عاجل

الخميس 10/أكتوبر/2024

يوصيكم الشيخ أحمد ياسين بأبنائه في الضفة خيراً!

حاتم المحتسب

كم تمر الأيام سريعاً، فتبدو أيام وساعات هذا الزمن كأنما الطيف السريع الذي ما إن يُستقَبل حتى يُوّدَع، كنا بالأمس نبكي “فرحاً” بارتقاء المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين الشيخ أحمد ياسين شهيداً كما تمنّى، وها نحن اليوم نعيش الذكرى السابعة لاستشهاده، نتذكر سيرة هذا الرجل الذي لم يألُ جهداً في تبصير شعبنا الفلسطيني بمؤامرات العدو الصهيوني، وأن لا حل لقضيته إلا بالمقاومة والجهاد.

الإمام الشهيد أحمد ياسين، كانت له علاقةَ بناءٍ مميزة مع كل مدن فلسطين، من قطاع غزة مروراً بأراضينا المحتلة عام 48، وبمدن الضفة الغربية، التي عرفته داعية على “كرسي متحرك”، لا يعرف اليأس ولا التعب إلى جسده سبيلاً، زار الخليل ورام الله ونابلس والقدس وغيرها من مدن الصمود، و تشكلت شيئاً فشيئاً لدى الضفاويين صورة عن أحمد ياسين، فعرفوه قوي الحجة، ناصع الفكر، صاحب ابتسامة تأسر المريدين، وتجلي الحقائق للناس أجمعين، خبروه مربياً عظيماً استطاع بزاده الرباني أن ينشأ عمادَ جيلِ دخل الجامعات مجاهداً ليكتسح حصون الأفكار الهدامة، وليحذر الناس من عدونا الذي كان ينخر بخططه قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا.

يحدثنا البروفيسور صالح الرقب في كتابه “أحمد ياسين، شيخ المجاهدين” عن إحدى زيارات الإمام الشهيد لمدينة الخليل فيقول : ” يروي تلميذه النجيب الدكتور أحمد بحر… فيقول : في فترة وجودي في مدينة الخليل بعدما تخرج من الثانوية الشرعية زارني الشيخ أحمد ياسين في بلدة بيت أُمَّر، ودخل المسجد في البلدة ورآه الناس فظنّوا أن الشيخ يريد أن يطلب مساعدة مالية -ربما لوضعه الصحي- فاجتمع حولي المصلون، وقالوا: ماذا يريد؟ هل يريد فلوسا؟ فوقفت أمام الناس، فقلت لهم هذا شيخنا وإمامنا أتى ليعطيكم درساً، وعندما أعطى الدرس انبهر الناس به، واجتمعوا حوله يسلمون عليه ويقبلونه “. هذا أحمد ياسين الذي عرفته قرى الضفة، مدينة مدينة، قرية قرية، مسجداً مسجداً!، هو كتلة الحيوية الملتهبة التي ألهبت “حماس” الانتفاضة والقوة والجهاد بعد البناء والتربية والدعوة، التي قادها الإمام الشهيد في غزة كما في الضفة الغربية المحتلة، فاستقبل بعد ذلك المحن قوي الشكيمة، صابراً محتسباً في سبيل الله عز وجل، فكان السجن فرصة ليلتقي بشباب الضفة المحتلة، فينشأ الجيل ويغذيه، حتى غدا من الطبيعي أن يتفاخر الكبار برؤيتهم “للشيخ” في السجن واللقاء معه، يصفون هذا العظيم بقولهم : “همة حديد، وإنسان في الحق عنيد”!.

فأيعنَ بعد ذلك الثمر، وكانت حماس الشجرة، والياسين غارسها، فأنعِم بالشجرة وصاحبها، فلئن استشهد “أحمد ياسين”، فقد خلّف بعده أبطالاً ورجالاً، يسيرون على نفس الدرب والنهج، فإليكم يا أهل الضفة الغربية، سلام من سماء الخالدين، يرسلها لكم شيخ المجاهدين، وزعيم حماس، وقائد أجنحتها السياسية والعسكرية والاجتماعية، نعم إليكم تحية من الإمام الشهيد زعيم “حماس” : التي تلاحق أنشطتها ويعتقل أعضاؤها، وتغلق مؤسساتها، ويفصل من الوظائف أنصارها، إليكم أنتم العهد والوفاء من حركة حماس وقيادتها الأحياء و”الشهداء الأحياء عند ربهم” أنِ اثبتوا واصمدوا وتحركوا، واخلعوا عنكم رداء الخوف والخنوع. صدّقوا نبوءة الشيخ أحمد ياسين واجعلوها واقعاً على الأرض، عندما تحدث عن الثورة بسبب “النفور الشعبي من أفعال السلطة” قائلاً :” نصحتهم [أي السلطة]، قلت لهم لا تقسوا علي الشعب، لا تجعلوه ينفر منكم، ولا تقسوا علي الضفة الغربية لأن لها تطلعات أخري”، يا قادة الأجهزة الأمنية ويا أبناءها الذين تقرؤون كلامنا، خذوها نصيحة من فم رجل بحجم الإمام الشهيد أحمد ياسين، ولا تجعلوا الأيام تثبت لنا كم أنتم فوق غبائكم عُميٌ عن قبول النصيحة وأنتم تغرقون حتى القاع في دماء وحقوق أبناء شعبكم!.

هذا نداء أيضاً لأبناء وتلامذة الإمام الشهيد أحمد ياسين، بضرورة التحرك و نفض غبار التململ، فقد مضى عهد النوم، ونحن مقبلون على أحداث حاسمة يجب أن يكون لنا في الضفة اليد الطولى في كتابتها. نذكركم بما قال الإمام الشهيد الياسين :” أنا أقول إن إسرائيل بائدة، إن شاء الله في القرن القادم في الربع الأول منه…”. رحم الله الإمام الشهيد الذي أكرمنا الله عز وجل أن نكون بحبنا لحماس، حسنة من حسنات هذا الطود الشامخ!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات