أهل غزة يترقَّبون فتح معبر رفح

يعتبر معبر رفح بوابة القطاع إلى العالم الخارجي وشريان الحياة سكانه، خاصة من هم بحاجةٍ ماسَّةٍ إليه؛ فالمأكل والمشرب، والملبس والضائقة المالية والاقتصادية التي يعانيها الشعب الفلسطيني لا تعني شيئًا بالنسبة لذوي فئات المرضى الذين توفوا أمام بوابته، إضافة إلى الطلبة وأصحاب الإقامات والتأشيرات والجوازات الأجنبية؛ فتجد الفلسطيني على أحر من الجمر لاستماع الأخبار المتعلقة بالمعبر وفتحه وإغلاقه.

ورصد تقريرٌ للمكتب الإعلامي الحكومي، وصلت “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه اليوم الخميس (18-2)؛ جوانب من معاناة المواطنين الفلسطينيين بسبب إغلاق معبر رفح، وخاصة معاناة المرضى والطلبة.

الحاجة زينب عطية (65 عامًا) التي تحمل الجنسية المصرية، أبدت استياءها من إغلاق المعبر؛ ما يشكل عائقًا كبيرًا أمام المواطنين، سواء الذين يأتون لزيارة غزة أو الخارجون منها، وأضافت: “جئت إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بعد معاناةٍ كبيرةٍ على الجانب المصري بغرض رؤية أبنائي وأحفادي في غزة؛ فلم أرهم منذ خمس سنوات، والحمد لله وصلت إليهم بعد معاناة، وها أنا أريد أن أغادر غزة إلى موطني مصر لأبنائي هناك”.

وبدت علامات التعب ظاهرة على مُحيَّا الحاجة زينب أثناء ذهابها للتسجيل للسفر، وتابعت: “الحمد لله.. الأمور تسير بسهولةٍ ويسرٍ، وقمت بالتسجيل في وقتٍ قصيرٍ؛ لكوني أجنبية، وأتمنَّى من الله أن أعود إلى موطني مرة أخرى، وعلى الرغم من معاناتي التي رأيتها أثناء ذهابي إلا أني أتمنَّى أن أكرر الزيارة مرة أخرى، كما أتمنَّى أن يسمح لابنتي المقيمة في مصر بزيارة إخوتها في غزة”.

مصارعة المرض

أما الشاب محمود قنديل (21 عامًا) والذي بحاجةٍ إلى لعلاج بالخارج لمداواة جراحه، فيقول: “أصبت في معركة “الفرقان” وفقدت إحدى عينيَّ، وأصبت بيدي وعنقي حتى إني كنت في غرفة العناية المركزة وخرجت، وفيما بعد أجرى وفد طبي أوروبي عملية لي في يدي، أما عن عيني فتم تفريغها في “مستشفى العيون” بغزة، وطلب الطبيب مني الإسراع إلى الخارج لوضع عينٍ واستكمال علاج يدي المصابة؛ لامتناع الأطباء هنا؛ لكونهم لا يستطيعون بسبب قلة الإمكانيات”.

وتمنَّى قنديل انتهاء مأساته، خاصة أنه شابٌّ في مقتبل العمر، والإصابة تشعره بالعجز نوعًا ما، إلى جانب معاناة المئات من المرضى.

قضية المعابر.. أزمة مستمرة

من جهته أكد الدكتور غازي حمد رئيس “هيئة المعابر والحدود” أن قضية المعابر لا تزال تشكِّل أزمة كبيرة جدًّا بسبب الإغلاق المتكرر لمعبر رفح والمعابر الأخرى؛ الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين، خاصة المرضى وحمَلة الإقامات والجوازات الأجنبية والطلبة.

جاء ذلك خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ نظمته وزارة الإعلام – المكتب الإعلامي الحكومي الثلاثاء الماضي بحضور عددٍ من وسائل الإعلام؛ وذلك في مقر الوزارة بغزة.

وقال: “حاولنا الاتصال بـ”الأمم المتحدة” و”الصليب الأحمر” والجهات المصرية و”منظمة الصحة العالمية” و”السلطة الفلسطينية” في رام الله من أجل وضع صيغة مقبولة حول معبر رفح”.

وأكد حمد أن ضغوطًا مستمرةٌ لفتح المعبر بشكلٍ طبيعيٍّ، وإبعاده عن التجاذبات السياسية، مشيرًا إلى أن الاتصالات مستمرة مع الجهات المعنية لفتح المعبر على مدار 24 ساعة.

وأوضح حمد أن عدد الوفيات ازداد، وأن هناك مواطنين فقدوا أعمالهم، وطلبة فقدوا دراساتهم بسبب هذا الإغلاق، مضيفًا أن “من 70 إلى 100 حالة مرضية تخرج من بيت حانون يوميًّا”.

وأشار إلى أنه يأمل أن يزداد عدد مرات فتح المعبر عما هو عليه الآن؛ حيث تم فتح المعبر خلال الفترة الأخيرة قرابة 43 يومًا فقط؛ الأمر الذي يؤكد وجود الأزمة.