أطياف فنية.. 500 لوحة من إبداع أطفال غزة

بأناملهم الصغيرة، خطّ الأطفال أحلامهم ومعاناتهم على شكل رسومات ولوحات فنية، احتضنها معرض “أطياف فنية”، وعكست إبداعا يتخطى حصار غزة إلى أفق العالمية.

وفي المعرض الذي أقامته جمعية الثقافة والفكر الحر بالكلية الجامعية للعلوم والتكنلوجيا بخانيونس صباح اليوم الثلاثاء، نجح الأطفال في إبهار الحضور برسوماتهم ولوحاتهم الفنية، وأوصلوا عبر الفن رسائل للعالم أجمع بأن غزة وفلسطين تحتضن العشرات بل المئات من المواهب التي تستطيع خوض غمار العالمية والنجومية.

الأمل والحياة
وشارك في المعرض 30 فنانا وفنانة من الأطفال بحوالي 500 قطعة فنية، كانت نتاج دورة تدريبية استمرت ثلاثة أشهر في مجال الرسم على السيراميك والزجاج الشفاف، والرسم على الخشب الطبيعي، إلى جانب إعادة تدوير الفسيفساء.

وبجانب لوحاتها التي ترسم الأمل والحياة، وقفت الفتاة أمل أبو نمر (18 عاما) تشرح للحضور -الذين وقفوا مندهشين من روعة وجمال رسوماتها- تفاصيل اللوحات الفنية التي رسمتها.

وتعبر أمل عن فرحتها وسعادتها البالغة؛ لأن أعمالها لقيت صدًى ورواجًا بين الحضور، لاسيما أنه المعرض الأول الذي تشارك فيه منذ التحاقها بالمركز التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر.

null

واختارت أبو نمر التي تدرس الثانوية العامة الرسم بالألوان الزيتية ورسم الأحصنة والأشياء التي ترمز للحرية والحياة، إلى جانب الرسم على السيراميك والذي كان مرهقًا جدًّا، حسب أمل.

وتابعت أبو نمر: “أنا اخترت في رسوماتي إظهار الحياة والأمل والسعادة على عكس الكثير من الفنانين في قطاع غزة الذين يظهرون المأساة والمعاناة والألم في رسوماتهم”.

وبجانبها يقف والدها مفتخرا بما حققته ابنته لاسيما في مجال الرسم والفن، معبرا عن رغبته بأن تحقق حلمها بالمشاركة في معارض دولية.

ويقول والد أمل، محمد نمر (43 عاما) لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إنه اكتشف الموهبة لدى ابنته عندما كان يجدها ترسم رسومات جميلة في الدفتر الخاص بها، مضيفاً: “أمل موهوبة منذ الصغر، وبدورنا نمّينا الموهبة الخاصة بها بعد أن ألحقتها بجمعية الثقافة والفكر الحر”.

null

الفن مقاومة
الطفلة شهد النجار (12 عاما) لها حكاية أخرى مع المعرض، حيث جسدت الواقع الذي تعيشه بلوحات فنية مميزة استطاعت لفت انتباه العديد من المشاركين في المعرض.

وعن الأعمال التي شاركت بها واستطاعت بمجهودات مدربهم الخاص أن تخرجها للعلن في معرض فني مميز تقول شهد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “اشتغلنا رسومات تظهر عكس الواقع الذي نعيشه، وأردت أن أبرز مجتمعي الخالي من العنف، وكذلك من حالة الانقسام التي نعاني منه ونحصد ويلاته”.

null

وتطمح النجار إلى إيصال صوتها لكل أطفال العالم، لتؤكد أن في هذه البقعة ما يستحق الحياة، وأن الفن نوع من أنواع المقاومة والتشبث بالأرض.

وعلى يمين المعرض تقف الطفلة يارا مطير بعد أن أبدعت في الرسم على السيراميك، والتي كانت طريقة جديدة ومبتكرة لم تكن تتقنها لولا الجهد والوقت الكبيران اللذان بذلهما المدربون والمشرفون القائمون على تدريبهم.

الرسم على السيراميك
ولم تكن تتوقع مطير أن تصل بفنها وموهبتها لهذه المرحلة، والتي شاركت ولمدة ثلاثة أشهر في التحضير للمعرض، واصفةً بداية تجربتها بالصعبة والشاقة، لكنها باتت فخورة بما صنعت.

null

وأجادت يارا فن الرسم على السيراميك، مستخدمة ألوان وفراشي زجاج وأطباق سيراميك، موضحة أن البداية كانت على ورق خارجي، ومن ثم نقلت الفكرة وطبقتها على الأطباق لتشكل صور فنية معبرة عما يجول في خاطرهم.

وكانت صور الشهيد الراحل ياسر عرفات والشهيد القائد أحمد ياسين حاضرة على أطباق السيراميك، لما لهما من أثر كبير داخل المجتمع الفلسطيني، حسب مطير.

null

null

null

null

null

null