الإثنين 17/يونيو/2024

فـي الفكر الديني الإسرائيلي

فـي الفكر الديني الإسرائيلي
وقع بين يدي كتاب يتحدث عن الفكر الديني الإسرائيلي، هذا الكتاب صدر منه طبعتان مع اختلاف بسيط بالعنوان الرئيسي له فقد كان الطبعة الأولى الفكر الديني الإسرائيلي وفي الطبعة الثانية الفكر الديني اليهودي، وهو من تأليف الدكتور حسن ظاظا احد الباحثين في الفكر اليهودي المعاصر، فان هناك فرقا بين العنوانين، لكني اليوم لست بصدد الحديث عن الفرق بالعناوين انما اردت ان أعاود من جديد إلقاء الضوء على حاجة الكتاب من الحديث عن الفكر اليهودي المتمركز في دولة إسرائيل.

ولعل الدين اليهودي الذي يعتبر عصب التعصب والعنصرية اليهودية يختلف كليا عن الأديان التي نعرفها ، كما ان العقيدة اليهودية شكلت التحاما عضويا بين الدين والقومية فكان اليهود على مر السنين ( الى ما قبل احتلالهم لفلسطين ) معزولين عن العالم المحيط بهم سواء كان هذا الانعزال نتيجة للكره الذي قوبلوا به من الآخر او نتيجة للعادات والتقاليد التي شكلت فكرهم القديم والمعاصر، لذلك تأثرت اليهودية بمقاييس الفكر البشري مثلما اثرت هي في هذا الفكر ، الا انها بقيت في حالة من الامتناع والاندماج لقرون طويلة كانت في النهاية ارض فلسطين مساحة لهم للانطلاق نحو غزو العالم والسيطرة عليه.

لقد نجحت الصهيونية المعاصرة التي استباحت فلسطين في السيطرة على العالم والتغرير في الرأي العام العالمي وايصال رسالة الى الآخر ان وجود إسرائيل على ارض فلسطين هو تكريس لعصر الديمقراطية والتقدم والرخاء ، ولكن الفكر الحقيقي للصهيونية هو ذاته الفكر اليهودي المنبعث من ثنايا ومنحنيات تاريخية قديمة عرفت في المجتمعات اليهودية من خلال الدين والمفاهيم العقائدية والمسلمات الغيبية والتفاسير الصوفية التي امتلأ بها تراثهم الديني.

ولعلهم يرون من وجهة نظرهم الفكرية انهم مساكين اختزلوا الحياة وارادوا العيش لكسب رزقهم ، ولكنهم بالاصل جاءوا على اعتبارخاطئ بأن إسرائيل اغتصب افكارا من اغلى الافكار لدى الامم الاخرى واكثرها اصالة فنسبها لنفسه بنفس الطريقة التي اُغتصبت بها فلسطين.

ان اليهود من اشد الامم تعلقا بمفاهيم الخلاف والاختلاف وهذا مرده الى جذور الاختلاف في الفكر اليهودي المتعصب والتراث الذي جاء على اعتبارات صهيونية حتمت عليهم التكتل السياسي والاجتماعي الذي يحتوي من الداخل بعدا دينيا مقترنا بفلسفة أحادية تقوم على تزيين الظاهر دون ابراز الجوانب الحقيقية للجوهر.

اما اطوار ومذاهب هذا الفكر فهي تقوم اساسا على الاسفار (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية)، إضافة إلى الأنبياء والكتب، خصوصا كتب الابوغريفا، ومنها زراعيم وموعد وناشيم ونزيقين وقداشيم وطهاروت ثم التلمود وملحقاته، ولو القينا نظرة فاحصة على التوراة لوجدنا ان هناك غموضا شديدا حيال الربط بين التوراة الحالية وبين النبي موسى، هذا فضلا عن الغموض الي يغلف حقيقة إسرائيلية موسى نفسه، لذلك نجد ان زيجموند فرويد وهو باحث يهودي معاصر وطبيب نفساني شهير يرى ان النبي موسى كان مصرياً وان اسم موسى لم يكن ضمن الاسماء السامية سواء كانت عبرية او ارامية او كنعانية او اكادية ، اما هنري كازيل وهو كاهن فرنسي فيرى ان دعوة موسى عليه السلام عندما خرجت من مصر شرقا تعرضت لكثير من الخلل والانحراف اذ تحولت من دعوة عقائدية الى نعرة عنصرية.

* صحيفة الرأي الاردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...