مقتل البدري .. والتوظيف السياسي الرخيص

48 ساعة كانت كفيلة لفرسان المباحث والشرطة لكشف جريمة قتل المواطنة ثريا البدري التي هزتنا جميعا، تلك الجريمة البشعة التي حاول البعض منذ البداية أن يغلفها بألوان انتقامية تارة، وادعاء الفوضى وعدم الأمان تارة أخرى، أو صراع داخلي تارة ثالثة.
عملية التوظيف السياسي والحزبي الرخيص لدماء الناس وآهاتهم وآلامهم قمة الإسفاف والانتهازية التي صدرت من قبل مسؤولين سياسيين حاول بعضهم تصوير قطاع غزة مرتعا للجريمة لتمرير حقده الحزبي وأمنياته الفاسدة.
لم يحترم هؤلاء دماء المغدورة ولا سمعة العائلة ولا كرامة أبنائها ولا جرح غزة النازف، بل دفعتهم نفوسهم المريضة إلى الشطط والاتهامات الجزافية، متناسين قبل أكثر من 15 عاما وبوجود عشرات آلاف رجال الأمن، كيف فقدت خانيونس نحو 24 ضحية من أبنائها في مشكلة بين عائلتين؟، وكيف تسلل شاب محكوم عليه بالإعدام من السجن وقتل مواطنا قرب موقف جباليا وسط غزة؟ وكيف انتشرت المربعات الأمنية للأفراد والعائلات التي كانت تدير عمليات القتل والسرقة والنهب وتثير الرعب بين الناس.
كما حاول أحد كبرائهم تصوير غزة موطنا لتنظيم داعش ليكسب رضا سيده الـ .. ، أراد بعضهم تصريحا وتلميحا تصوير غزة مشهدا للدماء والقتل والسرقة والخوف وعدم الأمن، في مسلسل متكامل مع نشر الإشاعات مع كل معاملة شرطية مع سائق أو ملاحقة أمنية لمتخابر مع الاحتلال، أو شاب حاول الانتحار لخلاف مع أسرته أو لفشله، أو مريض توفي في المشفى، أو رجل طلق زوجته؛ حيث تنبري الأصوات النشاز للعزف على وتر آلام الغزيين لتجد مكانها لاحقا للنشر في المواقع الصفراء.
مرة أخرى تفضحهم غزة التي لا أعرف لماذا يكرهونها؟ تفضحهم وغيرهم، وتحرق خبثهم مهما كفروا حقها وفضلها وبركتها؟ هم منبوذون من كل المجتمع ولا ذنب لعائلاتهم الخيرة التي انتسبوا إليها اسما فقط دون انتماء أو رجولة أو شرف.
نعم كشفت الجريمة وبدأت تتضح الصورة لكنها تحتاج إلى استكمال من خلال إجراءات قضائية سليمة وسريعة تلتزم بالقانون، وتضرب بيد من حديد على المجرمين وينفذ شرع الله في كل قاتل ثبتت جريمته.
تصوروا .. كيف أن رجالا لا يتلقون رواتبهم، ويُحاربون في قوت أطفالهم، يعملون ليل نهار لملاحقة المجرمين، ويتمكنون بفضل الله من القبض عليهم، ولم يتلق هؤلاء الرجال من أولئك الانتهازيين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا كلمة شكر واحدة ولا حتى اعتذار، فلا نامت أعين الجبناء.
الرحمة والمغفرة للفقيدة المغدورة، والصبر والسلون لعائلتها وابنها د. بسام، والاحترام والتقدير لجهاز المباحث بالشرطة، والجحيم للقتلة، واللعنة للانتهازيين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...