أجبرته على استقالة ثم اعتقلته.. هكذا تكبل السلطة العمل الأهلي بالضفة

فوجئ الناشط المجتمعي “محمد رؤوف حمدان”، من بلدة عرابة جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، قبل أسبوعين، بتلقيه بلاغ استدعاء من وقائي جنين؛ إذ أجبروه أن يقدم استقالته من عضوية مجلس إدارة جمعية الإرادة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في البلدة.
لسنوات خلت كان “حمدان” عضوا ناشطا متطوعا في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جمعية “الإرادة” بعرابة، بعد انتخابه عضوا في مجلس إدارتها، إيمانا منه بضرورة العمل لتحقيق واقع أفضل لهم.
حاور حمدان عناصر “الأمن الوقائي” دون جدوى، إذ خيروه بين الاستقالة من عضوية مجلس إدارة الجمعية أو الاعتقال، “فقد أخبروه أن عليه أن يغادر الجمعية دون إبداء أي سبب مقنع، فقط لمجرد أنه من المحسوبين على حركة حماس، وكان أسيرا محررا”.
خرج حمدان من مقر الوقائي ونشر بيانا على موقعه على “الفيسبوك” بما حصل معه، وقال إنه سيغادر الجمعية مقدما استقالته منها مرغما، لأنه تعرض لضغوط أمنية من وقائي جنين لتقديم الاستقالة، وليس لأي سبب آخر.
وقال حمدان، لمراسلنا، تعقيبا على ما جرى معه: إن بعض عناصر الأمن لا يريدون أن يكون عضوا في مجلس إدارة الجمعية، لمجرد انتمائه السياسي لا أكثر، ودون إبراز أي مبرر له علاقة بالجمعية أو عملها، علما أن مجلس إدارة الجمعية متنوع، وليس لها أي هوية سياسية.
وعدّ حمدان أن ما جرى معه انتهاك لحق من حقوق المواطنةح وهو الانتساب لجمعية أو مؤسسة طوعية وحرية العمل المجتمعي.
وتساءل حمدان: “بأي وجه قانوني أجبر على الاستقالة من عمل طوعي إنساني، والتعهد بعدم الترشح لانتخابات الهيئة للدورة الجديدة؟، وأين دور الهيئات الحقوقية والإنسانية في وضع حد لمثل هذه التدخلات من الأجهزة الأمنية في عمل الجمعيات الخيرية والأهلية؟”.
وأضاف: “أما آن لمثل هذه الجمعيات أن تكون بمنأى عن التجاذبات السياسية على الساحة الفلسطينية، بحجج ومبررات الميول السياسي لبعض شخوص هذه الجمعيات؟!”.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فبعد أيام قليلة على نشر “حمدان” بيانه حول ما جرى معه، اعتقله “وقائي جنين”، ولم يفرج عنه حتى الآن.
رقابة أمنية مشددة
ويعيد ما جرى مع “حمدان” تسليط الضوء على واقع تشكيل الجمعيات الأهلية في الضفة الغربية، والذي يخضع لرقابة أمنية مشددة؛ فبعد الانقسام عام 2007 أغلقت السلطة (103) مؤسسات أهلية تعمل في مجالات مختلفة على خلفية الانتماء السياسي.
ويقول المحامي الحقوقي في قضايا حقوق الإنسان صلاح الحاج: إن انتهاك الحق في تشكيل الجمعيات يعدّ من الأكثر سوءا بعد الاعتقال السياسي، ويأخذ أشكالا متعددة منها فحص السلامة الأمنية عند تشكيل الجمعية علما أنه إجراء غير قانوني.
وأشار لمراسلنا، إلى وجود تدخلات صارخة في عمل الجمعيات الأهلية، تشمل تقييد ومراقبة عملها، سيما إذا تعلق ذلك بالعمل على تعزيز الحريات العامة وحقوق الإنسان.
ويضيف: “كما أن هذه الجمعيات تخضع لرقابة مالية مشددة بذريعة قانون مكافحة غسيل الأموال، ولكن ذلك يتجاوز القانون للتدخل في توجهات عمل المؤسسات”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...