ردود الفعل الصهيونية على الاعتذار لتركيا وترحيب بكسر العزلة الإقليمية

قال المراسل الصهيوني للشؤون السياسية “أيتمار آيخنر” إنّ الحكومة تقدمت بشكوى للإدارة الأميركية ضد تركيا، اتهمتها فيها بأنها تعربد عليها، ورغم الاعتذار المقدم لها، فإنها لا تتعامل مع تل أبيب بالإيجابية المطلوبة لتسوية الخلاف، بل تواصل الروح العدائية التي أعاقت التوصل لتفاهم.

من جهته، هدد رئيس حزب “البيت اليهودي” المتطرف وزير الصناعة والتجارة “نفتالي بينيت”، رئيس وزراء تركيا “طيب أردوغان”، بأنه إذا تكررت حادثة “مافي مرمرة” فإن الرد الصهيوني لن يكون أقل حدة، زاعماً أن الأخير ومنذ الإعلان عن الاعتذار، يحاول بكل السبل جعل “إسرائيل” نادمة على ما فعلته!

لكن د.”يوسي بيلين” وزير القضاء الأسبق، اعتبر أن إنهاء قضية “مرمرة” مع الأتراك التي لم يكن داعياً إليها هو أكثر الانجازات محسوسية لزيارة “أوباما”، فالولايات المتحدة مهتمة بعلاقات طيبة بين أهم حليفتين إستراتيجيتين لها، ولا تستطيع “إسرائيل” أن تسمح لنفسها بعداوة إيرانية وتركية معاً، وتركيا محتاجة لـ”إسرائيل” من الجهتين الأمنية والسياسية، ولهذه التسوية آثار اقتصادية مهمة، لكن لاشك في ان سوريا هي الموضوع المركزي في برنامج العمل العام.

وأضاف: إذا كان السؤال الرائج حتى الآونة الأخيرة هو “متى سيسقط بشار؟ فإن ما يتردد أكثر في أنقرة وتل أبيب هو: كيف يمكن منع سوريا أن تصبح بعده دولة فاشلة، يستدعي ضعفها إليها مجموعات القاعدة على اختلافها، وقد تصبح مركزا لنشاط إقليمي موجه على العلمانيين والإخوان المسلمين و”إسرائيل” والنظم الملكية العربية، وضد كل من لا يشبهها أو يُماثلها، ولذلك فإن صومالاً ثانية ليس كياناً سياسياً يريد أن يراه أحد جنوب تركيا أو شرقي “إسرائيل”!

فيما أكد “أفيغدور ليبرمان” وزير الخارجية السابق، ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن سبب معارضته الاعتذار لتركيا، ولو أنه يحقق مصلحة سياسية داخلية وخارجية ذات قيمة في ذلك الوقت، لكنه يضر بالجيش، وضرره في الأمد البعيد أكثر من الفائدة المؤقتة التي تُعرض على أنها حكمة سياسية، لأن معنى الاعتذار أن الدولة تخلت عن جنودها، وهذا شعور مدمر على المدى البعيد.

وأضاف: ينبغي تذكر أن تدهور العلاقات مع تركيا لم يبدأ على متن سفينة “مرمرة”، ولا على كرسي السفير المنخفض، بل قبل ذلك بكثير عن إيمان أيديولوجي وقرار استراتيجي للقيادة التركية برئاسة “أردوغان” ووزير الخارجية “اوغلو”.

وقالت أوساط سياسية في الحكومة إجماعها على أهمية مصالحة تركيا لحاجة توثيق علاقات كهذه، في ظل الأوضاع التي تعصف في المنطقة، باعتبار هذه الخطوة تشكل أهمية إستراتيجية وأمنية لـ”إسرائيل”، لأن الأوضاع بالمنطقة تتطلب تشكيل تحالفات جديدة، لمواجهة مخاطرها المتصاعدة، والتغيرات الإقليمية المحيطة، وهي تحالفات جديدة باتت مطلباً بارزاً بين الصهاينة.

كما تأتي المصالحة التركية الصهيونية مع تعالي الأصوات الداعية لتوسيع تلك التحالفات، وإعادة النظر في شبكة العلاقات مع الدول المجاورة، لمواجهة المخاطر المتصاعدة، وسورية تشكل هدفاً مركزياً لهذه التحالفات، باعتبار أن إضعافها يعني إضعاف إيران.

ونقلت أوساط عسكرية عن وزير الحرب “موشيه يعلون”، أنه لم يفعل شيئاً لدفع عملية المصالحة مع تركيا، لكنه وجد نفسه مرحباً بها هذه المرة، رغم أنها لم تتراجع عن مطالبها، على اعتبار أن السبب القوي لمثل هذه المصالحة يكمن في تعزيز علاقات “إسرائيل” بالمنطقة، ويخرجها من حال العزلة، ثم يجعلها داخل تحالفات تقويها في حملتها لمواجهة ما تعتبره مخاطر متصاعدة ضدها.

القناة العبرية الأولى، 31/3/2013