الزهار: مشروع حماس هو التقوّي بكل أدوات المقاومة المتطورة

أكد عضو القيادة السياسية لحركة  المقاومة الإسلامية “حماس” الدكتور محمود الزهار أن “حماس” هي ظاهرة المقاومة النبيلة المتمثلة في رفض الاحتلال ومقاومته، معتبرًا أن مشروع الحركة هو التقوّي بكل أدوات المقاومة المتوفرة والمتطورة .

جاء ذلك خلال لقاء في الجامعة الإسلامية، عُقد الثلاثاء (13-12) بمناسبة ذكرى الانتفاضة وانطلاقة حركة “حماس”، نظّمته مؤسسة الثريا للاتصال والإعلام .

وأوضح الزهار أن هذا الخطاب يهدف إلى تعريف الشعب بالتطور والتقدم الذي حققته حماس على أرض فلسطين منذ بدايتها وحتى اليوم .

وقال: “حماس قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى كانت فكرة الإخوان المسلمين وكان يتم الترويج لها والتعريف بها من خلال المساجد والخطب لتعزيز هذه الفكرة”، مضيفًا: “كان الشعب الفلسطيني منقسمًا؛ جزء تحت الحكم المصري والذي اهتم بالتعليم بالدرجة الأولى، والقسم الآخر الضفة والتي كانت تابعة للحكم الأردني، بينما أراضي الـ48 فكان السكان يحيون حياة مواطن من الدرجة العاشرة”.

ولفت إلى أن اندلاع الانتفاضة والتي كان سببها حادثة المقطورة التي أدت إلى استشهاد عدد كبير وإصابة آخرين بمثابة الفرصة لحركة الإخوان المسلمين لكي تنطلق، مستخدمة الجنازة لتصبح حركة تمرد في جباليا .

وأشار إلى أن حركة الإخوان المسلمين بعد تلك الانتفاضة تطورت إلى أن وصلت إلى حركة حماس، والتي بدأت انتفاضتها الأولى بعدد لا يزيد عن ألف مواطن وأصبحت الآن تمتلك جيشًا .

وأوضح الزهار أن نجاح الحركة يقاس بعدد من يتحمل أعباءها، وأن تأثيرها اختلف عما كانت عليه قديمًا، وقال: “كنا قديمًا نبحث عن أي وسيلة تنشر اسم حماس سواء إذاعة أو غيرها ولكن الآن حماس أصبحت على لسان كل المحطات والإذاعات”.

وأشار إلى أن حماس عبر 24 عامًا تحولت إلى بؤرة كبيرة جدًّا، وقال: “ما قامت به حماس في فلسطين المحتلة نبراس لهؤلاء الناس”، مضيفًا: “هي ظاهرة تتقدم مقارنة مع الفصائل الأخرى بعدد مؤيديها وقدرتها على الفعل”.

وشدد على أن المقاومة فكرة نبيلة ترفض الاحتلال وتتسلح بكل أساليب المقاومة التي بدأت بالحجر ثم السكين ثم العمليات الاستشهادية إلى أن وصلت لما هي عليه الآن .

واعتبر أن حماس عندما تتخلى عن فكرة المقاومة لا تعود حماس لأنها بدأت على أساس مقاومة الاحتلال، وقال: “تطور حماس وقوتها يقاس بمقدار التزام قادة الفكرة بتنفيذ ما وعدوا به حتى لا تفقد مصداقيتها”.

وذكر الزهار أن حماس عندما حكمت غزة حوصرت بشتى الطرق ولم يكن لها أي منفذ، مشددًا على أنها استطاعت التصدي لكل ذلك وإثبات جدارتها، وقال: “غزة لا منفذ لها فإذا ما حوصرت تحاصر كليًّا ولكن استطعنا أن نصمد في هذه البقعة وهو ما كان بمثابة إبداع وإنجاز للحركة، ولم يكن بيننا من يمل بل هو الصبر حتى تم كسر الحصار بكامله“.

وأكد الزهار أن حماس كانت تعي جيدًا أنها مقبلة على هذه المرحلة وأنها لن تبقى الحركة الصغيرة المقاومة بالحجر بل ستكبر وتمتد إلى تحرير فلسطين والعالم بأسره .

وبين الزهار في خطابه أن المشهد الفلسطيني له عاملان أحدهما تأييد المقاومة والآخر رفض العدو، وقال: “المنطقة المحاصرة اكتسبت أبعادًا مختلفة أقوى في ظل الحصار، وليس أمامنا الآن إلا دخول المسجد في ظل مرحلة إساءة وجه العدو الصهيوني“.

وأضاف: “عندما ندخل المسجد الأقصى سندخل القدس وبالتالي سنكون دخلنا فلسطين كلها؛ فقوة الدولة في عاصمتها وما إن ندخلها سنحرر فلسطيننا، فنحن نسير بالطريق السليم وأبناء شعبنا هم وقود المقاومة”.

وأكد الزهار أن ما يحدث في البلدان العربية في ظل الربيع المزهر كما سماه، ونتائج الانتخابات التي تبشر بفوز الحركات الإسلامية كله يصب في صالح القضية الفلسطينية وليس للعدو الصهيوني.

وتابع: “فكرتنا تقول كلما استجابت الصنعة لصانعها والخلقة لخالقها تؤدي دورها على أكمل وجه فهذه الصنعة المكرمة لإنسان مكرم يجب أن يحكم بالعدل، وكل الفوضويات الموجودة الآن لا تستطيع تحقيق العدل الذي يحققه الإسلام”.