فـي الفكر الديني الإسرائيلي
ولعل الدين اليهودي الذي يعتبر عصب التعصب والعنصرية اليهودية يختلف كليا عن الأديان التي نعرفها ، كما ان العقيدة اليهودية شكلت التحاما عضويا بين الدين والقومية فكان اليهود على مر السنين ( الى ما قبل احتلالهم لفلسطين ) معزولين عن العالم المحيط بهم سواء كان هذا الانعزال نتيجة للكره الذي قوبلوا به من الآخر او نتيجة للعادات والتقاليد التي شكلت فكرهم القديم والمعاصر، لذلك تأثرت اليهودية بمقاييس الفكر البشري مثلما اثرت هي في هذا الفكر ، الا انها بقيت في حالة من الامتناع والاندماج لقرون طويلة كانت في النهاية ارض فلسطين مساحة لهم للانطلاق نحو غزو العالم والسيطرة عليه.
لقد نجحت الصهيونية المعاصرة التي استباحت فلسطين في السيطرة على العالم والتغرير في الرأي العام العالمي وايصال رسالة الى الآخر ان وجود إسرائيل على ارض فلسطين هو تكريس لعصر الديمقراطية والتقدم والرخاء ، ولكن الفكر الحقيقي للصهيونية هو ذاته الفكر اليهودي المنبعث من ثنايا ومنحنيات تاريخية قديمة عرفت في المجتمعات اليهودية من خلال الدين والمفاهيم العقائدية والمسلمات الغيبية والتفاسير الصوفية التي امتلأ بها تراثهم الديني.
ولعلهم يرون من وجهة نظرهم الفكرية انهم مساكين اختزلوا الحياة وارادوا العيش لكسب رزقهم ، ولكنهم بالاصل جاءوا على اعتبارخاطئ بأن إسرائيل اغتصب افكارا من اغلى الافكار لدى الامم الاخرى واكثرها اصالة فنسبها لنفسه بنفس الطريقة التي اُغتصبت بها فلسطين.
ان اليهود من اشد الامم تعلقا بمفاهيم الخلاف والاختلاف وهذا مرده الى جذور الاختلاف في الفكر اليهودي المتعصب والتراث الذي جاء على اعتبارات صهيونية حتمت عليهم التكتل السياسي والاجتماعي الذي يحتوي من الداخل بعدا دينيا مقترنا بفلسفة أحادية تقوم على تزيين الظاهر دون ابراز الجوانب الحقيقية للجوهر.
اما اطوار ومذاهب هذا الفكر فهي تقوم اساسا على الاسفار (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية)، إضافة إلى الأنبياء والكتب، خصوصا كتب الابوغريفا، ومنها زراعيم وموعد وناشيم ونزيقين وقداشيم وطهاروت ثم التلمود وملحقاته، ولو القينا نظرة فاحصة على التوراة لوجدنا ان هناك غموضا شديدا حيال الربط بين التوراة الحالية وبين النبي موسى، هذا فضلا عن الغموض الي يغلف حقيقة إسرائيلية موسى نفسه، لذلك نجد ان زيجموند فرويد وهو باحث يهودي معاصر وطبيب نفساني شهير يرى ان النبي موسى كان مصرياً وان اسم موسى لم يكن ضمن الاسماء السامية سواء كانت عبرية او ارامية او كنعانية او اكادية ، اما هنري كازيل وهو كاهن فرنسي فيرى ان دعوة موسى عليه السلام عندما خرجت من مصر شرقا تعرضت لكثير من الخلل والانحراف اذ تحولت من دعوة عقائدية الى نعرة عنصرية.
* صحيفة الرأي الاردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حريق كبير قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقدس
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام اندلع حريق كبير قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية في منطقة جبل المشارف بالشطر الشرقي من القدس المحتلة، -مساء أمس...
الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...
الهلال الأحمر: الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة. وطالبت الجمعية في بيان لها،...
الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...
الإعلام الحكومي يحذر من اتصالات مريبة من الاحتلال على المواطنين بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي، أبناء شعبنا الفلسطيني من اتصالات مُريبة يُقال إن الاحتلال يدعو خلالها عائلات بالعودة...
حماس: المقاطعة زعزعت اقتصاد الكيان ونزعت الشرعية عنه
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن جهود مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي المجرم حققت إنجازات مهمة في زعزعة اقتصاد الكيان...
لليوم الـ 263.. القسام يواصل الاشتباك والتصدي لقوات العدو
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 263 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...