الأحد 04/مايو/2025

القائد الأسير عبد الناصر عيسى.. قاهر الشاباك

القائد الأسير عبد الناصر عيسى.. قاهر الشاباك

في 21 أغسطس فجرت عملية استشهادية لكتائب القسام مجموعة من المحتلين في القدس المحتلة، كما فجرت غضب قادة الاحتلال الإسرائيلي الذين فشلوا في منعها، رغم اعتقال العقل المدبر لها الأسير القائد عبد الناصر عيسى قبلها بيومين كاملين.

وتقدم الاستشهادي سفيان جبارين من مدينة الخليل، بحزامه الناسف، وفجّر حافلة إسرائيلية في “رامات أشكول” بالقدس المحتلة، ما أدى لمقتل 9 إسرائيليين منهم ضابط برتبة ميجر، وإصابة أكثر من 107 معظمهم من جنود الاحتلال.

 سيرة مشرفة
ولد الأسير عبد الناصر عيسى عام 1967م، في أسرة اتخذت مقاومة الاحتلال منهجا لا يمكن الانفكاك عنه، رغم الاعتقال والإبعاد، ورغم الإصابة وهدم المسكن.

بدأ عبد الناصر مقاومة الاحتلال باكراً، حتى أصبح وجوده في المظاهرات ورشق مركبات الاحتلال بالحجارة جزءاً من برنامجه اليومي.

ففي عام 1982 وأثناء مشاركته في مسيرة منددة بمجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان، أصيب عيسى برصاصة إسرائيلية استقرت في فخذه، بعدها بعامين اعتقله الاحتلال لعامين ونصف.

بعد الانتفاضة الأولى عام 1987، التي أصيب خلالها للمرة الثانية برصاص الاحتلال، انتقل عيسى من مقاومة الاحتلال بالحجر والزجاجة الفارعة للرصاص والعبوة الناسفة، فكان من مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس المسلح في الضفة الغربية، مطلع تسعينيات القرن الماضي.

ومع هذا التنقل بين أدوات النضال الشعبية والعسكرية، التحق عيسى بكلية الشريعة في جامعة النجاح في نابلس، فأصبح مسؤولاً للجناح الطلابي لحركة حماس، قبل أن يعتقله الاحتلال للمرة الثالثة والأخيرة يوم التاسع عشر من آب/ أغسطس عام 1995.

 وصمد عيسى صمودا أسطوريا، أمام محققي الشاباك الذين كانوا يحاولون إفشال عملية استشهادية دبرها الأسير عيسى وأوصل المتفجرات التي ستستخدم بها.

وما هي إلا أيام، حتى فجر الاستشهادي جبارين حزامه في القدس، وتطاير جنود الاحتلال، وطار معها صواب قادة الاحتلال، في حين حمّل الشارع الإسرائيلي قادة الحكومة والشاباك المسؤولية عن الفشل في منع العملية الاستشهادية.

ووجّهت النيابة الإسرائيلية لعيسى عدداً من التهم بعد خضوعه لتحقيق عنيف كاد أن يخرج منه شهيداً أو معاقاً، منها مشاركته في التخطيط لعمليات فدائية، وتواصله مع الشهيد يحيى عياش ومحمد ضيف، القائدين العسكريين البارزين في حركة حماس في حينه.

وفي نهاية المطاف أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكماً بسجن عيسى بالمؤبد و20 عاماً، قضى منها عدة سنوات في العزل الانفرادي.

 
شهادات علمية في الأسر
واصل عبد الناصر عيسى مشواره التعليمي داخل السجن رغم قلة الإمكانات وكثرة العقبات الإسرائيلية، حتى حصل عام 2007 على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة العبرية.

وبعد عامين، نال عيسى شهادة الماجستير في الدراسات الديمقراطية من الجامعة نفسها، وبعد عدة أشهر ألغت مصلحة السجون الإسرائيلية تسجيله للدراسة من جديد في الجامعة نفسها في برنامج الفكر البيولوجي لـ”أسباب وصفت أنها أمنية”.

وفي عام 2014 استطاع عيسى أن يكمل مشواره وينال شهادة ماجستير ثانية في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس في أبو ديس.

بعدها بسنوات قليلة حصل عبد الناصر على لقب الدكتوراه من خلال مراسلة إحدى الجامعات في الخارج.

ويعد الأسير عيسى صاحب عقلية فذة، ومفكرًّا وذا شخصية كارزمية بارزة ومميزة، يتقن استشراف المستقبل وقراءة الواقع بصورة يعجز عنها كبار المفكرين الذين يمتلكون كل أدوات المعرفة خارج السجن.

فقد استطاع عيسى تحويل السجن لمعهد أكاديمي كبير حصد من خلاله عددا من الألقاب العلمية بعد أن أتقن اللغة العبرية بصورة تفوق المتخصصين اليهود.

وعرف عن الأسير عيسى بأنه قارئ من طراز فريد، فهو يقضي أكثر من 18 ساعة في اليوم بين القراءة والكتابة، حتى إن نصف مخصصاته المالية التي تدخل على حسابه في “الكانتينا” تذهب لشراء الكتب والدوريات العالمية المشترك بها.

ومن ناحية أخرى، يعدّ الأسير القائد عبد الناصر عيسى شخصية محبوبة وله شعبية كبيرة بين أوساط جميع الأسرى من مختلف التنظيمات وليس داخل التنظيم الذي ينتمي إليه فقط.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات