ما أحوج فلسطين لحكومة وحدة وطنية!

في القاهرة ينبض قلب غزة بنجاح المصالحة، ومن القاهرة تنتظر غزة البشائر التي ستحملها وفود التنظيمات الفلسطينية، وقد خرجت من دائرة الانحباس الانقسامي الذي ظل مسجلاً على اسم حركة فتح وحركة حماس حصرياً، حتى الشهر الأخير، حين صار الانقسام أشمل، بعد أن انضمت إليه تسعة تنظيمات فلسطينية تطالب برفع العقوبات عن قطاع غزة فوراً، لتواجه بحكومة الوفاق التي تطالب بالتمكين أولاً.
غزة تحبس أنفاسها، وتتلهف لخبر يزيح عن صدر المواطن غمة، فما أحلى خبر رفع العقوبات، رغم أهمية بقية الملفات المطروحة على طاولة التباحث، فغزة تعرف وفق قضائها العرفي أن أهون الشرين خلاف بين أسدين، وأن أصعب الشرين خلاف بين نذلين، ولا تنظيم في غزة يقبل على نفسه أن يكون نذلاً، فالاختلاف بين عشاق الوطن ينتهي لصالح الوطن دائماً، وهذا ما يحلم به الشعب الفلسطيني؛ الذي يدرك أن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيدة القادرة على مواجهة تهديدات الخارجية الأمريكية بسحب ترخيص مكتب المنظمة في واشنطن، وأن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد لمواجهة اقتلاع العرب في محيط القدس بهدف توسيع الاستيطان، وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وأن الوحدة الوطنية لا تتحقق عملياً دون المصالحة المجتمعية في غزة، وإطلاق الحريات العامة في الضفة الغربية، بما فيها حرية عمل التنظيمات، وغزة تعرف أن الرد الوحيد على المحاكم الإسرائيلية التي حكمت على الأسير مروان البرغوثي وخليته الفدائية بدفع 62 مليون شيكل تعويضاً لعائلة إسرائيلية. الرد الوحيد لا يتمثل إلا بالوحدة الوطنية، ونجاح لقاءات القاهرة، التي يراهن العدو على فشلها، ليتجرأ أكثر على العدوان.
وإذا كانت كل الملفات المطروحة على طاولة حوار القاهرة مهمة، وإذا كانت الملفات متداخلة بعضها مع بعض، إلا أن صلب تلك الملفات وعصب تفعيلها هو ملف حكومة الوحدة الوطنية، تلك الحكومة التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها تجاه رفع العقوبات عن سكان قطاع غزة، والمساهمة في ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، والإشراف على الانتخابات الثلاثية، وتحقيق المصالحة المجتمعية، وحكومة الوحدة الوطنية هي الحكومة القادرة على تحمل مسؤولية الملف الأمني ببعده الإداري والميداني والأخلاقي، وهي القادرة على إدارته بطريقتها الوطنية، والخروج بالحلول الإبداعية لكثير من قضايا الخلاف، بعيداً عن الحزبية والفئوية.
تشكيل حكومة وحدة وطنية لتباشر عملها ومسؤولياتها في الضفة الغربية وغزة فوراً هو الإطار العام للمشهد الفلسطيني الذي تذوب تفاصيله في مسؤولية الحكومة عن مجمل حياة الناس الأمنية والمعيشية والوظيفية في غزة والضفة الغربية، على طريق الشراكة السياسية، بعيداً عن سطوة الفرد، وعصبية التنظيم، فعصبة عشرة تنظيمات أصلب من عصبة تنظيم واحد، ورأي عشرات الرجال أدق من رأي أذكى الرجال، وهذا ما تتمناه فلسطين، وهذا ما ينتظره الشعب الفلسطيني الذي يتطلع إلى القاهرة بشوق ومحبة وأمل.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...

حماس تثمن إعلان اليمن فرض حصار جوي على كيان الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على العدو الصهيوني، رداً على...

منظمات أممية تعلن رفضها الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفضت منظمات أممية وغير حكومية، المشاركة في الخطة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة بخصوص توزيع...

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...