معكم في اختباراتكم..مشروع مواصلات مجاني للطلبة بغزة

أمام قسوة الحصار، وشدة الفقر في غزة، وتبديدا للقلق الذي يلازم الطلبة أيام الامتحانات الجامعية، عملت جمعية الملتقى التربوري الخيرية على توفير المواصلات مجانا لـ20 ألف طالب جامعي في القطاع.

وأطلقت جمعية الملتقى التربوي، ومقرها مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حملة “معكم في اختباراتكم” لنقل آلاف الطلبة الجامعيين من خلال 60 حافلة صباحا، من كافة أنحاء قطاع غزة إلى جامعاتهم وكلياتهم.
 
وسيتواصل المشروع طيلة أيام امتحانات الفصل الجامعي الثاني بتمويل من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، بينما يأمل القائمون عليه أن يمتد للفصل الجامعي القادم.
 
مصروف يومي
ويشهد مقر جمعية الملتقى التربوي حركة زوار غير معتادة يصل فيها الطلاب الجامعيون وأولياء أمورهم فرادى وجماعات للحصول على بطاقات المواصلات المجانية.
 
ويؤكد أكرم أبو جياب مدير الجمعية أن المشروع سيمتد لشهر كامل للتكفل بنفقات المواصلات خاصةً لفروع الجامعات والكليات التي تعد المواصلات إليها صعبة نسبياً مثل جامعة فلسطين بمدينة الزهراء وكلية الزراعة بقرية المغراقة.

ويضيف لمراسلنا: “كان لنا تجربة سابقة في إحدى السنوات لكننا اخترنا تخصيص أيام الامتحانات للنقل المجاني؛ لأنها أيام مهمة للطالب في ظل الحصار والفقر حيث يحصل كل طالب على بطاقات ذهاب وإياب على عدد أيام الامتحانات”.

أما أسامة الغرباوي منسق المشروع الذي لا يتوقف هاتفه النقال عن الرنين، وهو يتلقى عشرات المكالمات من مندوبيه في كافة الحافلات والذين يقيّمون انتظام المشروع؛ فيقول إن العمل يسير وفق الخطة المعدة بلا معيقات.
 
ويتابع: “تنقل 70 حافلة كل يوم 20 ألف طالب وطالبة لكافة الجامعات، وتبدأ الحركة من السادسة والنصف صباحاً حتى الرابعة مساءً”.
 
عجز وتوتر
صبيحة كل يوم تحتار أسرة الطالبة دعاء عبيد كيف ستوفر 30 شيكلا نفقات المواصلات لثلاث شقيقات ينتقلن من بيت حانون للدراسة في جامعات مدينة غزة.
 
تقول دعاء وهي طالبة في قسم اللغة العربية المستوى الرابع: إن مشروع المواصلات المجانية لامس حاجةً لدى كافة الطالبات في ظل الحصار والفقر بغزة.
 
وتضيف لمراسلنا: “أعرف طالبات لم يحضرن كثيرا من الامتحانات لعدم توفر نفقات المواصلات، وفي ظل هذه الظروف أشكر جمعية الملتقى التربوي، وأتمنى من بقية الجمعيات تلمّس حاجة الطلبة الماسّة للمال”.

أما الطالب براء الزيان ويدرس في كلية المحاسبة بجامعة الأقصى، والذي كان في زيارة لمقر الجمعية بهدف الحصول على بطاقات المواصلات؛ فيؤكد أن المشروع وفّر عليه 50 شيكلا أسبوعياً.
 
ويتابع: “أحتاج 50 شيكلا أسبوعياً لأنتقل من مخيم النصيرات إلى جامعة الأقصى بغزة والأحوال صعبة جداً، كما أن المشروع خفف عني وعن كثيرين حالة التوتر من توفير ثمن المواصلات التي تعد هاجسَ قلق”.
 
ويتجشم السيّد حسني أبو شاويش ولي أمر طالبين جامعيين عادة في أيام الامتحانات عناء الذهاب والإياب لعمله الحكومي مشياً على الأقدام حتى يوفر ثمن المواصلات لابنيه.
 
ويتابع: “كنت قلقًا من توفير المال في أيام الامتحانات لهم؛ فموظف الحكومة بغزة حاله صعب، وأضطر عادة للمشي في رحلة العمل اليومية لتوفير بعض الشواكل لأبنائي لكني أتمنى أن يستمروا بقية أيام الدراسة”.
 
ويصف المشروع بالمهم جداً في ظل أزمة الرواتب والحصار؛ حيث بادر بالحصول على بطاقات المواصلات بعد سماعه خبر الإعلان عن المشروع في الراديو ليوفر 20 شيكلا لولديه.