الأربعاء 07/مايو/2025

بين يدي الحكومة

عماد الإفرنجي

تنتظر جماهير شعبنا بكل ألوانها السياسية قدوم الحكومة الفلسطينية إلى غزة لترجمة المصالحة الوطنية التي حققتها مصر على أرض الواقع.

وشعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي اكتوى بنار الانقسام، يتطلع إلى وتيرة أسرع في خطوات البناء وإنهاء كل مظاهر الانقسام، فالنوايا وتوفر الإرادة مطلوب؛ ولكن الأهم منها هو أن يلمسها المواطن في حياته.

تصريحات كثيرة أطلقها مسؤولون في السلطة وفتح أنه بإعلان حماس حل اللجنة الإدارية فان الحكومة ستتوجه فورا إلى غزة، وترفع العقوبات عن غزة، فإذا بالفعل يختلف عن القول، والتحرك جاء بطيئا، حتى الزيارة بعد أسبوعين، وهو ما يتطلب من قيادة السلطة والحكومة خطوات أسرع وإقناع الناس أن الأمل لا زال قائما وعجلة المصالحة دارت ولن تتوقف!!.

جميع الأطراف تحتاج المصالحة من أجل مصلحتها وشعبها، وعنوانها الشراكة والتعاون الوطني من أجل التفرغ لمعركة القدس والأرض، لقد وصل جميعهم إلى قناعة أن لا أحد يستطيع أن يلغي أو يقصي الآخر والوطن بحاجة إلى الجميع، ومواجهة عدو كالاحتلال الإسرائيلي يتطلب جهد الجميع.

لقد قدمت حركة حماس كل ما تستطيع، وكل ما طلب منها لإنجاح الجهد المصري، والذهاب إلى مصالحة يكسب فيها الوطن والشعب، لكننا كمواطنين لم نلمس بعد خطوات من السلطة وفتح تكافئ خطوات حماس، وهو ما عبر عنه قادة حتى من فتح بضرورة أن تصل الحكومة إلى غزة وتحمل معها حلولا لأزمة الكهرباء، وتحويلات المرضى للعلاج بالخارج، وتوفير الدواء وإعادة رواتب الأسرى المحررين، وصرف رواتب أسر الشهداء، والعمل على فتح معبر رفح وغيرها.

من حق كل مواطن فلسطيني أن يطلب من المسؤول –لأنه المسؤول- حل المشاكل التي يعاني منها، وكثير منها أنتجه الانقسام الذي اقتحم مناح متعددة في حياتنا، وواجب حكومة الحمد الله العمل بكل قوة لتفكيك أزمات غزة، بيد أن وتيرة التعاطي مع خطوات المصالحة لا زالت دون المستوى ومتشككة، وأخشى أن يتعامل معها بطريقة مطاطية، وخلق الذرائع وعامل الوقت بإطالة أمد الإجراءات!!

كنت أتوقع من الحكومة خطوات أبسطها وقف الخصم من رواتب الموظفين وإعادة رواتب من قطع راتبه، وطمأنة الناس على مستقبلها وحياتها، لكنهم تركوا المجتمع عرضة للشائعات والقلق!!

ولابد من أن تكون المصالحة جمعية، وتتجسد أمام المواطن في الضفة وغزة لا أن يعمد البعض إلى الحديث فقط عن غزة، فكيف يمكن إقناع رجل الشارع أننا نعيد لحمتنا الوطنية، ونسير في درب المصالحة وحملات الاعتقال ومصادرة الأموال والملاحقات مستمرة لكل من يشتبه بتعاطفه مع حماس في الضفة!!

ورسالتي للحكومة ابدؤوا بالملفات السهلة، وقدموا لشعبنا الأمل والنور، فقد أرهق الاحتلال ومن ثم الانقسام كاهل الفلسطيني، وأعيدوا البسمة على شفاه الأطفال، واحذفوا مصطلح الانقسام إلى غير رجعة، واستعدوا جميعكم لمحاصرة الاحتلال في كل الميادين السياسية والدبلوماسية والإعلامية و العسكرية والشعبية، بهذا تستحقون أن تكونوا فلسطينيين.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...