ثالوث الكذب العباسي والموقف المطلوب من حماس (2)

لاحظنا كيف فر عباس للأمام؛ وأنكر كل جرائم حزبه بخصوص ما جرى ولجأ للردح في حق حماس وصولا لإدعاء الوطنية والالتزام والمسؤولية!
لكن بدل التمحك بكلمات فقدت معناها كان على الوطني عباس أن يكشف لنا بخجل وحياء وأسى كبير مبلغ أسفه عن رعايته لتيار دايتون؛ ورعايته لتدفق المال والسلاح عليه؛ وتوفيره مقره المنتدى كحلبة تعذيب وجزر وإعدام تحت تصرف رجال دحلان! كان عليه أن يقتدي ببني إسرائيل من أجداد أخدانه في تل أبيب؛ ويقتل نفسه منتحرا وشاعرا بالعار من رعاية أجهزة أمنية عملت ضد المقاومة؛ وعملت على رهن القرار السياسي الفلسطيني لأشرطة جنسية وأدوات اسقاط وضيع – الله وحده يعلم كم لسانا ألجمت؛ وكم نفسا غيرت؛ وكم إرادة لسياسي في فلسطين شرت وباعت ورهنت! لكن بدل الشعور بالعار من كل هذا وبدل السعي لإعلان التوبة عما صنعه في حماس منذ فازت في الانتخابات؛ وبدل أن يقر بأنه غير أهل للحكم بعد أن شارك العالم حصار فلسطين لتلفظ ثوابتها ومبادئها؛ فإنه قفز عن كل ذلك وفر للأمام بمطالبة حماس بإعادة الوضع إلى ما كان عليه. هل يريد أن يستأنف رجال دحلان اسقاط المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني عملاء؟ وهل يريد أن يخلق أفقا لرجال المخابرات لتنفيذ رغبته المسجلة صوتيا وبصريا: “أي واحد حامل صاروخ طخوه…اقتلوه”؟!
ولأن حبل الكذب قصير فإن خداع عباس لا ينطلي على أحد؛ ولأن صورته كانت قبيحة جدا؛ فقد راعت معظم وسائل الاعلام عدم إعادة ما قاله في حق حماس لا حرصا على عدم جرح الحركة؛ بل انقاذا لصورة المهرج الذي ألقى خطابه مترنحا؛ ربما تحت تأثير بعض المخدرات التي كانت أجهزته تتاجر بها في غزة!
ولأن هذه حال عباس وحال فتح فإن على حماس أن تسلك من الآن وصاعدا نهجا جديدا في التعامل مع الرجل وعصابته في فتح. ببساطة فإن رجلا كهذا هو عديم الكرامة؛ وغير مسؤول ولا يملك قراره؛ وهو قطعا غير شرعي وغير وطني؛ ولذلك لا بد من موقف معلن لحماس تقرر فيه أن عباس فاقد للأهلية؛ وأن حماس تتطلع للحديث مع قيادة مسؤولة ووطنية في فتح: قيادة ليس لها مزالق أخلاقية معيبة وأشرطة مهينة؛ وليس لها تاريخ في التنسيق الأمني أو تمجيد اتفاقيات العار والخيانة من طابا الى جنيف؛ ومن واي ريفر الى البتراء…وغير ذلك لا!
حماس ليست في عجلة من أمرها؛ وحين ترتطم جمجمة هذا العتل وحزبه بقعر جهنم بعد مسيرة الهاوية التي يتحدرون فيها فإنهم سيعودون لحماس صاغرين يطلبون الحوار؛ لكن على حماس أن تستبق الأمور وأن تسرع بالدفع نحو سلب هؤلاء الفرصة الاخيرة: على حماس أن تسارع لسلبهم حق تجربة حظهم مع الصهاينة للمرة الألف بعد المائة؛ والعودة بعد الفشل المتوقع لحضن الشيوخ الدافيء على اعتبار أنهم طيبون ويعملون بمبدأ “المسامح كريم”!
على حماس أن تساعد أرضة التاريخ في التهام ما تبقى من جيفة فتح- دايتون بأن تسرع في هدمها على المدى القصير عن طريق تنظيم حفلات فضائح لسجلات المخابرات التي استولت عليها في غزة. يجب أن تنظم من أجل ذلك مؤتمرات صحافية تفضح فتح بالتفاصيل وتحرق كل رموز إصلاحية دايتون!
أما على المدى الطويل فلا بد من السعي بكل جهد ممكن لتدعيم القوة العسكرية في غزة للحؤول دون سقوطها في اجتياح صهيوني محتمل؛ وإعادة بعث جناح عسكري مسلح في الضفة يستأنف المقاومة في اللحظة الملائمة ويعلم الصهاينة وجلاوزتهم أن الظلم مرتعه وخيم. يجب أن يبدأ الحشد في الضفة الآن الآن وليس غدا! الآن يجب أن نبدأ في تجنيد شبابنا فيما فتح تقرر بيع سلاحها ويقرر “أبطالها” خرم آذانهم استعدادا لتركيب حلقات ذهبية تلائم مرحلة التخنث الوطني!
بهذا الجهد الدؤوب سياسيا واعلاميا وعسكريا فإن حماس ستحفر لفتح وللصهاينة في الضفة قبرا واسعا أوسع من جبانة غزة؛ وحين تنقدح شرارة الحرب الإقليمية المقبلة لا محالة – سواء في إيران أو لبنان أو حتى في غزة – فستستعيد المقاومة في الضفة ألقها؛ وسينتبه الجمهور الذي سكت على فجور فتح صبرا وتصبرا وحلما؛ وسينهض لممارسة دوره الجهادي الطبيعي؛ وسيغدو ما حل بأيتام دايتون في غرب الوطن مجرد لعبة أطفال بجنب ما سيحل بصنائع يهود في جناح فلسطين الشرقي!
فتجوع يا دود الأرض؛ واصبر على نتن ما سيأتيك من جيف؛ فإن النصر آت لا محالة!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...