الثلاثاء 13/مايو/2025

اختبارات صهيونية على السيناريوهات الميدانية المتوقعة في الضفة الغربية

اختبارات صهيونية على السيناريوهات الميدانية المتوقعة في الضفة الغربية
اختبر الجيش الصهيوني بنجاح وسائل حديثة لتفريق المتظاهرين المتوقع خروجهم ما بعد إعلان الدولة الفلسطينية، وهي عبارة عن قيام مروحية بإلقاء أكياس صغيرة تنبعث منها رائحة كريهة بشكل خاص، وتبين أنّها تسبب حالة من الغثيان، إلا أنها لا تشكل خطراً.

من جهتهم، أعلن المستوطنون أنّهم يخططون لمسيرات كبيرة في الضفة الغربية، بعنوان “مسيرات السيادة”، ستتجه نحو “مديرية التنسيق والارتباط التابعة للجيش”، والبلدات الفلسطينية، تحت شعار “نقل المواجهات إليها، حيث ستتركز مظاهراتهم في 3 محاور: مستوطنة “إيتامار” تجاه نابلس، مستوطنة “بيت إيل” نحو مديرية التنسيق والارتباط، مستوطنة “كريات أربع” باتجاه الخليل، بذريعة منع وقوع مواجهات على حدود المستوطنات، كما ينوون توزيع عشرات آلاف الأعلام الصهيونية ليضعونها على مركباتهم.

وكشف المراسل العسكري، تومار زرحين، أنّ أوساطاً قانونية صهيونية تدرس إمكانية تطبيق قوانين الطوارئ لمواجهة إمكانية اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية، للتعامل مع الاحتجاجات المحتملة، وإمكانية تعطل النظام، وتفترض الخطة نشوء حالة يصل فيها عدد المعتقلين الفلسطينيين لأعداد كبيرة، بحيث لا تستطيع مراكز الشرطة استيعابهم، وتنشأ ضرورة لإقامة مراكز اعتقال مؤقتة يتم فيها تصنيفهم، واتخاذ قرارات بخصوص الاعتقال أو إطلاق سراحهم، وسيكون للشرطة صلاحيات بإدخال المعتقلين لأماكن احتشاد جماعية، لتقرر من يعتقل ومن يسرح، وقد أعادت إدارة السجون منذ أسبوع افتتاح أقسام جديدة، أغلقت سابقاً في معتقلات “عوفر والنقب وعسقلان” وكافة مراكز التوقيف، تحضيراً لاستيعاب المئات من الأسرى الفلسطينيين فيها، في دلالة واضحة على وجود قرارات واضحة صدرت من أعلى المستويات السياسية.

سيناريوهات متطرفة

من جهته، نقل الخبير العسكري، يائير إلتمان، عن أوساط قيادية في الجيش الصهيوني أنهم يستعدون لما أسموها “سيناريوهات متطرفة”، بما في ذلك فشل الفلسطينيين في منع تظاهرات واسعة، أو محاولات مصادر مسلحة تزكية الأجواء، والعمل بالسلاح الناري، وهناك أوامر أصدرها قائد المنطقة الوسطى، آفي مزراحي، للقوات، بالتعامل بضبط النفس، لكن لا يوجد حتى الآن يقين حول ما هو متوقع، لأن الأمر يتعلق بفترة حساسة، ومن الصعب تقدير متى ستصل إلى نقطة نهايتها.

في ذات السياق، قام الجيش بنشر عدد من الحواجز العسكرية على كل مستوطنة وقاعدة عسكرية، تحسباً لخروج مظاهرات فلسطينية حاشدة من مناطق الضفة الغربية، تحسباً لسيناريو اندلاع انتفاضة ثالثة، يتخللها مظاهرات منطلقة من المسجد الأقصى، ومواجهات مع الجيش في الضفة والجليل ومناطق 48.

ولا تقتصر الاستعدادات على المدن الفلسطينية فحسب، بل إنه يستعد لأسوء مخاوفه بانطلاق مسيرات تضم آلاف الفلسطينيين من الأردن وسوريا، يتجهون إلى الحدود مع “إسرائيل”، كما حدث يومي النكبة والنكسة، وما سيصاحب ذلك من محاولات للدخول إليها، أما الحدود مع لبنان التي تضم عدة محاور كمناطق “أفيفيم” و”زرعيت” و”المطلة” “وقرية الغجر فستكون الأخطر، لأن أي اعتداء على الفلسطينيين سيقابل برد من قبل حزب الله بإطلاق صواريخ على العمق الصهيوني.

وأضاف: الأمر الأخر الذي يخشى الجيش وقوعه، هو دخول مسلحين إلى “إسرائيل” لتنفيذ عمليات فدائية، سواء بإرسال فلسطينيين من داخلها لتنفيذ عمليات في القدس أو المستوطنات، أو إرسال خلايا مسلحة لتنفيذ عمليات عسكرية عبر سيناء، كما حدث في عملية إيلات الأخيرة، أو إطلاق صواريخ من قطاع غزة.

معلومات مخابراتية

من جهته، أكد مفتش الشرطة الصهيونية، يوحنان دانينو، أنّ قواته على استعداد لمواجهة كافة السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك إمكانية وقوع أعمال مخلة بالنظام العام، وعمليات فدائية، وتوغل عناصر معادية عبر الحدود، رغم توضيحات السلطة الفلسطينية بأنه ليست ثمة نوايا للقيام بأعمال مخلة بالنظام في المناطق، موضحاً أنّ التقييمات المتوفرة تستبعد ضلوع مواطنين من عرب 48 في محاولات للإخلال بالنظام العام، ومع ذلك فإن الجيش والشرطة عمدا إلى عزل مدينة القدس، وأغلقا المعابر والحواجز العسكرية على مداخلها الرئيسية بكتل إسمنتية ضخمة، تحسباً لتحركات شعبية.

وأضاف: سيناريو آخر وضعته الشرطة في الاعتبار هو اندلاع موجة احتجاجات عنيفة في مناطق كفر قاسم والطيبة والطيرة، رغم أنه ليس لديها معلومات مخابراتية تقول أن لديها نية للمشاركة في أية مظاهرات ولكن إذا خرج سكانها في مظاهرات، فسيكون بشكل عفوي دون ترتيب أو تنظيم مسبق، والتقديرات الأمنية أنهم سيتسببون بإغلاق المحاور المرورية الأساسية، ومنها طريق6 وطريق44.

وفي اجتماع أمني تم في إيلات، تطرق “دانينو” لسيناريو محاولة اختراق الحدود، والدعوات عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وكيفية الاستعداد لمثل هذه الأمور، حيث تعتمد خطة عمل الشرطة على إبقاء عدد قليل من القوات في المراكز المختلفة، 10 عناصر لكل مركز، لإدارة الأمور الطارئة العاجلة، وفي حال اتساع نطاق المواجهات، ستضطر باقي الوحدات لترك المهام المنوطة بها في الأوقات العادية وتنضم لفرق مواجهة الاحتجاجات، بمشاركة حرس الحدود ووحدة الكلاب البوليسية والقوات الخاصة، المدربة على احتمالات مشاركة بعض المسلحين في المظاهرات، أو حدوث حالات اختطاف الرهائن.

المنتدى الصهيوني للمخابرات، 20/9/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات