعبي والجماهيري الذي ساهم في تحقيق الانتصار بإزالة البؤرة الاستيطانية، داعياً إلى البناء على هذا الانتصار؛ لوقف الانتهاكات التي تتعرض لها البلدة منذ أكثر من عام.


null

معاناة مستمرة
وتعاني بلدة بيتا حسب رئيس البلدية؛ من إغلاق مداخلها بالسواتر الترابية والصخور،  كعقاب على قيام شبان البلدة أسبوعيا بالتظاهر على مدخل البلدة قبالة شارع نابلس رام الله المار بمحاذاتها.

ويقول محمود أبو حمدان، وهو ناشط شبابي من سكان البلدة، إن مواجهات الجمعة الفائتة كانت الأعنف في تاريخ البلدة منذ عشر سنوات أصيب خلالها، ثلاثة شبان بعيارات نارية ومعدنية، وعشرات الإصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.

وحسب  رئيس البلدية فؤاد معالي؛ فإنه لا يوجد أي مستوطنة على أراضي البلدة، لكن هناك منع احتلالي للبناء بمحاذاة شارع نابلس –رام الله بعرض 700 متر، وملاحقة للمواطنين الذين شيدوا منازل ومنشآت منذ أكثر من 20 عاماً.


null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات