مسيرة العودة تدخل الشهر الرابع.. إرادة تمضي ونار تستعر
على مرآى العالم بأسره، وأمام عدسات الفضائيات، يواصل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حراكه الأوسع في مسيرة العودة الكبرى، للمطالبة بحق العودة وكسر الحصار، ومعها يواصل المحتل الإسرائيلي جرائمه باستهداف الحراك السلمي.
اليوم الأول من يوليو، تدخل مسيرة العودة الكبرى، شهرها الرابع، وما ضعفت العزائم، وما انفضت الجموع، وما لانت المواقف؛ وما يزال الدم يثغب وصولا إلى الحرية وكسر الحصار.
أدوات مقارعة وصولا للبالونات الحارقة
ومع استمرار الحراك، يواصل الشبّان الفلسطينيون ابتكار وسائل النضال، ويبدعون في مقارعة المحتل، بالوسائل البسيطة، بدءا من الحجر والكوشوك، والمقلاع، وصولا إلى الطائرة الورقية، والبالون الحارق.
بـ”البالونات الحارقة” أرهقوا “إسرائيل” وقضوا مضاجعها، وتسببوا لها بصداع مزمن؛ حيث يتداعى كبار الساسة الإسرائيليون والخبراء لمواجهة ذلك الكابوس.
والبالونات الحارقة إحدى أدوات المقاومة السلمية التي يستخدمها الشبان لإيصال صوت غزة المحاصرة إلى العالم، وتقوم الفكرة على ملء البالونات بغاز الهيدروجين أو الهيليوم عبر استخلاصه يدويا بخلط مجموعة من المواد التي يخلق تفاعلها الغاز الذي يؤمّن طيران البالونات إلى مسافات تتجاوز عشرات الكيلو مترات، ويكون مذيلا بشعلة حارقة.
ومع مرور كل يوم من مسيرة العودة، يواصل الشبان الثائرون حرق قلوب الإسرائيليين بالبالونات الحارقة، حيث تفيد التقارير الإسرائيلية أن البالونات الحارقة تسببت بحرق آلاف الدونمات الزراعية، ومع هذه الإرادة تفشل تكنولوجيا الاحتلال في مواجهة رعب البالونات.
وحدة البالونات الحارقة “أبناء الزواري” أعلنت في بيان لها أن بالوناتها الحارقة وصلت مسافة 45 كيلو متر داخل الأراضي المحتلة، لتعلن أنها ستواصل دب الرعب في قلوب الصهاينة.
عبارات النصر والدم
وتتواصل مسيرة العودة الكبرى، ومعها يواصل الشعب الفلسطيني تسجيل عبارات النصر في سجلات التاريخ، ومعها يقول للعالم كله، إن حقه بعودته واضح كالشمس، ناهيك عن حقه بكسر الحصار والعيش بكرامة وحرية.
المسعفة رزان النجار، المقعد فادي أبو صلاح، الصحفي ياسر مرتجى، الصحفي أحمد أبو حسين، المزارع عمر سمور، الفتى عزام عويضة، الطفل ياسر أبو النجا، الفتاة وصال الشيخ خليل، الرضيعة ليلى الغندور، المسن ناصر غراب، هؤلاء وغيرهم أيقونات رسمت بالدم معالم الحراك السلمي، رغم إرهاب المحتل وصلفه.
جرائم
الجمعة المنصرمة “من غزة إلى الضفة.. وحدة دم ومصير مشترك”، كانت غزة تردُّ عمليا على مزاعم الانفصال، وتروي بالدم وحدة الأرض والشعب.
وشهدت هذه الجمعة -كالعادة- جرائم إسرائيلية إرهابية، حيث قتل جيش الاحتلال شابا وطفلا فلسطينيين، حيث كانت مشاهد الطفل ياسر أبو النجا مروعة للغاية، حيث استهدفه قناص إسرائيلي برصاصة في رأسه، أخرجت دماغه.
مشاهد القتل، والإرهاب الإسرائيلي ضد المشاركين بمسيرة العودة الكبرى، رغم سلميتها، لم تتوقف منذ انطلاقها في 30 مارس الماضي، فـ”إسرائيل” قتلت الطفل، المسن، المرأة، المسعف، الصحفي، الشاب، هي بالأحرى قتلت “دعاة الحياة والحرية”.
تقارير حقوقية وإعلامية متواترة، أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز الخطوط الحمر، واستهدف المتظاهرين بالقوة الغاشمة، وبالرصاص الحي، والقنابل الغازية، ما أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف، في حين ركز القتلة الإسرائيليون على إصابة الشبان في أقدامهم في محاولة للتسبب بحالات بتر وإعاقات.
إحصائية الصحة
وأظهرت إحصائية رسمية لوزارة الصحة استشهاد 134 مواطنا وإصابة 15200 آخرين، في اعتداء قوات الاحتلال “الإسرائيلي” على المشاركين السلميين في مسيرة العودة الكبرى منذ 30 مارس/آذار الماضي.
وقالت وزارة الصحة في بيانٍ لها: إن إجمالي الشهداء بلغ 134 منهم، 16 طفلا وسيدة، وصحفيان، ومسعفان، و3 من ذوي الإعاقة.
ولم تشمل إحصائية الوزارة 8 شهداء آخرين، احتجزت قوات الاحتلال جثامينهم بعدما قتلتهم على مقربة من السياج الفاصل شرق قطاع غزة، ما يعني أن حصيلة الشهداء خلال هذه المدة هو 142 شهيدًا.
وأشارت الإحصائية إلى وقوع 15200 إصابة بجراح مختلفة، واختناق بالغاز، منهم 370 إصابة خطيرة، منبهة إلى أن بين المصابين 2536 طفلا، و1160 سيدة.
وأكدت وجود استهداف مباشر للطواقم الطبية أدى إلى شهيدين منهم (مسعف ومسعفة) و231 إصابة بين المسعفين بالرصاص الحي واختناق بالغاز، إلى جانب تضرر 40 سيارة إسعاف بشكل جزئي.
كما أشارت إلى استهداف الاحتلال المباشر للطواقم الصحفية؛ ما أدى إلى استشهاد 2 منهم وإصابة 175 بالرصاص الحي والاختناق.
ويوم الاثنين 14 مايو المنصرم، كان يوما دمويًّا، حيث ارتكبت “إسرائيل” مجزرة بشعة بحق المتظاهرين الذين شاركوا في “مليونية العودة وكسر الحصار”، وأسفرت عن ارتقاء نحو 70 شهيدا وإصابة قرابة 4 آلاف آخرين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
القسام يفجر دبابة ويشتبك مع جنود الاحتلال شرق رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام تصدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لقوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة شرق رفح، واستهدفت دبابة واشتبكت مع...
حماس: اقتحام معبر رفح يؤكد نية الاحتلال تعطيل جهود وقف إطلاق النار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح الحدودي مع مصر فجر اليوم، تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون...
الفصائل : احتلال وإغلاق معبر رفح يُهدد مسار المفاوضات
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إن احتلال وإغلاق معبر رفح البري وكرم أبو سالم التجاري وتنفيذ عمليات عسكرية برية...
الداخلية: معبر رفح منشأة مدنية وإغلاقه تكريس للعقاب الجماعي
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت وزارة الداخلية والأمن الوطني اقتحام دبابات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح البري جنوب قطاع غزة فجر اليوم؛ والسيطرة...
الإعلام الحكومي: إيقاف إدخال المساعدات وإغلاق المعابر يفاقم الوضع الإنساني
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن الاحتلال "الإسرائيلي" يتعمّد تأزيم الوضع الإنساني بإيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري...
6 مجازر و54 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل جراءها للمستشفيات 54 شهيدا و96...
الاحتلال يواصل حملات الدهم والاعتقال في أنحاء الضفة الغربية
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، حملات الدهم والاعتقال في أرجاء متفرقة...