السبت 27/يوليو/2024

الدعم الأوروبي لمبادرة فرنسا.. قبول دولي وتجاهل صهيوني

الدعم الأوروبي لمبادرة فرنسا.. قبول دولي وتجاهل صهيوني

العزف من نوتة المبادرات السياسية لتحريك عملية التسوية، لا يحظى باهتمام القيادة الصهيونية، وذلك لأن الجوقة السياسية بكاملها في الكيان الصهيوني، تراوح بين اليمين واليمين المتطرف الذي وأد “حل الدولتين” ويسابق الزمن في مخطط تهويد القدس والضفة.

وكانت فرنسا طرحت العام الماضي مبادرة لاستئناف عملية التسوية ركزت على وضع جدول زمني للانسحاب من الأرض المحتلة سنة 1967 وتحديد سنتين كحد أقصى للحل النهائي ورعاية المفاوضات من قبل أوروبا ومجلس الأمن ودول عربية.

وحظيت المبادرة من يومها برفض صهيوني وترحيب السلطة وتدحرج النقاش والتصريحات حولها حتى صدور بيان دول خارجية أوروبا الذي دعم المبادرة بحضور الأمم المتحدة وأمريكا وروسيا ودول عربية وأجنبية.

حبر على ورق
وقبل يومين أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للمساهمة في المبادرة الفرنسية لإحياء ما تسمى “عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين”، علمًا بأنه سيستقبل هذا الأسبوع بشكل منفصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الكيان الصهيوني رؤوفين ريفلين.

وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي: “وزراء الخارجية يرحبون ويدعمون مبادرة السلام في الشرق الأوسط والاجتماع الأممي الذي انعقد في باريس في الثالث من الشهر الجاري دعما للمبادرة، ويشدد المجلس على دعمها لإيجاد حل شامل، وعادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يضمن السلام والاستقرار”.

ويؤكد محمد مصلح، الباحث في الشؤون الصهيونية، أن “القادة الصهاينة كانوا مرتاحين لما انتهى له بيان الاتحاد الأوروبي لأنه لم يتعرض بشكل صريح لقضية الحدود أو الانسحاب الذي جسد جوهر مبادرة فرنسا”، متوقعًا أن يكون مؤتمر باريس كغيره خال من التأثير.

وبناءً على الخبرة السياسية التي فهمها المجتمع الدولي عن الاحتلال في التسوية، فهو يرفض الإملاءات ومشاريع السلام لأنه تعود طرح المشاريع السياسية خاصةً إن كانت الوجهة غير أمريكية.

ويضيف مصلح لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نتنياهو وقادة الليكود لا يطرحون أصلاً مشروع حل للصراع بالمفهوم الذي تطرحه أوروبا وما تبقى لانتخابات أمريكا لا يسعف أحدًا للضغط على إسرائيل”.

العودة بعجلة الزمن للوراء تكشف أن فرنسا تحاول من خمسينيات القرن الماضي لعب دور سياسي منفرد في الشرق الأوسط لكنها حتى اليوم غير قادرة عل اختراق أكثر قضايا الشرق الأوسط تعقيدًا دون دعم الولايات المتحدة الأمريكية.

ويرى طلال عوكل المحلل السياسي أن الاحتلال حافظ منذ السنة الماضية على موقفه الرافض للمبادرة الفرنسية وإن تباينت مفردات كل من رئيس وزرائه نتنياهو ووزير دفاعه ليبرمان التي لم تتعد المناورة السياسية فقط.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “إسرائيل ليس لديها مصلحة في التعامل مع أي مبادرة لأنها تمضي في مخطط تهويد القدس والضفة براحتها، وموافقة وزراء خارجية أوروبا على مبادرة فرنسا بحضور أطراف عربية ودولية جعلها أكبر من فرنسية”.

الحراك السياسي
ومنذ أسبوعين ثمة حراك سياسي في المنقطة نقلت فيها الكاميرات تصريحات لوزراء خارجية عرب وأوروبيين وأمريكان كلهم نطقوا بعدم رضاهم عن ما يصيب الشرق الأوسط وعلى رأسه الصراع الفلسطيني – الصهيوني.

ويرى المحلل مصلح أن “الاحتلال يريد حلاً للقضية الفلسطينية على حساب دول عربية مثل الأردن ومصر، ويرفض دومًا وضع حلول جغرافية”، مرجحًا ألا تكون هناك تداعيات لبيان دول الاتحاد الأوروبي.

أما إجماع وزراء خارجية دول أوروبا الذي حضره أطراف دولية مؤثرة يحمل رسالةً أن “المبادرة، وإن رفضتها “إسرائيل”، لن تتوقف بها فرنسا، وستمضي بها كورقة يبنى عليها عمل مستقبلاً”.

ويقول المحلل عوكل إن “الحراك السياسي الذي تحدث عن قضية فلسطين واحتلال “إسرائيل” هو حراك اللحظة الأخيرة الذي تراه أوروبا وبعض الدول العربية لإنقاذ رؤية حل كلامهم”.

ويتابع: “الحراك في الإقليم العربي جوهره الانفتاح على “إسرائيل” بحجة مواجهة خطر إيران، لكنهم لا يستطيعون التصريح بذلك دون أن تكون القضية الفلسطينية على رأس كلامهم” .

ولعل أكثر من تنظر له “إسرائيل” باهتمام بعد كل هذا الحراك السياسي العربي والدولي هو المبادرة المصرية التي تعزز اهتمامات مصر الأمنية على الحدود والتجاوب معها كجارة تتقاطع معها أمام كثير من الأعداء المشتركين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات