ساعة الاختبار!
لا كلمة لوم واحدة وُجهت إلى الإرهابي شارون على اغتياله إسماعيل أبو شنب واثنين من رفاقه من أولئك الذين تسابقوا شرقاً وغرباً وعرباً بقيادة واشنطن لإدانة تفجير الحافلة في القدس، بشدة، وبقوة، وبغلظة، وبكل المفردات التي وردت في القاموس من هذه العينة.
دعك من بعض إدانات عربية باهتة فهي من قبيل جبر الخواطر أو ذر الرماد في العيون ولولا بقية من خجل لما كانت صدرت تلك البيانات التي لا تساوي إسرائيلياً ثمن الورقة التي كتبت عليها، أو كانت صدرت بيانات تشيد باغتيال هذا الإرهابي أبوشنب لأنه كان عقبة كأداء في طريق خريطة الطريق!!
وفي هذه الجولة الجديدة من العنف والإرهاب الشاروني غير المنتهي يظهر هذا السفاح وكأنه الضحية التي تستحق العطف بينما الطرف الفلسطيني وخاصة حماس هي الجاني المفتري الذي يفجر ويقتل الإسرائيليين المسالمين الذين تلتزم حكومتهم بالهدنة مع أقصى درجات ضبط النفس تجاه التحرشات الحماسية ولم تخرقها ولا مرة واحدة منذ إعلانها في 29 يونيو الماضي. إنها الآية المقلوبة أو الزمن المقلوب الذي باتت تل أبيب تتحكم فيه وتحول الباطل إلى حق تجعله قابلاً للتصديق والاقتناع.
منذ إعلان الهدنة توفر لشارون، وشعبه أمن وهدوء لم يتوفر لهم منذ 30 شهراً لكن بالمقابل الجانب الفلسطيني لم يحصل على شيء ذي قيمة أو جدوى، ومع ذلك فإن شارون الذي دخل عملية السلام مرغماً لم يفوت يوماً دون استفزاز فصائل المقاومة، وتيئيس أبو مازن وحكومته لتفجير الأوضاع وإعادتها إلى نقطة الصفر حتى تحقق له ما أراد بعملية الحافلة واغتيال أبوشنب.
لكني اعتقد أنه مهما كان حجم الجنون الجديد المقدم عليه شارون لممارسته ضد حماس والجهاد وعموم الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع فإن هزيمة حماس عسكرياً وتركيع الفلسطينيين ليس بالأمر الهين حتى لو ألقت واشنطن بكل ثقلها وراءه وقادت وخاضت هي تلك الحرب إلى جانبه، كما تفعل الآن بكل صراحة ودون أدنى اعتبار لكونها راعياً لعملية السلام أو لكونها في مأزق في العراق وتحتاج لدعم ومساندة عربية ودولية.
الحقيقة أن الإدارة الحالية نزعت القناع منذ دخولها البيت الأبيض وغالت في دعمها للإرهاب الشاروني لكن العرب الضعفاء والعجزة ما زالوا يعولون عليها إنصافاً وعدلاً ونزاهة، وبالتالي يستجيبون لمطالبها ويمارسون ضغوطهم على الجانب الفلسطيني سلطة ومقاومة لرفع الراية البيضاء بحجة أن ما ينتظرهم من شارون كارثة وطوفاناً لن يبقي على الأرض المحتلة أحداً منهم. لا نظن أنه يمكن هزيمة الشعب الفلسطيني بتلك البساطة فأميركا التي تتفوق على “إسرائيل” عشرات المرات في القوة والعدد والعدة لا تدري ماذا تفعل مع بضع جماعات تقاومها في العراق، فكيف سيكون الحال بإسرائيل مع شعب يقاوم ويناضل منذ أكثر من نصف قرن ولم يهزم؟.
ساعة الاختبار التي حانت لأبو مازن والعرب والتي -حددتها “إسرائيل” وأميركا- لاقتلاع جذور الإرهاب الفلسطيني المقاومة المشروعة لم تحن ولن تحن أبداً.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حكومة الاحتلال تصوت بالإجماع على إغلاق الجزيرة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام صوتت حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بالإجماع، الأحد، على إغلاق مكاتب قناة الجزيرة القطرية في إسرائيل، وفق إعلام...
هنية: حماس جادة ومرنة في المفاوضات ولا اتفاق دون وقف العدوان
كشف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، عن سلسلة من الاتصالات التي أجرتها الحركة مع الوسطاء وفصائل المقاومة تمهيدًا...
قتلى وإصابات بجنود الاحتلال بهاون القسام على كرم أبو سالم
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان وأصيب آخرون بجروح اليوم الأحد بقصف هاون على موقع كرم أبو سالم الصهيوني شرق رفح. وقالت إذاعة جيش الاحتلال...
سهم ستاربكس ينخفض 31 % منذ تصاعد المقاطعة على وقع حرب غزة
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام تراجع سهم ستاربكس للمقاهي المدرج في بورصة نيويورك بأكثر من 31 بالمئة، منذ التصاعد العالمي لمقاطعة العلامة...
3 مجازر و29 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 29 شهيدا و110 إصابات خلال ال 24 ساعة...
إصابات بغارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من المدنيين، الأحد، بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان. وأفادت وكالة الأنباء...
اتساع موجة الاحتجاجات الطلابية المنددة بالحرب على غزة
عواصم - المركز الفلسطيني للإعلام من أمريكا إلى أوروبا، تتواصل الاحتجاجات الطلابية الرافضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في العديد من الجامعات...