تعليق إضراب الأسرى.. الأمل المفقود يعود للأمهات

“صبرنا وما صبرناشي….صبر الطريق عالخيال والماشي.. والحمد لله صبرنا وما فشلناشي”.. على هذه  الأهازيج عمت بعض من أجواء الفرح خيمة التضامن مع الأسرى بجنين شمال الضفة الغربية.

وعلى الرغم من عمرها الثمانيني، أطلقت أم علي القنيري والدة الأسير علي القنيري تلك الأهازيج لتعلن بتلك الكلمات نهاية فصل من فصول الحركة الأسيرة بعد معايشتها القلق لأربعين يوما هي مدة آخر إضراب خاضه الأسرى.

وعبرت القنيري التي كانت أكبر المتضامنين في خيمة اعتصام جنين عمرا، وأكثرهم التزاما بخيمة التضامن عن فرحتها التي عدّتها أنها هدية من الله في أول أيام رمضان بعد أن بلغ قلق ذوي الأسرى مبلغه على أبنائهم، حيث عاشوا التوتر الشديد ولم يكونوا ينامون الليل.

ويرفع النقابي حسين قبها، وهو والد أحد الأسرى إشارة النصر داخل خيمة الاعتصام، مؤكدا أن ما جرى كان ملحمة بطولية تدل على إرادة الإنسان الفلسطيني وقدرته على الصمود.

وأنهت والدة الأسير محمد أبو سخا مع إنهاء الأسرى إضرابهم الطعام التزاما حديديا بالتضامن داخل خيمة الاعتصام، حيث شكلت أمهات الأسرى في خيمة التضامن في جنين لوحة فنية نالت تقدير المتضامنين وأبرزت معاناة أمهات الأسرى على وجه الخصوص.

وكانت أبو سخا والقنيري، قد أضربتا عن الطعام داخل خيمة اعتصام جنين تضامنا مع أبنائهما، حيث أشارتا لمراسلنا إلى أن الأم لا “يطاوعها قلبها” أن تتناول الطعام فيما ابنها يمتنع عنه داخل السجون.

وأكدت والدة الأسير منتصر أبو غليون لمراسلنا، على أن الأسرى يحتاجون إلى الدعم المستمر، “ولا يجب أن تتوقف الفعاليات التضامنية بتوقف الإضراب، بل يجب أن يؤدي ذلك إلى استمرار دعمهم حتى الإفراج عنهم”، مشيرة إلى مرارة البعد والحرمان التي تعانيها أمهات الأسرى بسبب استمرار اعتقالهم.

أعادوا تصحيح البوصلة
وقال الإعلامي والناشط في قضايا الأسرى علي سمودي إن الأسرى أعادوا رسم البوصلة الوطنية من خلال إضرابهم، وأن الحركة الأسيرة كانت على الدوام رائدة النضال.

وبعد 41 يوما على ملازمة خيمة الاعتصام، أشاد سمودي بصلابة الأسرى ووقوف شعبنا الفلسطيني معهم في إضرابهم، ما يؤكد على أن الأسرى قضية وطنية تلتف حولها الجماهير.

وشكرت الإعلامية والناشطة في مجال الأسرى إيمان السيلاوي، والتي لازمت خيمة الاعتصام، كل من شارك في دعم المضربين.