المقلاع.. رفيق الثائرين في المواجهة مع إسرائيل
قطعة من الجلد أو من القماش المتين، ثبت في طرفيها خيطان مطاطيان طويلان؛ الأول يعلق بالإصبع، والخيط الثاني يتم إفلاته عند إلقاء الحجر، أداة رسمت ملامح المواجهة التي يخوضها الشبان الفلسطينيون مع جنود الاحتلال الإسرائيلي في المواجهات ولا زالت رفيقا للثائرين مع كل مواجهة جديدة ضد الاحتلال.
“المقلاع”، الاسم المتعارف عليه بين الجميع، بسيط في صناعته، لكنه يلبي رغبة الثائرين في كسر حاجز المسافات البعيدة التي يتواجد بها الجنود المدججون بالسلاح.
ومع اندلاع انتفاضة حرية القدس، أو ما تسمى بانتفاضة العاصمة عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، عاد “المقلاع” لرسم مشاهد بطولية بأيدي الشبان والفتية.
وبرزت مشاهد البطولة لـ”المقلاع” على الحواجز ونقاط الاحتكاك التي يقيمها الاحتلال على مداخل المدن والبلدات الفلسطينية.
ولم يقتصر استخدام المقلاع على الشبان الذكور، بل ظهرت صور فتيات مقنعات بالكوفية الفلسطينية استخدمن المقاليع في رشق جنود الاحتلال، في خطوة لانخراطهن في كل أشكال المقاومة.
يقول الشاب نمر (20 عاماً) من مخيم بلاطة، لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، إنه بارع في صناعة المقلاع الذي استخدم فيه قطع جلد مرنة تساعد في إيصال الحجر إلى منطقة أبعد، منبهاً أن المقلاع هو الوسيلة التي لا تزال تستخدم بكثرة في المواجهات بين قوات الاحتلال والشبان على الحواجز العسكرية.
وأكد نمر أن استخدام المقلاع يحافظ على مسافة بين الشبان والجنود ويقلل فرص اعتقالهم.
null
بدورها تقول الشابة أميمة (19 عاماً) إن الشبان يعتمدون في المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال على “الأسلحة الشعبية البدائية، ومنها الحجر والمقلاع، وعلى الرغم من بساطها، إلا أنها محاولة للتعبير عن رفض ممارسات جنود الاحتلال المدججين بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة”.
وتوضح أميمة التي فضلت أن تبقى مرتدية اللثام، ويداها ملطختان من بقايا التراب والحجارة، ليس كل من يستخدم المقلاع يجيد ذلك، ففي أحيان كثيرة، ينطلق الحجر بطريق الخطأ، ولا يصل إلى الهدف المقصود.
وبرغم أن الحجر من الوسائل البدائية، إلا أنه يشكل إزعاجاً للسلطات الإسرائيلية، فقد صادق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في عام 2015 بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروع قانون تشديد العقوبات ضد راشقي الحجارة، بحيث يعاقب من تثبت عليه التهمة بالسجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات كحد أدنى.
كما تبنى المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي في اجتماع عقده برئاسة بنيامين نتنياهو، قرارًا يقضي بتفويض الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على الفلسطينيين في حال تعرضهم للخطر من راشقي الحجارة”.
ويبرع الشبان الفلسطينيون مع كل مواجهة في استحضار أدوات النضال التي عرفوها عن آبائهم وأجدادهم، وهذه الأدوات لازمت مراحل التحرر التي خاضها الفلسطينيون منذ سنوات طويلة في مواجهة الاحتلال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
خليل الحية: اغتيال حسن نصر الله عمل إرهابي مكتمل الأركان
فلسطين المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة عضو المكتب السياسي خليل الحية، إن اغتيال الاحتلال الصهيوني المجاهد...
الحرب الإسرائيلية على لبنان .. تجدد الغارات على الضاحية وصور
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي - مساء السبت- غارات جديدة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، والحارة...
القسام: حسن نصر الله لم يتوان عن تقديم كل ما يلزم مقاومتنا من دعم وإسناد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تقدمت قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس بالتعزية الحارة إلى حزب الله، رفاق...
الفصائل الفلسطيني تزف حسن نصر الله وتشيد بدوره في إسناد غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بكل فخر واعتزاز، نعت الفصائل الفلسطينية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل، مثمنة دوره المقاوم...
المرشد الإيراني: بنية قوى المقاومة صلبة وهي من سيحدد مصير المنطقة
طهران - المركز الفلسطيني للإعلام شدد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن قوى المقاومة في المنطقة هي من سيحدد مصيرها، مشيراً إلى أن إسرائيل تمارس سياسة...
في يومها الـ 358.. أبرز تطورات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 358 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات...
موديز تخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل وسط نظرة مستقبلية سلبية
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام خفضت وكالة "موديز" تصنيف إسرائيل الائتماني للمرة الثانية هذا العام بمقدار درجتين في دفعة واحدة، وأبقت على نظرتها...